وبدأ المنتخب البرازيلي الشاب بقيادة تيتي والفاقد للنجم نيمار أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب. إلا أن "السيليساو" عانت أمام كلّ من فنزويلا وباراغواي قبل الوصول إلى المربع الذهبي.
عكس ذلك بدأ منتخب الأرجنتين فاقداً لهويته وغير مقنع في معظم مبارياته مع سكالوني الذي ما زال يعول على الحلول الفردية من ميسي وأغويرو.
في المقابل يرى شق آخر أن فوز الارجنتين على فينزويلا 2-0 أعطى بالون أوكسيجين للاعبي الأرجنتين وزرع بارقة أمل في الشارع الكروي الأرجنتيني، وذهب إعلاميون أرجنتينيون إلى اعتبار "التانغو" مرشحاً قوياً للمنافسة، لأنهم يرون النتائج ولا يرون الأداء والأسلوب، وهي أشياءٌ تحتاج إلى مراجعة من قبل سكالوني.
وشهدت مباراة الأرجنتين وفينزويلا الكثير من الأخطاء، خاصة عندما كانت الأرجنتين متقدمة بهدف كادت فنزويلا أن تحرز التعادل لولا مهارة الحارس أرماني.
ويقول بيدرو باسكوللي وهو أحد نجوم منتخب الارجنتين في مونديال 1986 إن سكالوني يخشى النجوم وهناك لاعبون يلعبون بأسمائهم بعيداً عن مستوياتهم الحقيقية مثل أنخيل دي ماريا وأغويرو ووأتامندي، وخاصة أغويريو الذي لديه تأثير ونفوذ، لأنه نجم كبير في مانشستر سيتي.
ويرى الصحافي الشهير في قناة فوكس دانيال أفالانيدا في مقال نشره بصحيفة "كلارين" أن المدرب سكالوني أثبت مرة أخرى أنه لا يصلح لمنتخب الأرجنتين وأن منتخب السيليستي أكبر منه.
وتعرّض سكالوني إلى وابل من الانتقادات بعد مباراة فنيزويلا بسبب سحبه للاعب لوتارو مارتينيز صاحب الهدف الأول وتعويضه بأنخيل دي ماريا، الذي كان محدوداً ولم يقدم شيئاً.
وقالت فيرونيكا بروناتي في تيليموندو إن اختيارات المدرب سكالوني خاطئة وغير مجدية، كما انتقد دانيال أركوتشي في قناة فوكس الرياضية اختيارات سكالوني الفنية، كما انتقد غوستافو ياروش في محطة الإذاعة "لا ريد" أسلوب سكالوني وتعاطيه مع المباريات.
ووجّه النقاد سهامهم إلى سكالوني لأنه اعتمد كثيراً على الكرات العالية الطويلة، والحال أن مهاجمي الأرجنتين ومنهم ميسي قصار القامة.
وهناك حقيقة أخرى تتعلق بميسي، العبقري لا يجيد التعامل مع كوبا أميركا وكان يرافقه الإخفاق دائماً، واعترف ميسي بأن مستواه هابط في كوبا أميركا وعلل هبوط مستواه بتردي حالة العشب في ملاعب البرازيل وخاصة "ماراكانا".
ويعتقد آخرون أن الأرجنتين بمقدورها الفوز بدون ميسي، أو حتى إن لم يكن ميسي في أفضل حالاته، إذ تمتلك لاعبين يحترفون في الدوريات الأوروبية مثل بيريديس لاعب باريس سان جيرمان ولتاورو مارتينيز لاعب إنتر ميلان، ورودريغو لاعب أودينيزي الإيطالي وماركوس أكونا لاعب سبورتينغ لشبونة البرتغالي.
إلا أن الأرجنتينيين يمنون النفس بأن يكون ميسي في أحسن حالاته ويستعيد بريقه أمام منتخب برازيلي متفوق في وسط الملعب ولديه لاعبون يمتلكون مهارات فنية عالية، كما أن منتخب الأرجنتين ضعيف في السيطرة على وسط الملعب والاستحواذ على الكرة. ولهذه الأسباب يعتبر سقف التفاؤل في الأرجنتين بالفوز وبلوغ النهائي ضعيفاً جداً.
أما منتخب البرازيل فيُعتبر أفضل بمراحل من منتخب "السيليستي" وحتى في مباراته أمام باراغواي كان "السيليساو الطرف الأفضل وكان بمقدوره أن ينهي المباراة لمصلحته بكلّ سهولة لولا تألق الحارس فيرنانديز.
يُضاف إلى هذا أن الإحصائيات التاريخية تشير إلى تفوق البرازيل التي فازت باللقب في عام 1989 وحققت العلامة الكاملة في جميع مبارياتها.
ويتسلّح البرازيليون عادة عندما يواجهون الأرجنتين بروح قتالية عالية ويعتبر اللاعبون أن الفوز على الأرجنتين أهم من أي شيء آخر.
كما أن جماهير وعشاق "السامبا" يستمتعون بطعم الفوز على الأرجنتين بالذات بسبب العداء التاريخي بين المنتخبين في كرة القدم.
في المقابل فإن عزاء جماهير الأرجنتين الوحيد هو استعادة ميسي لمستواه في هذه المباراة التاريخية وحسن استعدادات لوتارو مارتينيز نجم إنتر، الذي يعول عليه سكالوني في إحراز الأهداف.
وتلعب صحافة الأرجنتين على وتر الفضيحة التي تكبدها منتخب البرازيل وهو يلعب على استاد مينييرو أمام ألمانيا بسباعية في كأس العالم 2014، وتقول صحيفة "أولي" إن المنتخب البرازيلي يتشاءم وهو يلعب في منييرو ويخشى أن يطارده النحس.