شهدت الجولة الأخيرة من مسابقة بطولة الدوري الليبي الممتاز لكرة القدم إقالة مدرب فريق التعاون، ناصر الحضيري، من منصبه، إثر الخسارة المدوية على يد فريق الهلال (4 - 2)، ليضاف إلى قائمة طويلة لن تنتهي، من سلسلة إقالة المدربين في الدوري الليبي، إثر إعلان أهلي طرابلس مؤخراً فك ارتباطه مع المدرب التونسي، فتحي الجبال، بسبب سوء نتائج الفريق.
وبرزت ظاهرة إطاحة المدربين في الدوري الليبي مؤخراً سُنة كروية لأغلب إدارات أندية الدوري الممتاز وتُعتبر بمثابة قرار للتخفيف من غضب الجمهور، وأول من يلتفت إليه عقب كل خسارة مدوية أو إخفاقات متتالية المدرب، الذي بات "شماعة" يعلق عليها فشل الإدارة وتخاذل اللاعبين.
رقم قياسي غير مسبوق
لم يسبق أن شهد الدوري الليبي الممتاز منذ بدايته موسم 1963-1964 هذا الرقم القياسي من مسلسل إقالة المدربين، خصوصاً في المواسم الأخيرة، وبما أن أغلب أندية الدوري الممتاز تفضل التعاقد مع مدربين أجانب، لا سيما مع عدم ثقتها بالمدرب الوطني، الذي بات يُعرف كونه المنقذ ورجل المهمات الصعبة، تجعله مطلباً متى دعت الحاجة إلى ذلك، عملاً بمقولة "مكرهاً أخاك لا بطل".
تأخر الاستعداد وتوقف الدوري
سبب آخر تتشاركه معظم أندية الممتاز مع اتحاد الكرة وهو الذي يتجسد في تأخر الإعلان عن مواعيد انطلاق الدوري وتحديدها بتواريخ موثقة سلفاً، غير قابلة للتغيير إلا في حالات الطوارئ القصوى، أربك حسابات هذه الأندية "مسيرين ومدربين ولاعبين"، فضلاً عن التأخر في إبرام الصفقات والتعاقد المبكر مع المدربين، والتوقفات المفاجئة للدوري أكثر من مرة على مدار الموسم.
التعاقد مع اللاعبين قبل المدرب
تتداخل في هذه الجزئية المهمة، والتي تعد سبباً رئيسياً ساهم في إطاحة عديد من المدربين، عدة اعتبارات، أبرزها حرص أغلب مسؤولي الأندية على إتمام كافة الصفقات قبيل تسمية المدرب، فضلاً عن تحول غالبية أندية الدوري إلى سوق تجارية مربحة تدرُ مئات الآلاف من الدولارات، وبما أن المدرب يكون جزءاً من هذه اللعبة، وارتضى لنفسه تدريب لاعبين فرضوا عليه سلفاً، ضارباً بخبرته وتاريخه واعتباراته الفنية والتكتيكية عرض الحائط، مقابل أن يقبض أجرته نظير ذلك.
مدربون وحقل تجارب
التعاقد مع مدربين ثبت فشلهم بالتجربة، وتحويل ملاعب الأندية إلى حقل تجارب لمدربين مغمورين حضروا من الخارج يعد سبباً جوهرياً وخصوصاً وأن بعضهم لا يحمل شهادات تدريب، ومنهم من تحول بقدرة قادر من مساعد مدرب إلى مدير فني لأندية معروفة كان تدريبها بمثابة حلم.