الأرقام تبدو مخيفة فعلاً، منذ 60 سنة لم نشاهد مثلها ليوفنتوس، نقطتان من أربع مباريات، لم يفز حتى الآن، لم يحافظ على شباكه نظيفة، لم يسجل أي هدف في الأشواط الثانية، لم يقدم أداء مقنعا، تقدم بالنتيجة في ثلاث مناسبات ولم ينجح بالحفاظ عليها، هذه هي باختصار عناوين لا يمكنها أن تكون لفريق اسمه يوفنتوس، خصوصاً مع مدرب اسمه أليغري.
لنعد قليلاً إلى البداية، كي نفهم أكثر الصدمة التي يعيشها جمهور الفريق الأعرق في إيطاليا، فبعدما تأهل يوفي في اللحظات الأخيرة إلى دوري الأبطال مع بيرلو، قررت إدارة النادي إنهاء المغامرة مع نجمها السابق والعمل على عودة أليغري، المدرب الذي يثق به كثيراً آنييلي ولم يكن يرغب بمغادرته، ومن أجل العودة تمت تهيئة الأرضية المناسبة له، لم يجدد للمدير الرياضي باراتيتشي فغادر، فهم كريستيانو أنه لم يعد لاعباً مدللاً في الفريق فحسم أمره بالمغادرة، وبدأت الطريق من أجل العمل على استعادة لقب "الكالتشيو".
كان واضحاً منذ البداية أن أليغري يحتاج إلى وقت وهذا طبيعي، ولو أن الوقت الذي يحتاجه لا يمكن أن يكون مثل أي وقت يحتاجه مدرب جديد مع فريق جديد، بل أقل والسبب واضح، فأغلب اللاعبين سبق أن عملوا تحت إمرته وفازوا معه بالألقاب وبالتالي يفهمون جيداً أسلوبه وما يريده، في مواجهة ميلان مثلاً ثمانية لاعبين في التشكيلة لعبوا مع يوفي أليغري.
التصريحات بعد مباراة ميلان هي دليل أن أليغري يشعر فعلاً بانتهاء الوقت المسموح لكي ينطلق يوفي كما يجب، من حسن الحظ أن الحكم أنهى المباراة وإلا كنا سنخسر، أخطأت بالتبديلات، كييزا لاعب جيد لكن عليه أن يتطور، بعض اللاعبين يجب أن يفهموا ماذا يعني ارتداء قميص فريق يوفنتوس.
كل جانب من تصريحاته يصلح لموضوع وحده، الكلام أكثر عن كييزا، نجم منتخب إيطاليا الحاسم بالفوز في بطولة "يورو 2020" الصيف الماضي، لماذا يتحدث عنه هكذا أليغري ولماذا لا يقدم كييزا ما هو مطلوب وهل فعلاً نحن أمام مشكلة اسمها كييزا أما لا؟
لطالما كانت إدارة اللاعبين من أبرز نقاط قوة أليغري، وهو يحتاجها كثيراً هذه الفترة، ومن يعرف يوفي جيداً و"الكالتشيو" يذكر بدايته الصعبة جداً في موسم 2015-2016، قبل أن يعوض خلال الموسم فارقاً كبيراً من النقاط ويفوز باللقب، لكن المطلعين على التفاصيل يشيرون إلى اختلافات تبدو كبيرة الآن، في المقابل كان على أليغري إعادة الحماس لفريق خسر نهائي برلين وفقد الحافز، وهو نجح بفعل ذلك، إضافة إلى أن المنافسين لم يكونوا ميلان وإنتر، وهذا يغير الكثير.
أما الآن فعليه إيجاد التوليفة المناسبة لفريق خسر الدوري الموسم الماضي وفقد جزءاً من هيبته، وبين استعادة الحماس وصناعة الفريق يوجد فرق كبير.
هل هذا يعني أن يوفي لم يعد مرشحاً للفوز بلقب الدوري؟ ما شاهدناه حتى الآن يكشف ذلك بكل تأكيد، لكن التاريخ في إيطاليا يُشير إلى أنه عندما يكون اسم الفريق يوفنتوس والحسابات على الورق تسمح له بالفوز باللقب فهو من المرشحين دائما لفعل ذلك، لكن عليه الآن البداية بتحقيق الانتصارات، لم يعد مسموحا له تعثرات جديدة، المقلق لجمهور يوفنتوس ليس أن الفريق جمع نقطتين فقط من أربع مباريات، المشكلة أنه لم يكن يستحق أكثر، يدرك ذلك جيداً أليغري، ويدرك أنه لم يعد لديه وقت، إن أراد فعلاً المنافسة على اللقب.