لم يتوقع أبداً أقوى المتعصبين من جمهور يوفنتوس، أن يصل الفريق إلى هذه المرحلة من الموسم وهو على بعد خطوة واحدة من عصبة الأبطال، بعد تحقيق بطولتي الدوري والكأس في إيطاليا. ولم يتصور أشد الحالمين من أنصار برشلونة، بتضاعف المطالب والأمنيات في الأمتار الحاسمة من المنافسات، ليكون نهائي الأبطال هذه المرة مختلفاً بحق، بين فريقين وصلا إلى المجد قبل تحقيقه.
المعاناة
يولد البطل في الغالب من رحم المعاناة، وقطبا الأبطال هذا الموسم هما أحق جانبين بهذه المقولة، فيوفنتوس تخطى مرحلة المجموعات من البطولة بشق الأنفس، بعد أن جمع فقط ثلاث نقاط خلال أول ثلاث مباريات بالكأس، وحقق فوزاً معقداً أمام أولمبياكوس في الجولة الرابعة، ليشق طريقه في ما بعد نحو النهائي، ويصعد كثاني المجموعة الأولى بفارق نقطة يتيمة عن بطل اليونان.
أما برشلونة فدفع ثمن أخطاء تراكمية منذ سنوات سابقة، والكل يتحدث عنها من دون أي إجابات أو حلول حقيقية، لذلك لم يكن الناتج الحالي متوقعاً على الصعيد الإعلامي أو الجماهيري. فالبلاوغرانا قدم دوراً أول أقل من الجيد، وابتعد بفارق أربع نقاط عن ريال مدريد، وبعد الهزيمة أمام سوسيداد بالأنويتا، زادت الأقاويل حول إقالة مدربه، لكن في النهاية استمر إنريكي، وحقق الثنائية المحلية بكل هدوء.
"إذا خسرتم النهائي ستظلون في وضعية رائعة بكل تأكيد، لكن إذا فزتم ستكونون الأفضل على الإطلاق"، هكذا ستكون مقدمة المحاضرة الرئيسية لكل من يوفنتوس وبرشلونة قبل أيام قليلة من موقعة برلين، لأن الموسم الرياضي بالنسبة للفريقين أكثر من رائع، لكن تبقى "الثلاثية" بمثابة التاج فوق رأس السطوة المحلية لأبطال إيطاليا وإسبانيا.
الثأر التاريخي
يقول ماسيمو أليغري، لقد واجهت برشلونة ثماني مرات في السنوات الأخيرة، لدينا الثقة لأننا في المباراة النهائية، ولا يزال هناك الكثير من التضحيات تنتظرنا. وإذا كان هناك شخص ما في تورينو يعرف قيمة الكتلان، فسيكون مدرب يوفنتوس بلا شك، بسبب الخلفية التاريخية للصراع بين الطرفين خلال النسخ السابقة من دوري الأبطال، حينما كان أليغري يشغل منصب المدير الفني لميلان.
تفوق البارسا في معظم المواجهات أمام أليغري، لكن هناك جولة ما ستظل بالذاكرة، عندما فاز ميلان في ذهاب ربع نهائي بطولة 2013 على برشلونة بهدفين من دون رد على ملعب سان سيرو. وقتها لعب ميلان بطريقة رائعة، مزيج بين 4-3-3 و 4-4-2 في قالب واحد، عن طريق التمركز المثالي للثلاثي أمبروسيني، مونتوليفو، مونتاري، مع تقدم بواتينغ كلاعب حر في المركز 10، والاعتماد على باتزيني كمهاجم صريح، والشعراوي كلاعب حر على الرواق الأيسر.
ومن الممكن أن يعيد أليغري الفكرة مرة أخرى في النهائي الكبير، بالاعتماد على رباعي صريح بالمنتصف، مع قيام تيفيز بدور الشعراوي، ووجود مهاجم حقيقي في العمق أمام دفاعات برشلونة، لكن عليه الحذر مرات عديدة من مهارات نجوم الكتلان، لأن ماسيمو لم ينس حتى الآن العودة الكبيرة للفريق في إياب 2013، بعد أن فازت كتيبة كامب نو على العملاق الميلاني بالأربعة، خلال مباراة تعتبر من أسوأ كوابيس أليغري طوال تاريخه التدريبي، لذلك المشاعر متناقضة وقوية هذه المرة.
