يُعد سمير زاوي أحد أشهر اللاعبين الذين لعبوا للمنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن كان قد ساهم في تأهل منتخب "المحاربين" لبطولة كأس العالم 2010 بعد غياب دام 24 عاماً، وأمام منتخب مصري كان يعيش أزهى أيامه في تلك الفترة.
وتحدث سمير زاوي الذي يعمل حالياً مدرباً لنادي جمعية الشلف الجزائري في حوار مع "العربي الجديد"، عن العديد من الأمور التي تخص المنتخب الجزائري، من بينها حظوظه في كأس أفريقيا ورأيه في المدرب جمال بلماضي بعد أن كان له تصريح سابق مثير للجدل، عند تنصيبه مدرباً للمنتخب الجزائري عام 2018.
لا حرج إن كان بلماضي قد تدخل في عمل بوقرة في كأس العرب
كيف عشت تتويج منتخب الجزائر بكأس العرب وهل كنت تتوقع هذا النجاح للمدرب مجيد بوقرة؟
عندما كنت ترى المدرب مجيد بوقرة وتحضيراته مع المنتخب المحلي، فقد كان يعد فريقاً مستقبلياً مع اللاعبين البارزين في الدوري الجزائري، لكن مع اقترابنا من بطولة كأس العرب رأينا أن البرنامج قد تغير باعتماده على لاعبين أكثر خبرة وجاهزية ليكونوا قادرين على تقديم الإضافة للمنتخب الأول، فيبقى الأكيد أنه نجح في مهمته لأنه اللقب العربي فاز به وقد هنأناه على ذلك، خاصة مع المستوى المرتفع الذي رأيناه في قطر على العديد من المستويات وهو ما يشرف الكرة العربية، مثلما كان الحال مع مباراتنا في دور الربع نهائي أمام المغرب، إذ كان هناك من انتظر خروج المباراة عن إطارها الرياضي، لكن العكس الذي حدث.
هل ترى أنه كان دخل للمدرب بلماضي في نجاح بوقرة خلال الكأس العربية؟
حتى وإن كان كذلك فهذا ليس شيئا سلبيا فالمنتخب الأول يبقى فوق كل اعتبار، ربما كانت بينهما جلسات عمل لكن لا أستطيع أن أجزم لكم بأن بلماضي تدخل في عمل بوقرة الذي أثبت كذلك أنه مشروع مدرب مميز، في وقت أن بلماضي كان قد برز أيضاً بعد فوز المنتخب بكأس أفريقيا 2019 وسلسلة مستمرة من المباريات دون هزيمة. لا حرج إن كان المدرب مجيد بوقرة يستشير جمال بلماضي لأنهما المسؤولان عن المنتخبين الأول والثاني.
الجزائر والسنغال مرشحان للتتويج بكأس أفريقيا
في كأس العرب استعاد المنتخب الجزائري ذكريات عدة مثل هدف بلايلي أمام المغرب وبراهيمي ضد تونس وكذلك الوقت المضاف أمام قطر، ما تعليقك؟
يوسف بلايلي من اللاعبين القلائل الذين تجدهم يتابعون أبسط حيثيات المباراة مثل تحرك الحراس والمدافعين، وبسبب خبرته درس جيداً حارس المغرب وعرف أنه يتقدم كثيراً عن مرماه. أما هدف براهيمي ضد تونس فقد اغتنم تقدم لاعبي المنافس لختم البطولة بأجمل طريقة.
وبخصوص الوقت الإضافي أمام قطر فعادي أن يكون ذلك في زمن تقنية الفيديو، فكلما تتوقف المباراة سيكون الحكم مُجبراً على احتساب ذلك الوقت، ربما بعد ذلك هناك من اتهم الحكم بأنه تحيز لكن لا أرى ذلك، فبركلة الجزاء تلك أزال كل الشكوك.
فيديو.. تتويج منتخب الجزائر بطل العرب.#كأس_العرب | #FIFArabCup pic.twitter.com/vf2KRRUUcY
— كرة القدم الآسيوية (@ChampionsAsia) December 18, 2021
هل ترى أن الضغط أصبح أشد على لاعبي الجزائر قبل انطلاق كأس أفريقيا بالكاميرون؟
بالعكس ، فحتى المنتخب الثاني الذي شارك في كأس العرب دخل المنافسة بثوب البطل، لأنه شارك بنفس الديناميكية التي يعيشها المنتخب الأول وهي اللعب دائماً لأجل الفوز، وجعل الفرق الأخرى تعمل ألف حساب عند مواجهتنا. صحيح نحن أبرز المرشحين للفوز بكأس أفريقيا وهذا سيضيف للمنتخب قوة أكبر من أجل تأكيد ما تحقق في السابق.
هناك منتخبات مرشحة للتتويج بكأس أفريقيا، لكن المنتخب الجزائري يملك حظوظاً أكبر كونه اكتسب خبرة أكبر من البطولات التي لعبها ولديه لاعبون من أحسن المستوى، كما توجد منتخبات مرشحة مثل السنغال والمغرب وحتى المنتخب الكاميروني والغاني والنيجيري أرى لديهم وزنا في هذه البطولة، وهذا يعني أننا سنشاهد دورة بمستوى أرفع من الذي شهدناه في مصر 2019.
