الكرة الذهبية... جدارة أم ألقاب أم أرقام؟

بعد سبع كرات ذهبية، يحتاج ليونيل ميسي إلى خزانة أكبر الآن لكراته. هي اعتراف إضافي لمسيرته الخارقة والأسطورية، ويمكننا أن نطلق عليها كل الألقاب الكبيرة، وطبعاً يستحق النجم الأرجنتيني كل هذا.

في الواقع لا يحتاج ميسي إلى كرة ذهبية إضافية لتأكيد أنه الأفضل في العالم. على مرّ كل هذه السنوات ومنذ بداياته مع برشلونة الإسباني كان واضحاً لكل من يتابع كرة القدم أنّ موهبته لا تقارن بين أبناء جيله، هو من كوكب آخر بالنسبة لهم، الموهبة التي تجعل المدربين يصنعون الفريق حولها من أجلها وهكذا كان.

هذا التفوق في الموهبة والإمكانيات على مدى كل هذه السنوات لا جدال فيه برأيي. منذ أن بدأ التألق وحتى الآن لا أحد في العالم أفضل من ميسي، لكن هذا يجب ألا يعني بشكل تلقائي أنّ الأفضل يفوز دائماً، فمن أجمل الأمور الخاصة بكرة القدم والتي تجعلها مشوقة إلى هذه الدرجة، هو أنه ليس أكيداً أنّ الأفضل يفوز دائماً، وهذا لا يعني أنه ليس الأفضل؟

إن كانت الأمور في أساس اللعبة هي هذه، فلماذا لا تنطبق على أبرز جوائزها الفردية؟ هنا يكمن النقاش الواسع حول الكرة الذهبية، نقاش يستفيد منه القيّمون على هذه الجائزة لجعلها أكثر شهرة، لكنه في المقابل يخفف في مكان ما من مصداقيتها.

صحيح أنّه من الصعب جداً أن نجد إجماعاً على لاعب تألق خلال الموسم في كل البطولات التي لعب فيها، لكن الصحيح أيضاً أنّ اللجوء إلى الأرقام في إثبات من يستحق، فيه تسطيح كبير لقيمة الجائزة.

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

الكرة الذهبية... جيل جديد يطمح للجائزة بعد ميسي ورونالدو

ماذا يعني مثلاً أنّ هذا اللاعب سجّل أكثر أو صنع أهدافاً أكثر؟ القيمة هنا هي بالأهمية وليس بالعدد، أن تسجل 11 هدفاً في مباراة ضد الفريق الذي يحتل المركز الأخير ليس بقيمة أن تسجل هدفاً واحداً ضد المتصدر مثلاً وتفوز باللقب، الهدف هنا قيمته أكبر من 11 هدفاً هناك، تبسيط هائل لعقول المشجعين أن نلجأ فقط للأرقام.

أمر آخر لا يقل أهمية برأيي، هو ماذا يعني أن نحتكم إلى أرقام الأهداف صناعة وتسجيلاً؟ يعني أننا نمنع بشكل غير مباشر أي لاعب وسط أو مدافع، فضلاً عن حارس المرمى بأن يحلم حتى بالجائزة، وهذا فيه إخلال كبير بمنظومة الاستحقاق الرياضي الذي قامت عليه كل المنافسات في العالم، وكرة القدم في مقدمتها، والهولندي فيرجيل فان دايك آخر ضحاياها قبل موسمين.

لا يحتاج ميسي إلى كرة ذهبية ليثبت أنّه الأفضل، تحتاج الكرة الذهبية إلى لاعب بقيمة ميسي لكي يصبح لمعانها أكبر، وبين هذه وتلك تضيع المعايير، وتفقد الجائزة مزيداً من المصداقية حتى ولو أصبحت أكثر شهرة.