تعرض منتخب الجزائر لـ "كارثة كروية" جديدة في عهد المدرب جمال بلماضي، تمثلت في الخروج من الدور الأول لمنافسات كأس أمم أفريقيا الجارية وقائعها في ساحل العاج، للمرة الثانية على التوالي، بعد أن عاش "الخضر" نفس السيناريو في دورة الكاميرون قبل عامين، وتُضاف كذلك إلى الإخفاق في الوصول لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
وكانت الجماهير الجزائرية تُمني النفس أن تكون النسخة الـ34 من هذا العرس القاري فرصة للمدرب جمال بلماضي لتصحيح الأوضاع وإعادة الخضر للواجهة، لكن ذلك لم يحدث، بل إن الأمور ازدادت سوءاً، رغم أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم وفّر له هذه المرة كل المتطلبات من الأمور التنظيمية واللوجستية التي يحلم بها أي مدرب في منتخب آخر.
الجزائر 1-1 أنغولا: تهاون أضاع انتصار
بدأ منتخب الجزائر ظهوره الأول في كأس أمم أفريقيا بمواجهة أولى كانت أنغولا لحساب المجموعة الرابعة، وبكل تأكيد كان رفقاء القائد رياض محرز مرشحين على الورق لحصد النقاط الثلاث، عطفاً على الخبرة الكبيرة والجودة التي تميزهم مقارنة بمنتخب "الغزلان"
هذه الفوارق أظهرها الشوط الأول الذي أنهاه منتخب الجزائر متفوقاً بهدف بغداد بونجاح وبأداء مميز إضافة إلى تضييع الكثير من الفرص بسبب غياب الحظ تارة والتهاون تارة أخرى، لكن الشوط الثاني تراجع فيه رجال المدرب جمال بلماضي بشكل غريب، سمح للمنافس بتعديل النتيجة عبر علامة الجزاء، ما جعل المتابعين يعللون ذلك بالأجواء المناخية الصعبة التي ميزت مدينة بواكي وعدم استطاعة اللاعبين تحمل الرطوبة العالية، إلا أن الجماهير استبشرت خيراً بأن تكون النتائج أحسن في لقاء الجولة الثانية.
الجزائر 2-2 بوركينا فاسو: هدف متأخر يعيد الروح
لم تسر مباراة بوركينا فاسو ضمن الجولة الثانية من هذه البطولة القارية كما كانت التمنيات، بعدما عاش فيها منتخب الجزائر صعوبات كبيرة، خاصة في الشوط الأول، الذي تقدم فيه "الخيول" قبل نهايته بهدف نظيف، رغم تعديل بغداد بونجاح للنتيجة إلا أن الخضر تلقوا هدفاً ثانياً من علامة الجزاء بواسطة بيرتراند تراوري، ما جعل الجماهير الجزائرية تدق ناقوس الخطر حول خروج وشيك من الدور الأول رغم أنه حسابياً كان ما زال قائماً.
لكن النجم بغداد بونجاح أعاد الأمل لمنتخب الجزائر بقيادة مدربه جمال بلماضي قبل مواجهة منتخب موريتانيا، بعدما استطاع تسجيل هدف التعادل الثاني لـ"الخضر" في شباك منتخب بوركينا فاسو بالدقيقة الـ 95 من الوقت البدل الضائع.
موريتانيا 1- 0 الجزائر: الصدمة
المباراة الثالثة التي لعبها منتخب الجزائر في كأس أمم أفريقيا أمام موريتانيا تعتبر من أسوأ المواجهات، التي لعبها الخضر في عهد جمال بلماضي، فرغم أن الخضر كانت تكفيهم نقطة التعادل للمرور إلى الدور الثاني، إلا أن لاعبي الخضر ظهروا فيها بمستوى مخيب فنياً وكذلك من الجانبين الذهني والبسيكولوجي، ما سمح لمنتخب "المرابطين" بحسم نقاطه وإرسال منتخب الجزائر إلى الديار، في لقاء أنهى مستقبل جمال بلماضي مع الخضر، وكذلك دفع بعض الأسماء المهمة للاعتزال والخروج من الباب الضيق.