استمع إلى الملخص
- تحديات وإصابات: يواجه الفريق تحديات كبيرة مثل رحيل لاعبين كبار وإصابات مؤثرة، لكن فليك نجح في تنظيم التشكيلة وتحقيق نتائج إيجابية.
- تألق المواهب الشابة: تألق لامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي وداني أولمو والمدافع باو كوبارسي، مع تفاؤل فليك بمزيد من النجاحات وعودة المصابين.
مرحلة جديدة وعهد جديد للعملاق الكتالوني، برشلونة الإسباني، من أجل استعادة الألقاب والبطولات، بعد موسم مخيب للآمال بخسارة كل بطولات الموسم الماضي، ورحيل تشافي هيرنانديز، مكتفياً بلقب دوري 2022-2023 وسوبر 2023، وبعد فترات من الأزمات، وتراجع النتائج، والخوف من دخول الفريق في طريق معتم ومجهول، يأتي اختيار الرجل المناسب للمرحلة الجديدة الانتقالية لتعويض ما فات، وهو مدرب منتخب "المانشافت" وبايرن ميونخ السابق، هانسي فليك (59 عاماً)، ليكون على رأس المنظومة، ويضع خريطة الطريق للنادي.
وفاق الانطباع الأول التوقعات، حيث حصد برشلونة ستة انتصارات متتالية بالدوري، مع استمرارية الأداء المميز، باستثناء الخسارة في أول لقاءاته بدوري الأبطال الأوروبي أمام موناكو الفرنسي، في ظروف استثنائية، بعد طرد مبكر ناله أريك جارسيا بعد عشر دقائق، ليحتل صدارة الدوري منفرداً متحدياً رحيل أسماء كبيرة، ومنها: الألماني الكاي غوندوغان، والبرتغاليان: جواو كانسيلو وجواو فيلكس، والإسبان: أوريول روميو وماركوس ألونسو وسيرجي روبرتو، والبرازيلي فيكتور روكي، والاكتفاء بصفقات محدودة لإدارة "الكتالوني" بجلب الإسباني داني أولمو بـ 55 مليون يورو من ليبزيغ الألماني، الذي يعد من أهم المكاسب، بجانب استعادة المعارين: إيريك غارسيا وبابلو توري من جيرونا، وأنسو فاتي من برايتون.
وتضاف إلى تلك التحديات التي يواجهها "البرسا"، الإصابات المتلاحقة، وغياب نصف الفريق من العناصر المؤثرة والأعمدة الرئيسة، إذ يغيب كل من الدنماركي أندرياس كريستنسن، والأوروغوياني أراوخو، والهولندي فرانك دي يونغ، والإسبان: فيرمين لوبيز وغافي ومارك بيرنال وداني أولمو، وأخيرًا الحارس الألماني، تير شتيغن، ورغم تلك الغيابات المؤثرة، وضع فليك التشكيلة المناسبة لكل مباراة بشخصية وهوية للفريق، مع تنظيم دفاعي ولعب مفتوح وكرة هجومية بفاعلية، وضغط عالٍ، وسرعة استعادة الكرة، وجاهزية بدنية، وتحركات وانتشار، واستغلال المساحات، والتنويع في الأفكار والأساليب، وحُسن إدارة المباريات بتوقيت مناسب للتبديلات المثمرة.
وحقق هجوم البرسا العلامة الكاملة، بعدما حصد 18 نقطة بأول ست مباريات، وسجل 22 هدفاً واستقبل خمسة أهداف، وتفجرت موهبة لامين يامال موهبة العصر والزمان بإمكانات عظيمة بعمر الـ 17 عاماً، وهو الصغير سناً الكبير أداءً، إذ حقق ما لم يحققه ميسي ورونالدو في المرحلة العمرية نفسها، بجانب المهاجم البولندي، روبرت ليفاندوفسكي، الذي أكد نظرية أن الذهب لا يصدأ، بعد تصدره هدافي الدوري بستة أهداف، ثم المقاتل والقائد البرازيلي رافينيا، الذي أحرز خمسة أهداف، فبجانب مهامه الهجومية، فإنه يتحول لمقاتل شرس مع أدواره الدفاعية، كما أن داني أولمو أضاف متعة وقيمة تهديفية، وسرعان ما وضع بصمته وتأقلم، وسجل أهدافه مع الفريق.
وهناك المدافع الإسباني الشاب، باو كوبارسي، ابن الـ 17 عاماً المتطور والمستقبل لمدافع عالمي، وهو نسخة جديدة للمدافع الفرنسي كوندي، في أبهى صوره، كما يتألق قائد خط الوسط بيدري، في تأدية أدواره ومهامه، وبدأت الانتصارات، التي صاحبها الأداء الممتع والمقنع، بالفوز 2-1 على فالنسيا، والانتصار على كل من أتلتيك بلباو ورايو فايكانو، بالنتيجة نفسها، ثم اكتساح بلد الوليد 7-0، وجيرونا 4-1، وأخيرًا فياريال 5-1.
وتؤكد تصريحات الألماني هانسي فليك شخصيته القوية والقيادية، إذ قال في بداية توليه المهمة: "عندما وافقت على تدريب برشلونة قررت تقبل أي شيء وأي ظروف، على النادي أن يفخر ما قدمته أكاديمية لا مسيا ورؤية ما حدث مع هؤلاء الشبان"، فقد دفع بعدة أسماء، منها: مارك بيرنال (17 عاماً)، والذي أصيب أمام رايو فايكانو، وسيغيب لنهاية الموسم، بالإضافة إلى باو فيكتور ومارك كاسادو وهيكتور فورت وجيرارد مارتين وسيرغي دومينغيز وبابلو توري وغيرهم. وهناك تفاؤل بمزيد من النجاحات والانتصارات لبرشلونة، مع اقتراب شفاء المصابين، والعودة إلى ملعب كامب نو بعد تجديده، والمتوقع في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بسعة 64 ألف مشجع، بعد خوض المباريات منذ الموسم الماضي بملعب لويس كومبانيس ببرشلونة، ومن مصادر التفاؤل أيضاً رفع سقف الرواتب من 206 ملايين يورو إلى 426 مليون يورو سنويًا، وجلب صفقات وتدعيمات لسد النواقص والثغرات، فهي مرحلة جديدة وعهد جديد بقيادة الألماني هانسي فليك، رجل هذه المرحلة، نحو الألقاب والبطولات المحلية والقارية، لإرضاء جماهير وعشاق "البلاوغرانا".