كرة القدم هي بكل تأكيد رياضة عالم المال والأعمال بامتياز، وفي السنوات الأخيرة ارتفعت النفقات بشكل مرعب مما تسبب في خلخلة منظومة التعاقدات لتميل الكفة طبعاً للأندية الأكثر ثراء. وهنا يكمن الداء أو المشكل الكبير لدى مُلاّك النوادي والمتمثل في ترك الاختيارات البشرية للمدربين القادمين أم تحمل مسؤولية الاختيارات بعيداً عن نيات الإطار الفني؟ سؤال تصعب الإجابة عنه لاختلاف النظريات.
أولاً الإدارة التي تتوخى فرض الرصيد البشري علي الإطار الفني ربما لا تقدر على محاسبة فشل المدرب مع نهاية الموسم الكروي بحكم اعتماده على المردود الذي لا يتماشي مع خططه وحساباته. وهنالك الجهة المقابلة، وأعني انصياع الإدارة الي طلبات المدرب في قائمة القادمين والمغادرين وما تسببه من نفقات عالية قد تعصف في بعض الأحيان بالتوازن المالي لعدد من الأندية.
وكم من لاعب من الطراز العالمي ذهب ضحية سوء تقدير من قبل المدربين مثل عدم اعتماد البرتغالي مورينيو علي المصري محمد صلاح في تشلسي أو استبعاد مدرب مانشستر يونايتد السابق، فيرغسون جيرارد بيكي من مانشستر يونايتد والرحيل إلى برشلونة.
ولا ننسي ما سببه غوارديولا عندما أبعد عن برشلونة الثلاثي الذهبي إيتو ورونالدينيو وديكو من امتعاض كبير لدى إدارة العملاق الكتالوني.
وعليه، أمست هنالك نوعية من المدربين لديهم الرغبة في انتدابات ثقيلة على غرار مورينيو وغوارديولا. بينما هنالك شق آخر من المدربين يتقدمهم الألماني يورغن كلوب والايطالي أنشيلوتي والأرجنتيني سيميوني يتميز بالعقلانية في الاختيارات مع تقدير الامكانات المالية للأندية التي يعمل فيها.
وصراع المال والأعمال بين الأندية صنع نجومية عالمية لعدد من المدربين على حساب اللاعبين في تصدّر للمشهد الكروي بطريقة ربما أذهلت ميسي ورونالدو قبل الجميع. والأماني كل الأماني ألا تضيع لعبة كرة القدم في زحمة الأموال.