يعد خالد لاموشية أحد أشهر اللاعبين الذين حملوا ألوان المنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة، كما ساهم في وصول منتخب "المحاربين" إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد 24 عاماً من الغياب، وعلى حساب المنتخب المصري الذي كان يمتلك في تلك الفترة أفضل جيل في تاريخه.
وتحدث خالد لاموشية في حوار خصّ به "العربي الجديد" عن ظروف تحوله لعالم التدريب عبر بوابة أولمبي المدية، عائداً كذلك لذكريات حول فترته مع المنتخب الجزائري، والأسباب التي تقف وراء خروج "الخضر" من الدور الأول لمسابقة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون.
-
أولا دخلت عالم التدريب لتكون مساعد المدرب في أولمبي المدية، كيف رأيت هذه التجربة؟
هذه أول تجربة لي في عالم التدريب، وكما تعلمون أن جميع التجارب تبقى جيدة، حتى إن ظهرت بها أمور سلبية، لكن شخصياً، أحتفظ بالإيجابيات فقط، أواصل التعلم في هذه المهنة، رغم أني كنت لاعباً سابقاً، لكن المدرب يواجه الكثير من العمل.
-
عندما نقول لاموشية فإننا نتحدث عن لاعب ارتدى ألوان أندية جزائرية مميزة، هي وفاق سطيف واتحاد العاصمة ومولودية وهران، كذلك النادي الأفريقي التونسي، أي تجربة كانت الأفضل بالنسبة إليك؟
جميع تجاربي مع الأندية كانت إيجابية، لكن عليّ أن أكون صريحا، لقد أمضيت 5 سنوات كاملة في وفاق سطيف، لهذا تبقى ذكرياتي معه هي الأفضل. الجميع يعلم أن اسم لاموشية يقترن بسطيف، حتى إن ارتديت أقمصة اتحاد العاصمة ومولودية وهران والنادي الأفريقي التونسي، في الوفاق حققت أول ألقابي بالجزائر وتلقيت أول دعوة للعب مع المنتخب.
-
خضت عديد المباريات مع المنتخب الجزائري منها التاريخية، مثل مباراة أم درمان، حدثنا عن أفضل ذكرى والأسوأ في مشوارك الدولي؟
لدي الكثير من الذكريات الرائعة مع المنتخب الجزائري، أما السلبيات فهي قليلة وتقتصر على النتائج، وأفضل ذكرى هي مباراة كأس العالم ضد مصر بأم درمان لأنها تاريخية، وبقيت عالقة في ذاكرة الجزائريين أيضاً، أما الذكرى الأسوأ فهي الهزيمة ضد المغرب بأربعة أهداف دون مقابل. كنا نمر بفترة صعبة، وتوجهنا إلى هناك من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، لكننا انهزمنا وهو ما آلمنا، لكن هذه هي كرة القدم والرياضة، تمر بفترات مميزة وأخرى أقل تميزاً.
لن أنسى التأهل لكأس العالم بالنظر للأحداث التي وقعت، وبعدها في مباراة 18 نوفمبر/ تشرين الثاني في السودان، لقد عشنا وقتاً مليئاً بمشاعر الفرح.
-
لا شك أن تعرضك لاعتداء بملعب القاهرة بقي ذكرى سيئة لك، لكن الأمور تحسنت مع مرور السنوات وصارت العلاقة جيدة بين الجماهير المصرية والجزائرية، بالعودة إليك، هل طويت صفحة الماضي؟
طبعاً طويت صفحة الماضي بسرعة. بعد المشاكل التي وقعت شاركنا في المنافسة الأفريقية ضد أندية مصرية وحظينا باستقبال جيد من الإعلاميين هناك، لكن من العادي أن تحدث مشاكل في لقاء يحمل الكثير من التحديات. مصر امتلكت جيلاً رائعاً من اللاعبين وقتها كانوا يرغبون في التأهل لكأس العالم، كذلك نحن بعد غيابنا طيلة 24 عاماً، ما خلق بعضاً من العداوة، أما اليوم كل شيء أصبح من الماضي، وكما نقول "اللي فات مات"، والأهم هو الحاضر والمستقبل.