حدث جدل في السابق حول استصغارك للمدرب بلماضي وبعد النجاح الذي حققه، كيف تتوقع مستقبله الآن؟
أولا، لا أستطيع الرد على ما يُقال في مواقع التواصل الاجتماعي، فبالنسبة لي الكثير من النشطاء فيهم دون المستوى، أما عن بلماضي فصحيح أن المنتخب قبل قدومه كان يمر بمرحلة فراغ كبيرة، ورأيي كان مبنياً على ضرورة التعاقد مع مدرب كبير لديه قدرة على إحداث وثبة بسيكولوجية. فمثلا لو لم ينجح بلماضي في مهمته، هل كان لهم أن يعودوا لكلامي، طبعاً لا وذلك سيكون نفاقاً.
أنا أقول رأيي ولا أخاف من أي شيء، والحمد لله أنه نجح وقاد المنتخب الجزائري للتتويج بكأس أفريقيا، وهو حالياً يحقق سلسلة مباريات دون هزيمة، والتي نتمنى أن تستمر ويحقق الرقم العالمي، دون أن ننسى أنه من بين أفضل 10 مدربين في العالم ما شاء الله عليه، وفي حالة حدوث أي تعثر لا قدر الله أتمنى ألا ينقلبوا عليه لأنه يقوم بعمل كبير.
المنتخب المغربي يخيفني والمنتخب المصري يعتمد على صلاح فقط
أنتم كمدربين شباب هل ترى أنكم تستحقون التفاتة أكبر مثلما هو حال المدربين المغتربين حاليا في المنتخب الجزائري؟
حالياً أنا والحمد الله في فترة عمل كمدرب لفريق جمعية الشلف، لكن المشكل الذي يؤرقنا حالياً هو نقص الإمكانات المتوفرة، بمعنى أننا نعمل في أجواء كارثية، لكن هذه الظروف ستسمح لنا بالتعلم أكثر، لا مشكلة إن كان بوقرة أو بن حمو، نالا فرصهما أو إن كان يسكن في الجزائر أو مغترب في الخارج هذا عادي، المهم حالياً أن المنتخب يمر بنتائج جيدة ومجيد (بوقرة) أكد ذلك.
رسالتي كذلك للاعبين الدوليين المعتزلين، أقول لهم الحل ليس البقاء والتكلم دون فائدة، الحل هو التعلم والعمل، وليس انتظار الحصول على الفرصة، وعليك أن تبحث عنها، ولو أننا يجب ألا نخفي كذلك، فالإمكانات تلعب دوراً، فهناك فرق بين فريق لديه شركة تمويل مما يسمح للمدرب بالتخطيط، ربما مع الوقت تتحسن الأمور وتظهر تحديات أخرى.
🇩🇿 عيد ميلاد سعيد لصخرة الدفاع الجزائرية مجيد بوقرة 🎂
— CAF - عربي (@caf_online_AR) October 7, 2021
استمتع بيومك يا مجيد 🥳@LesVerts pic.twitter.com/z0OubU37RR
كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية الأخرى في كأس أفريقيا؟
صحيح على الورق نحن والمنتخب السنغالي مرشحون للفوز باللقب، لكن يجب ألا ننسى أن المناخ سيلعب دوره وقد يؤثر على مردود بعض المنتخبات، فالتعامل مع الرطوبة والحرارة لن يكون سهلاً من طرف اللاعبين. ويبقى علينا فقط استغلال عوامل أخرى، مثلاً أن باقي المنتخبات الأخرى تخافنا وهذا سلاح مهم.
المنتخب المصري ليس هو نفس المنتخب الذي لعبنا ضده في جيلنا، حالياً هو مبني على لاعب واحد وهو محمد صلاح، عكس السابق عندما كان يملك ترسانة قوية من الأسماء سيطرت على أفريقيا، وحالياً ليس هو القادر على إيقاف المنتخب الجزائري. أرى أن هناك منتخبين يجب الحذر منهما، المنتخب الكاميروني والمنتخب المغربي، هذان المنتخبان مخيفان، أما باقي المنتخبات فيمكن تجاوزها بسهولة.
هل تتفق مع من يرى أن محرز من أحسن اللاعبين في تاريخ الجزائر، وكيف ترى وضعيته في مانشستر سيتي؟
الأجيال تختلف طبعا، ولو نتكلم الآن على من هو أحسن لاعب بالأرقام ربما سنصنف رابح ماجر الأفضل لأنه حقق دوري أبطال أوروبا وحقق ألقاباً أخرى دون أن ننسى لاعبين آخرين لعبوا في السابق، لكن هذا لا ينقص من رياض محرز كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ الجزائر.
وعن وضعيته، فهو مرتاح جداً عكس الآراء التي نسمعها هنا وهناك، فهو يلعب ويؤدي جيداً ويصنع الفارق في أغلب الأوقات، وأنا متأكد أنه لو تطرح هذا السؤال على محرز سيؤكد لكم أنه مرتاح مع مانشستر سيتي، الذي يبقى ناديا كبيرا ويلعب على الأدوار الأولى وينافس على دوري أبطال أوروبا.
كيف ترى تحضيرات قطر لتنظيم مونديال 2022؟
طبعاً، هم أحسنوا توظيف الإمكانات التي يمتلكونها عكس ما نرى في الجزائر، وأنا لا أتحدث عن الجانب الرياضي فقط. انظروا للملاعب التي هي في طور الإنشاء لدى الجزائر من 8 إلى 15 سنة ولم تنته الأشغال فيها. أما في قطر فأرى أنهم أظهروا القليل فقط خلال كأس العرب، مقارنة بالذي سنراه في كأس العالم، طبعاً سنرى أشياء عالمية بدون شك.