تتجه الأنظار، اليوم الخميس، إلى الدور ربع نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم، وسط ترقب شديد لعدد من المواجهات المهمة في الإياب بعدما شهدت لقاءات الذهاب، الأسبوع الماضي، إثارة كبيرة، فمن سينجح يا ترى في بلوغ نصف نهائي المسابقة التي تأتي في الأهمية بعد دوري أبطال أوروبا؟
وتكمن أهمية البطولة في أنّ المنتصر سينافس على لقب السوبر الأوروبي، وسيتمكن أيضاً من التأهل مباشرة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا في حال فشله في التأهل من خلال مركز في الدوري المحلي.
ولدى جميع الأندية الثمانية فرصة التأهل إلى الدور المقبل، وستكون ملاعب رامون سانشيز بيثخوان في إشبيلية، والملعب الأولمبي في روما، وملعب جوزيه ألفالادي في لشبونة، وملعب لوتو بارك في بروكسل، محطّ أنظار جميع عشاق اللعبة، لتستمرّ المتعة بعد ليلتين في أبطال أوروبا شهدتا أحداثاً مثيرة من كبار القارة.
في البداية، يلتقي إشبيلية الإسباني مع فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي بعد التعادل ذهاباً في ملعب أولد ترافورد بنتيجة (2 - 2)، وهناك يسعى كلّ فريق بما يمتلك من إمكانيات لبلوغ المربع الذهبي، مع العلم أنّ النادي الأندلسي يعتبر الرقم الصعب في هذه البطولة حيث حقق اللقب 6 مرات وهو رقم قياسي، لكن مهمته لن تكون سهلة لتجاوز يونايتد الذي كان قريباً من الفوز في الذهاب لولا بعض الأخطاء التي قام بها لاعبوه لا سيما في الخط الخلفي، حين اضطر لقبول هدفين كان من الممكن تفاديهما.
وتغيب عن صفوف فريق مانشستر يونايتد بعض العناصر المهمة في التشكيلة، على رأسهم اللاعب الإنكليزي ماركوس راشفورد الذي يعد واحداً من أهم اللاعبين في تشكيلة المدرب الهولندي إريك تين هاغ، إضافة إلى الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز والفرنسي رافاييل فاران، كما لن يحضر البرتغالي برونو فيرنانديز بسبب تراكم البطاقات الصفراء، وهو ما يعني أنّ يونايتد سيفتقد للعديد من العناصر.
وسيعتمد يونايتد على بعض اللاعبين لتجاوز عقبة النادي الأندلسي، ومنهم الإنكليزي جايدون سانشو والبرازيلي أنتوني إضافة للمهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال. على المقلب الآخر، يعول إشبيلية على عدّة لاعبين، بينهم الأرجنتيني إيريك لاميلا أو المغربي يوسف النصيري والمخضرم الكرواتي إيفان راكيتيتش، وانتظار ما سيقدمه الحارس المغربي ياسين بونو الذي تراجع مستواه بعد كأس العالم، مع العلم أنّ النادي الأندلسي سيحاول متابعة الرحلة الأوروبية، ولا سيما أنّ ترتيبه في الدوري لن يخوله التأهل لأي مسابقة قارية، إذ يقبع في المركز الـ13 برصيد 35 نقطة.
وسيكون الفائز من مواجهة إشبيلية ويونايتد على موعد في نصف النهائي مع المتأهل من مباراة يوفنتوس الإيطالي وسبورتنغ لشبونة البرتغالي. وكان فريق المدرب الإيطالي ماسيمليانو أليغري قد فاز ذهاباً بهدفٍ دون مقابل على أرضه في مدينة تورينو الإيطالية، لكنه لن يكون في مأمن من منافسه الصعب على أرضه في ملعب ألفالادي.
ويحمل "البيانكونيري" في جعبته 3 ألقاب في مسابقة "يوروبا ليغ"، رغم أنّ آخر تتويج كان في موسم 1992-1993، وهو الذي حقق 4 انتصارات متتالية حتى الآن، ويواجه سبورتينغ صاحب الباع أيضاً في هذه البطولة القارية رغم أنّه لم يفز بها مطلقاً لكنه يسعى للوصول إلى النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2004-2005.
ويريد فريق يوفنتوس تحقيق الفوز والتأهل بمحاولة لبلوغ الدور نصف النهائي وبعدها المنافسة على اللقب، خاصة أنه يحتل المرتبة السابعة في الدوري المحلي برصيد 44 نقطة، بعدما اقتطعت 15 نقطة من رصيده في وقت سابق بسبب مشاكله المالية.
في المقابل، فرض التعادل نفسه ذهاباً على مباراة باير ليفركوزن الألماني ويونيون سانت جيلواز البلجيكي، بينما حقق فينوورد الهولندي فوزاً بأقل مجهود على روما.
ويعول فريق العاصمة الإيطالية على ملعبه الأولمبي لتعويض النتيجة بعد خسارته في المباراة الأولى، بينما سيسعى الفريق الهولندي للثأر من روما بعد الخسارة أمامه في نهائي نسخة العام الماضي من دوري المؤتمر الأوروبي.
وحتى مع غياب الأرجنتيني باولو ديبالا والإنكليزي تامي أبراهام، يبدو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو واثقاً في تحقيق الفوز إياباً وإلحاق هزيمة جديدة بفينورد، ويريد "السبيشال وان" متابعة كتابة رحلة تاريخية في عالم التدريب، فبعدما حصد لقب "الكونفريس ليغ" في الموسم الماضي، يسعى إلى تحقيق لقب هذه المسابقة أيضاً، وحينها سيصبح واحداً من أساطير الذئاب العاصمية.
أما على المستوى الشخصي، فسيضع بصمة إضافية في حقيبته الزاخرة بالألقاب من دوري أبطال أوروبا مع إنتر في 2010 مروراً بالتتويجات المحلية، وصولاً إلى الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد قبل أن يصل إلى إيطاليا لتدريب روما حيث تحول هناك إلى حالة خاصة.
ويضرب المتأهل عن هذه المواجهة موعداً في نصف النهائي مع الفائز من لقاء باير ليفركوزن بقيادة تشابي ألونسو ويونيون سانت جيلواز "الحصان الأسود" في نسخة العام الحالي من الدوري الأوروبي، وسيكون من الصعب في هذه المباراة تحديد هوية الفائز، خاصة أن الفريق البلجيكي أطاح بنادي يونيون برلين الألماني في الدور الماضي.
ويعتبر الإسباني تشافي ألونسو من المدربين الشباب الموهوبين في عالم كرة القدم، وهو الذي يبلغ من العمر حالياً 41 عاماً، ويسعى لتطوير نفسه، ومن دون شك ستكون له تجربة أكبر في المستقبل، ولا سيما أنّه كان لاعباً استثنائياً في خط وسط الملعب ولعب مع عدد من المدربين المميزين الذين أثروا به على غرار الإيطالي كارلو أنشيلوتي والإسباني بيب غوارديولا.