-
مثلت المنتخب في أكثر من 30 مباراة دولية، وشاركتت بكأس أفريقيا 2010، لديك الخبرة الكافية لتمنحنا رأيك حول سبب إخفاق المنتخب الجزائري في النسخة الأخيرة من الكان؟
الظروف المناخية صعبة جداً عندما تحتضن دول وسط أفريقيا كأس الأمم، البعض يتضايق عندما يرى تبريرات اللاعبين بالحرارة، لكن هذا هو الواقع، ومن عاش هذا يعرف جيداً عما أتحدث.
الرطوبة المرتفعة جعلت اللاعبين عاجزين عن الركض والاسترجاع، ما أعطى الأفضلية للمنتخبات المعنية، باستثناء مصر التي تمتلك خبرة كبيرة في المنافسة، وكيفية تسيير الوضع المناخي وتحقيق التاج الأفريقي هناك، وعادة ما يعود الفوز لمنتخبات مثل ساحل العاج والسنغال والكاميرون.
بالعودة للمنتخب الوطني يمكن القول إن هذه العوامل أثرت وتسببت في الخروج من الدور الأول، لكن هذا ليس كل شيء، فهناك مشكل تقني وعدم استثمار بعض اللاعبين في قدراتهم. يجب تحليل الوضع بصفة عامة، وجمال بلماضي يمتلك القدرة ومؤهل لذلك، ومع اقتراب مباراة الكاميرون يجب محو كل الخيبات الماضية.
-
إذن يمكن اعتبار تبريرات اللاعبين مقبولة؟
نعم إلى حد ما، لكن عوامل ثانية أثرت، ربما أمور وقعت داخل المجموعة. نحن لا نمتلك كل المعلومات ما دمنا بعيدين عنها، كانت لدينا أخطاء وليس هذا هو المشكل، علينا ألا نكررها.
كانت بداية التراجع من مباراة بوركينا فاسو بملعب البليدة، واتضح وجود خلل تقني، وبعدها تأكد للأسف بالإقصاء من الدور الأول لـ"الكان". نحن أبطال أفريقيا والخروج مبكراً ليس بالأمر الجيد، لكن أمامنا شهر كامل ولا يجب أن نلقي بكل المجهودات جانباً. لدينا فريق جيد وجيل رائع ومباراة مهمة ضد الكاميرون علينا أن نركز عليها ونحسن استعادة معنوياتنا قبلها، ونتأهل لكأس العالم إن شاء الله.
-
اعتذر رياض محرز للجماهير وأكد أنه لم يكن في المستوى ويتحمل المسؤولية، ما رأيك في هذا التصريح وهل سيكون حافزاً له للتألق مستقبلاً؟
تحليل محرز وكلامه كان صحيحاً، فهو لم يكن في مستوى الموهبة التي يمتلكها. رياض لاعب عالمي على المستوى الدولي، وبما أنه تحمل مسؤولياته أكيد أنه أمر جيد، لأنه قائد التشكيلة وكلامه إيجابي، أي لاعب قد يمر بمستواه جانباً.
-
تنتظرنا مباراة فاصلة ضد المنتخب الكاميروني صاحب المرتبة الثالثة في كأس أفريقيا، لكن مشاكل كبيرة وقعت بين اللاعبين وإيتو يعاني من مشاكل أيضاً، أتعتقد أنها قد تؤثر عليهم قبل مواجهتنا؟
مشاكل الكاميرون تخصهم ولا أحب الحديث كثيراً عنهم، هذا لا يعنينا، علينا أن نحضّر المباراة بطريقة مثالية. أمام منتخب متمرس وقوي، يجب أن نصحح الأخطاء التي ارتكبناها في كأس أفريقيا، لكي يرتفع أداؤنا ونتأهل للمونديال.
