منذ تتويج نادي بورتو عام 2004 بلقب دوري أبطال أوروبا، لم تعرف المنافسة الأمجد والأغلى مفاجآت بالمرة، حيث سجل المنطق حضوره طيلة 8 سنوات متتالية إلى غاية نسخة 2012، التي شهدت سقوط العملاق البافاري في عرينه أمام نادي تشلسي، الذي افتك اللقب من بايرن بركلات الترجيح، محدثا زلزالا رجّ كل الملاحظين.
ومن الصدف اللافتة أن نفس الفريق الإنكليزي تشلسي عاد بعد تسع سنوات ليكتب تاريخا جديدا، كونه لم يكن مرشحا لاقتناص اللقب الأوروبي الأفضل أمام بطل الدوري الإنكليزي هذا الموسم مانشستر سيتي، سيد أسياد الأندية في إنكلترا.
ورغم كل الصعوبات تمكن البلوز ليس فقط من تكذيب كل التوقعات، بل جاءنا بالحجة والبينة، أن أغنى أغنياء اللعبة الشعبية الأولى في العالم مثل ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وبايرن ميونخ ويوفنتوس بكل نجومهم العالميين من الصنف الأول، أمثال ميسي ورونالدو ونيمار ليفاندوفسكي ودي بروين وغيرهم، أصبحوا غير قادرين على تأمين التاج الأوروبي الأروع. والكل يتذكر أن تشلسي توج في 2012 بمدرب طوارئ له اسمه روبرتو دي ماتيو الإيطالي.
والتاريخ يعيد نفسه هذه المرة بما أن البلوز جاء في يناير/كانون الثاني الماضي بالساحر الألماني توخيل بديلا للمدرب فرانك لامبارد ليتغير شكل الفريق اللندني كليا وصار متحديا لكل كبار القوم، مدمرا في طريقه بطل الدوري الإسباني أتلتيكو مدريد ومطيحا بسلطان الكرة الأوروبية ريال مدريد.
والمتأمل في تشكيلة البلوز يلاحظ سيطرة الأداء الجماعي على الأسماء الفردية وحتى كانتي "الأسمراني" الفرنسي والذي يصنف حاليا كأفضل متوسط ميدان دفاعي في العالم ينصهرُ ويُنسى داخل المجموعة اللندنية التي تتحرك وفق تخطيط ألماني عانق الروعة. وهذا ما يجعلنا منبهرين بقيمة إنجاز فريق تشلسي، الذي لا يملك الأسماء الفلكية والأرقام المالية لبعض الأندية الأخرى.
التخطيط السليم وحسن التدبير كانا سلاح البلوز للتربع على عرش الكرة الأوروبية عن جدارة واستحقاق، وما على البقية إلا النسج على منوال النادي اللندني كنموذج يحتذى دون التركيز فقط على النجومية الرنانة، لتبقى كرة القدم بعيدة عن الأحكام المسبقة ورافضة لمن قال إن الأقوى ماليا هو الأقرب للتتويج... شكرا تشلسي.