الشكوك القديمة
"كان موسماً صعباً لكنني استفدت منه بالقدر الكافي، وتعلمت كل كبيرة وصغيرة من تجربتي في إيطاليا". يتحدث لويس إنريكي عن أيامه القديمة مع روما، بعد أن تعاقد مع نادي العاصمة لمدة موسمين، لكنه رحل سريعاً بعد موسم واحد فقط، نتيجة سوء النتائج وحصول الفريق على المركز السابع بالكالتشو، ليترك لوتشو مدينة الخلود بفشل ذريع، وخلافات عميقة مع قيصر روما، فرانشيسكو توتي.
تعادل إنريكي مع يوفنتوس في مباراة، وخسر في جولة أخرى بالأربعة في تورينو، بينما فشل مرتين في الفوز على أليغري أثناء تدريب الأخير لميلان، بعد انتصار الفريق اللومباردي ذهاباً وإياباً على روما، ليكون النهائي الكبير حدث لن يتكرر بالنسبة للمدير الفني الشاب، حتى يقطع كل الشكوك القديمة ضد خصومه الطليان.
يتعلم لوتشو من أخطائه هذا الموسم، ونجح في النهاية بصناعة نموذج تكتيكي رفيع المقام، ساعده على تحقيق أفضل نسخة ممكنة من الثلاثي الهجومي، باللعب أكثر على الأطراف وزيادة التمريرات الطولية، مع تقوية خط الدفاع بالكرة ومن دونها، لذلك شاهدنا بارسا متوازناً ومتماسكاً في أشهر الحسم، وخطف الأحمر والأزرق الليغا من فم مدريد، وفاز بكل سهولة على بلباو في نهائي الكأس.
معركة الوسط
يتوقع معظم المتابعين أن نتيجة النهائي ستكون بين أقدام هجوم الفريقين، وبالتحديد الثنائي الأرجنتيني الكبير، ميسي برشلونة وتيفيز يوفنتوس، نظراً للتأثير العميق لهذه الأسماء على طريقة لعب برشلونة ويوفنتوس خلال المباريات الكبيرة، لكن يجب الانتباه على مردود خط الوسط في برلين، لأن هذا المركز سيؤثر بالإيجاب أو السلب على أسلوب كل فريق يريد حسم الأمور داخل الملعب.
يمتاز يوفنتوس بخط وسط رباعي مرن، بيرلو، ماركيزيو، بوجبا، فيدال، مجموعة تتحرك بذكاء سواء في العمق أو الأطراف، وتجيد بشدة شغل المناطق المزدوجة. بينما يلعب برشلونة بثلاثي معتاد، بوسكيتس في قمة مستواه هذه المرة، وراكيتتش يقوم بدور الجندي المجهول في التغطية على ألفيش ومساندة ميسي على اليمين، بينما يشغل انيستا أو تشافي مركز لاعب الوسط المائل لليسار.
من الممكن أن يسحب أليغري لاعباً من الوسط أو الهجوم، في سبيل اللعب بثلاثي دفاعي صريح، ومن الوارد جداً أن يقوم إنريكي بوضع ميسي في عمق الوسط من أجل حيازة أكبر على الكرة، وفي النهاية صاحب اليد العليا في هذه المنطقة الخاصة.
رونالدو: سأشجع برشلونة في برلين لهذا السبب..!
برشلونة يرد:ميسي بمقدوره تكرار تسجيل هدف إعجازي بأي فريق
هوس الكرة..طفل إيطالي يستيقظ من غيبوبته للسؤال عن يوفنتوس!
بوفون: ميسي هو الفضائي الذي يلعب مع البشر
"الملعب الأولمبي" تميمة حظ برشلونة في مواجهة يوفنتوس