-
شاركت في مباريات مهمة وحاسمة مثل القمة ضد مصر، ما هي النصيحة التي تمنحها للاعبين الحاليين من أجل تجاوز الضغط في مباراة الكاميرون؟
ليست لدي الكثير من النصائح لأن أغلب اللاعبين يحملون ألوان أندية كبيرة. هم يتحملون الضغط، التأهل سيلعب على مباراتين، ذهاباً وإياباً، يتعين علينا أن نلتزم بالهدوء، والأمثل أن نسجل هدفاً في الكاميرون لكي نضعهم تحت الضغط. لدينا مدرب مميز ولهذا أقول إنه علينا تسيير اللقاء وليس لعبه.
-
ارتبط اسمك بالإشاعات الغريبة، مثل اعتدائك بشوكة على زميلك الحارس قواوي في كأس أفريقيا 2010، كذلك خبر وفاتك في حادث سير، كيف تتعايش مع هذا؟
لا أولي اهتماماً كبيراً لكلام الشارع والفيسبوك، الآن قواوي لا يزال حياً، اسألوا لوناس إن كنت اعتديت عليه، هذا الكلام ليس له معنى، أما الخبر الذي انتشر على فيسبوك قبل شهرين، فيجب التوضيح أني أتقبل بعض الأمور وأخرى لا، خاصة التي تؤثر على العائلة، وهذا ما جعلني أسارع للحديث إلى أفراد عائلتي، لكي أنفي تعرضي لحادث، لأن إشاعة مماثلة تجعلهم يشعرون بالخوف.
-
تقترب الملاعب الجزائرية الجديدة من انتهاء عملية الأشغال بها، وبعد أن رأيت ملعب وهران، أتعتقد أن الجزائر قادرة على احتضان كأس أمم أفريقيا، خاصة أن الكاميرون بدون منشآت نظمت النسخة الأخيرة؟
يجب أن نُكمل بناء جميع الملاعب، مثل ملعب براقي ووهران الذي اكتمل، أعتقد أن دولة مثل الجزائر قادرة على احتضان كأس أمم أفريقيا دون شك، من ناحية التنظيم أو الفنادق والأمن، ربما بعد سنتين إلى أربعة سنكون قادرين على استضافة كأس أفريقيا مثالية، هذا أكيد.
-
بالحديث عن الملاعب وحداثتها، رأينا تنظيم قطر لكأس العرب قبل موعد تنظيمها لكأس العالم بسنة، أتعتقد أن هذه الدولة قادرة على تقديم وجه مشرف للعرب في منافسة عالمية؟
كأس العرب أوضحت للجميع أن قطر قادرة على تحقيق النجاح في تنظيمها لكأس العالم، سواء على الجانب التنظيمي أو الملاعب وكل الجوانب، أعتقد أنها كانت دورة ناجحة جداً، وهذه مقدمة لما سنراه في المونديال، لقد استثمروا وسيكونون في المستوى إن شاء الله.
-
بلغ عدة لاعبين سابقين من جيلك على غرار بوقرة ومصباح وبن حمو المنتخب الوطني، هل إن تدريب "الخضر" ضمن مشاريعك المستقبلية؟
طبعاً يبقى هذا طموحي، لكني فضلت البدء مع الأندية لكي أتعلم، وبعد اكتساب الخبرة أستهدف المنتخب الوطني، كما أن هذا قدر مجيد بوقرة الذي حظي بالفرصة في بداياته، خاصة بالتتويج في كأس العرب، والحمد لله أنه تحمل المسؤولية ونجح، قد يرحل ثم يعود بعد عشرة أو خمسة عشر سنة. لا شك أن هذا طموح وحلم يراودني، لكن ليس حالياً. الإشراف على المنتخب الوطني ليس سهلاً، مع الضغط والجمهور المتطلب.