الأرجنتين وفرنسا: لاعب بلا فريق.. وفريق بلا لاعب

26 يونيو 2014
ثنائي برشلونة الأعلى تهديفاً في المونديال (getty)
+ الخط -
 كل الطرق تؤدي إلى مونديال جريء، غريب، مجنون إلى حد كبير. الأرجنتين تصعد إلى الدور المقبل برفقة نيجيريا، سويسرا وفرنسا في المجموعة الأخرى، وتسجل إيران أخيراً هدف الشرف في البرازيل، لتصبح برازيل 2014 خالية تماماً من أي فريق لا يعرف طريق المرمى. ومع ذكر الأهداف، يبرز هدافا البطولة، ثنائي برشلونة، ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا.

سر المهاجم الصريح

يتحدث الجميع عن أسباب تألق ميسي ونيمار في البطولة العالمية بشكل أكبر من مستواهما في برشلونة خلال الموسم الماضي، وبعيدأً عن الإصابات الكثيرة التي لاحقت النجمين وظروف البلاوجرانا الصعبة طوال السنة الفائتة، إلا أن تكتيك الرقم 9 يُشكل سراً من أسرار نجاعة اللاعبين التهديفية خلال مباريات الدور الأول من البطولة. ليو يسجل أربعة أهداف في ثلاث مباريات، بينما دا سيلفا يضع بصمة ثنائية خلال المباراة الأولى والثالثة أمام كل من كرواتيا والكاميرون.

ورغم أن مستوى فريد غير مناسب أبداً لقيادة الفريق البرازيلي، إلا أنه يساهم إلى حد ما في تخفيف الرقابة عن الفتى الذهبي الشاب. فريد مهاجم تقليدي جداً، يتحرك داخل الصندوق، ويميل إلى الشد والجذب مع المدافعين، وبالتالي فهو يفتح طريقاً ما أمام القادم من الخلف، نيمار يستغل مهارته وخفته في الهروب من الرقابة والدخول إلى المنطقة أثناء الصراع المستمر بين فريد ولاعبي الفريق المنافس.

مع العودة إلى هدفه الثاني في مرمى الكاميرون، يتضح أن الرقم 10 يستلم الكرة وينطلق بحرية مع تمركز المدافعين الأفارقة على مقربة منه، لكن في ظل تحرك فريد المباشر نحو المرمى. هدف يُوضح أهمية اللعب برأس حربة حقيقي أمام اللاعبين أصحاب المهارة الفردية الخالصة. استراتيجية المهاجم الوهمي لها أهميتها وثقلها لكن مع تطور الخطط الدفاعية مؤخراً، أصبحت الفرق الهجومية تحتاج إلى اللعب بأكثر من لاعب في الثلث الأخير، لعمل ربكة وكثافة عددية، ومساندة صناع اللعب وأجنحة الأطراف.

ميسي أيضاً يجد دعماً كبيراً من جانب هيجواين وأجويرو، الثنائي الذي يتحرك كثيراً في العمق. ورغم تدني مستواهما خلال البطولة، إلا أنهما يوفران الدعم الكبير للملك اللاتيني في التحرك بحرية واستغلال المسافات بين الخطوط. ليو سدد 14 تسديدة خلال ثلاث مباريات بواقع 4 تسديدات خلال مباراتين، و6 خلال مباراة، رقم يؤكد أهمية خلق المساحة أمامه للتحرك والانطلاق مدعوماً من وسط خلفه، وهجوم أمامه.

وسط فرنسا وسوء الأرجنتين

حققت الأرجنتين العلامة الكاملة، ثلاثة انتصارات وتسع نقاط. لكن بدون ميسي، كان الأمر مستحيلاً خلال مباريات الدور الأول. الفريق لا يقدم مستوى ثابتاً، ويعاني من غياب الضغط وانعدام التوازن في خط الدفاع. الأسباب واضحة، أداء وسط الفريق ضعيف إلى حد كبير، مما يُسبب إلقاء الحمل الأكبر على الهجوم، وكشف عيوب الدفاع أمام الفرق السريعة.

سابيا يرمي بكل ثقله في الأمام، ميسي ويعاونه دي ماريا، الكون، جونزالو. تفكير يجعل الأداء الهجومي أفضل، لكن هذا ما يحدث فقط على الورق، بينما في الملعب يفقد المدرب قوة الضغط في المنتصف بسبب انخفاض عدد اللاعبين بالمنتصف، ماتشيرانو وجاجو فقط، مما يجعل الفريق المنافس متفوقاً بلاعب إضافي، سواء وسط ثالث أو صانع اللعب، فتصبح المنطقة الحمراء بين الدفاع والارتكاز مكشوفة للجميع.

فريق مثل فرنسا يمتاز بوسط متنوع ومرونة واضحة، كل مباراة يلعب بتشكيلة مختلفة، والأداء في النهاية ثابت. كاباي أو شنايدرلين في الارتكاز، ماتويدي، بوجبا، سيسوكو، فالبوينا بمنطقة الوسط، كلها أسماء تقدم حلولاً كبيرة وتجعل ضغط الفريق أفضل على المستوى الجماعي. منتخب يتحرك بشكل قطري ودائري وفق نسق منتظم ويجعل منافسيه دائماً في حالة ترقب وقلق.

أوجد ديشامب المنظومة، يغيب نصري، ريبري، أسماء مرموقة لكن الإطار العام للمجموعة حاضر بقوة، لذلك يقدم الديوك حتى الآن أوركسترا كروية سليمة ويجيدون قراءة النوتة التكتيكية في أراضي البرازيل. الفريق الأزرق حقق 7 نقاط، بينما السماوي الأرجنتيني وصل إلى الرقم 9، لكن الفرق كبير في المستوى، لصالح ممثل أوروبا.

اسم مثل إنزو بيريز يستحق فرصة في تشكيلة التانجو، وخصوصاً مع المستوى العادي لكل من أجويرو وهيجواين، لذلك يكفي اسم واحد منهم في الهجوم رفقة الثنائي ميسي ودي ماريا، مع مد الوسط بلاعب ثالث حقيقي مثل إنزو، ليساعد كلاً من ماتشيرانو وجاجو، ويجعل الفريق اللاتيني أقوى في الضغط ويصنع حائطاً دفاعياً متقدماً أمام رباعي خط الظهر بالخلف. خيارات ليست كبيرة أمام الرجل، لكن هناك محاولة حقيقية وفرصة ذهبية أمامه، للخروج من عنق الزجاجة، وإضافة نجمة ذهبية ثالثة إلى مغامري الألبي سيلستي.

المساهمون