تستضيف الجزائر، اعتباراً من اليوم وحتى 4 فبراير/ شباط المقبل، منافسات بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين، التي يعتبرها الخبراء "منجم المواهب العربية والأفريقية الواعدة"، والبوابة الذهبية لنجوم داخل الدوريات المحلية لا تتاح لهم فرص المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية، مع هيمنة المحترفين في أوروبا عموماً على قوائم المنتخبات بشكل شبه دائم في العقود الأخيرة.
ووسط توقعات باستضافة ناجحة وباهرة للجزائر، كما أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" في بيان له قبل ساعات من انطلاق الحدث الكبير، تترقب الجماهير في سائر الدول الأفريقية سلسلة من المباريات النارية، تبدأ من ملعب نيلسون مانديلا التاريخي، وهو الاسم الذي أُطلِق على الملعب المستضيف تخليداً للزعيم الجنوب أفريقي الراحل.
وتتجه الأنظار صوب جولة الافتتاح الصعبة، والقمة العربية المرتقبة، حينما تقام المباراة الأولى لبطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، وتشهد مواجهة عربية خالصة تجمع بين منتخبي الجزائر وليبيا، اليوم الجمعة (22:00 بتوقيت مكة) ضمن منافسات المجموعة الأولى.
ويبحث المنتخبان عن ضربة بداية قوية، سواء للجزائر التي تسعى لحصد اللقب لأول مرة، أو ليبيا بطلة نسخة 2014.
ونجح منتخب الجزائر، مع مدربه مجيد بوقرة، في الحصول على لقب بطل كأس العرب عام 2021، وهو يملك لاعبين مميزين في صفوفه من نجوم الدوري الجزائري، مثل أحمد قندوسي وشعيب ذبيح وأيمن محيوص وأكرم جحنيط ومحمد آيت الحاج وحسام الدين مرزيق وشعيب كداد وبلعيد وسعدي رضواني وكريم لعريبي وآخرين، وسط رهان بوقرة على طريقة لعب (4-3-3) المفضلة لديه في رحلة البحث عن ضربة بداية قوية.
في المقابل، يعوّل منتخب ليبيا ومديره الفني الفرنسي كورينتين مارتينيز، صاحب التجربة الناجحة عربياً في موريتانيا قبل سنوات، على نجوم الدوري المحلي أيضاً، مثل صلاح فكرون مدافع النصر وزميله طلال فرحات لاعب الاتحاد، لترميم الدفاع بعد اختيارهما في الساعات الأخيرة قبل السفر مباشرة، إلى جانب كل من معاذ عيسى وأنيس سلتو وعامر التاورغي وسند الورفلي ومعاذ اللافي ومحمد المنير، عبر طريقة لعب (4-3-3).
وتشهد المجموعة الأولى أيضاً مواجهة أخرى عقب القمة العربية، حينما يلتقي منتخبا موزامبيق وإثيوبيا بحثاً عن حلم الفوز بأول 3 نقاط.
وبطولة كأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين من البطولات حديثة العهد في القارة السمراء، وظهرت قبل أقل من 15 عاماً في الألفية الثالثة لمواجهة سطوة المحترفين الأفارقة في دوريات أوروبا على قوائم منتخبات بلادهم. وبدأت بطولة كأس الأمم الأفريقية في الظهور عام 2009 في ساحل العاج، وتُوِّج وقتها منتخب الكونغو الديمقراطية بطلاً على حساب غانا في النهائي.