- ظاهرة العنف ضد النساء من قبل نجوم الكرة تؤثر سلبًا على مسيراتهم الرياضية وسمعتهم، مع ذكر حالة بنجامين ماندي كمثال.
- القضاء يتخذ إجراءات صارمة ضد اللاعبين المذنبين بالاغتصاب، مؤكدًا أن الانحراف عن القيم والأخلاق هو السبب الرئيسي لهذه الجرائم، بغض النظر عن الشهرة والثروة.
لا تزال قضية المدافع البرازيلي داني ألفيش (40 عاماً)، المُتهم باغتصاب فتاة بملهى ليلي في برشلونة، تُثير الجدل في وسائل الإعلام، خاصة بعد قرار المحكمة الإسبانية الإفراج عنه مؤقتاً بكفالة مالية بلغت مليون يورو، ما دفع الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا إلى انتقاد قرار المحكمة، رغم إدانته بالسجن أربع سنوات ونصف، مؤكداً أن "الأموال التي يملكها اللاعب لا يمكنها أن تعوّض جريمة الاغتصاب التي اقترفها"، كما طالب الرئيس البرازيلي بسجن اللاعب الدولي السابق روبينيو، الذي أدين أيضاً بتهمة الاغتصاب الجماعي في إيطاليا، حينما كان يحمل ألوان ميلان عام 2013، وصدر في حقه عقوبة تسع سنوات سجناً، ما أعاد إلى الأذهان جرائم مماثلة ارتكبها نجوم الكرة بالخصوص، ونجوا من العقاب.
تُهم العُنف والاغتصاب ضد النساء "كانت كثيرة من زمان"، حتى أنّها صارت لصيقة بنجوم الكرة، الذين يستغلّون شعبيتهم وثراءهم للتلاعب بمشاعر القاصرات والفتيات واغتصابهن، ومن ثم الدخول في متاهات المحاكم والفضائح، التي أثّرت على مسيرتهم وسمعتهم، على غرار ما حدث للاعب السيتي بنجامين ماندي، الذي تخلى عنه الفريق الإنكليزي والمنتخب الفرنسي، وباع بعض ممتلكاته ومقتنياته الثمينة وسياراته الفاخرة من أجل تبرئة نفسه من تهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي، بعد أن قضى أكثر من أربعة أشهر في السجن، مثل غيره من النجوم، الذين خسروا سمعتهم وأموالهم بتهمٍ تتعلق بالنساء، رغم أنهم بغالبيتهم كانوا يعيشون حياة زوجية مع أبنائهم.
بغض النظر عمن هم المسؤول، النساء أم اللاعبون، في كلّ الفضائح التي حدثت وتحدث، فإن الظاهرة صارت لصيقة بلاعبي الكرة، بسبب شعبيتهم و نجوميتهم، التي تستقطب العاشقات حياة الترف والأموال، فيخضن مغامرات مع المشاهير من اللاعبين، الذين يقعون بدورهم ضحايا نزواتهم وعقدهم النفسية، التي نشأوا عليها في مجتمعاتٍ متحررة ومنحلة أخلاقياً، يسهل فيها ارتكاب الفواحش وممارسة الجنس وتعاطي المخدرات وتناول الكحول، لكن ذلك لم يمنع القضاء من إصدار أحكام سجن في حق اللاعبين، الذين يمارسون العنف والاغتصاب ضد القاصرات، اللواتي يرفعن دعاوى قضائية في المحاكم بحثاً عن تعويضات مالية مهما كان حجم الفضيحة.
بغض النظر عن الضحية من المذنب، فإن الكُلّ مُذنب، والكلّ يقع ضحية لشهواته ونزواته في كلّ المجتمعات، بما في ذلك العربية، التي شهدت بدورها فضائح عديدة كشفتها وسائل الإعلام، وأخرى لم تظهر للعلن، أدّت إلى خراب بيوتٍ وتحطيم مشوار لاعبين واعدين، كانوا ينشطون في أكبر النوادي العربية والأوروبية ومنتخباتهم، وما خفي أعظم من فضائح جرى طمسها بتواطؤ من جهاز العدالة، مقابل أموال يدفعها اللاعبون المذنبون، أو سكتت عنها النساء خوفاً من الفضيحة، لكن في المحصلة، تبقى الظاهرة عامة بدرجات متفاوتة، لم يسلم منها سوى القليل من اللاعبين، على غرار الفرنسي زيدان والأرجنتيني ليونيل ميسي، وغيرهم من الذين لم ترتبط أسماؤهم بفضائح جنسية مثل رونالدو أو نيمار أو حتى مارادونا.
صحيحٌ أن الأضواء والنجومية والمال الكثير تُعد عوامل مساعدة على ارتكاب الفواحش، لكن الابتعاد عن القيم والأخلاق هو الذي دفع لاعب الكرة داني ألفيش، الذي تجاوز الأربعين من عمره، إلى ارتكاب جريمة الاغتصاب ضد فتاة قاصر، وهي نفس القيم والأخلاق الحميدة، التي دفعت الرئيس البرازيلي إلى انتقاد قرار المحكمة الإفراج عنه، والمطالبة بمعاقبة ابن بلده على فعلته، في إطار صراع أبدي بين الخير والشر، سيستمر وتستمر معه الجرائم والعقوبات...