قرّرت شركة تكنولوجيا بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي، وضع عمالة الشركات العالمية في مواقع التواصل الاجتماعي بحرج كبير، بعدما قامت بالكشف عن إمكانية متابعة العنصرية والإساءات التي انتشرت بكثرة في الفترة الماضية، بالإضافة إلى كشف الجناة، الذين يقفون خلف تلك الحملات الكريهة.
وكشفت شركة "سيغنيفي" البريطانية، أنها استطاعت تحليل مئات الآلاف من الرسائل، وسحب الإساءات التي تستهدف نجوم "البريميرليغ" في غضون ساعات، وقامت بتحليلها جميعها، وأظهرت حجم الكراهية الكبيرة، لتقوم بدورها بتقديم ملف عملاق إلى القائمين على كرة القدم في المملكة المتحدة.
وبعد تحويلها للملف العملاق، قامت الشركة بإجراء مناقشات مُكثفة مع إدارات أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، من أجل تعليمها كيفية استخدام التكنولوجيا، حتى يتم حماية النجوم، الذين يتعرضون للعنصرية وتهديدات القتل بشكل مستمر في مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما أكدته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأظهرت الشركة نتيجة عملها الضخم في الفترة الماضية، من خلال التركيز على 4 نجوم في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهم هيكتور بيليرين، وأنطونيو روديغر، وغرانيت شاكا وهاري كين، الذين عانوا من العنصرية، والشتائم المتلاحقة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
واستطاعت الشركة حذف أكثر من 800 ألف منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وحدّدت 3500 رسالة مسيئة خلال شهر فقط، مع الكشف عن الأسماء التي تقف وراء تلك الحملات البغيضة، عبر تتبع ما يقومون به في حساباتهم الرسمية أو التي تحمل أسماء وهمية، وأظهرت أن العديد منهم يحملون التذاكر الموسمية للأندية التي يشجعونها.
ورغم إصرار عمالة شركات مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، وفيسبوك)، على أنها تبذل كل ما في وسعها لوقف موجة الانتهاكات وحملات العنصرية المنظمة ضد نجوم "البريميرليغ"، لكن الشركة البريطانية أظهرت قصر عملها الكبير، عبر تحليل دقيق وعميق وحقيقي، وضعته بين أيدي إدارات أندية الدوري الإنكليزي.
وأعطت الشركة البريطانية نموذجاً حديثاً على ضخامة عمليات العنصرية في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما حللّت جميع الرسائل والتعليقات المسيئة، بحق النجم الفرنسي أنطوني مارسيال مهاجم نادي مانشستر يونايتد، الذي لم يقدم الأداء الجيد في المباراة بالدوري الإنكليزي، لتنهال عليه عبارات تحمل طابعاً عنصرياً لا يمكن إنكاره.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم شركة "سيغنيفي" مع عدم ذكر اسمه قوله: "يمكن لتقنيتنا مسح ملايين الأجزاء من المحتوى وتحديد أكثرها سوءاً باستخدام البيانات المتاحة للجمهور. نحن نقرن هذا بقدرتنا على التحقيق مفتوح المصدر وفي حالات أكثر من ذلك، يمكننا أيضاً التحقق من الهويات الحقيقية للمسيئين الذين يخفون ملفاتهم الشخصية الحقيقية".
وتابع "بالطبع، يجب أن تتحمل المنصات في مواقع التواصل المسؤولية، لكن ما نقدمه هو طبقة إضافية مهمة من الحماية يمكن لعائلة كرة القدم الالتفاف حول اللاعبين. إنه يحول الوضع الحالي للعب من رد الفعل إلى استباقي، عبر خدمتنا التي تطبق نظاماً من أجل تحديد المشاركات المسيئة، ومن الممكن أن تكون متاحة لإدارة الأندية الإنكليزية، مقابل 5 آلاف جنيه إسترليني شهرياً".
وأوضح "نحن بحاجة إلى خلق بيئة يشعر فيها المنتهكون بأنهم سيتم فضحهم على العلن واتخاذ إجراءات صارمة بحقهم، ومنعهم من حضور المباريات، وحذف حساباتهم الاجتماعية، مع خضوعهم للمحاكمات الجنائية، لكن كل ذلك لن يتحقق، إلا عبر العمل الجماعي من قبل جميع الأطراف".
بدورها، لم تقف إدارات الأندية الإنكليزية مع القائمين على "البريميرليغ" مكتوفة الأيدي، بعدما وجهت رسالة صارمة إلى شركتي (تويتر، وفيسبوك)، مطالبين فيها بالحد من حجم الإساءة التي يتعرض لها نجوم اللعبة، موجهين أصابع الاتهام لهم بأنهم أصبحوا ملاذاً آمناً للعنصريين.
وسارع القائمون على شركتي "تويتر، وفيسبوك"، إلى الرد على الرسالة التي وجهتها إدارات الأندية الإنكليزية مع القائمين على "البريميرليغ"، بقولهم إنهم لم ينتهوا أبداً من ممارسة السماح للمستخدمين بفتح حسابات مجهولة الهوية، واستخدام إشكال التعريف للتحقق من الحسابات لم يحدث حتى الآن، بحجة انتهاك حرية التعبير.
لكن إدارات الأندية الإنكليزية مع القائمين على "البريميرليغ" لم يقتنعوا بكلام شركتي (تويتر، وفيسبوك)، وبخاصة أن شركة "سيغنيفي" البريطانية، وضعت يديها على الخلل الموجود، وقامت بمساعدة عدد من الفرق في الدوري الممتاز، عبر حذف التعليقات المسيئة، وتحديد هوية المسؤولين عنها، مقابل أجر مادي.
في غضون ذلك، تعمل الحكومة البريطانية على تصعيد الضغط على الشركات الكبيرة في مواقع التواصل، من خلال تطوير قانون جديد، يعد بتغريم الشركات بمليارات الجنيهات إذا لم تف بالتزاماتها بموجب "واجب العناية" الجديد.
ومع دخول الحكومة البريطانية على الخط ضد الشركات العملاقة في مواقع التواصل الاجتماعي، ورغبة إدارات الأندية والقائمين على كرة القدم في المملكة المتحدة، بإنهاء المعاناة اليومية لنجوم "البريميرليغ" من العنصرية والإساءة والتهديد بالقتل، فإن شركة "سيغنيفي" البريطانية قدّمت الحل المثالي، وهو التعاون مع الجميع مقابل أجر مادي، حتى يتم الكشف عن هوية القائمين على حملات الكراهية المنظمة.
واعتبرت شركة "سيغنيفي" البريطانية، أن الشركات العملاقة (تويتر، وفيسبوك)، تواصل السماح لمنظمي حملات الكراهية في مواقع التواصل، بنشر العنصرية على حساباتهم، وتوجيه رسائل التهديد، دون القيام بإجراءات صارمة، عبر توقيف حساباتهم، وعدم السماح لهم بالتواجد في مواقع التواصل، رغم ادعائها بأنها تحارب هذه الظاهرة، لكن عملية التحليل الدقيقة خلال شهر كامل، فضحت زيف شعارات الشركات العملاقة، ما يعني أن تدخل الحكومة البريطانية، سيجعل "تويتر، وفيسبوك"، وباقي المنصات تخضع للقانون بشكل مُباشر، وهذا ما بدأت العديد من الدول اتباعه خلال السنة الماضية.