شدّد نجم الجودو الجزائري، وبطل أفريقيا للوزن الثقيل في مناسبتين، إلياس بويعقوب، على العلاقات الرائعة التي تربط الشعبين الجزائري والفلسطيني، لا سيما الرياضيين الذين يرفضون مواجهة منافسين إسرائيليين، لعدم اعتراف الجزائر بهذا الكيان.
وجدد بويعقوب في حوار حصري مع "العربي الجديد"، تضامنه مع المصارع فتحي نورين، الذي يواجه عقوبة 4 سنوات بعد رفضه مواجهة منافس إسرائيلي، خلال الألعاب الأولمبية المقامة بطوكيو اليابانية.
- يدور الحديث عن المشاركة الجزائرية في الجودو بأولمبياد طوكيو، حيث تسود خيبة أمل جراء الفشل في الأولمبياد، ما هي أسباب ذلك؟
تعود الأسباب من وجهة نظري، إلى غياب الاهتمام بالرياضيين ونقص الإمكانيات للعمل، فضلاً عن تأثير فترة تفشي فيروس كورونا، هذا الوباء أثر على العالم، لكن البلدان المتطورة كان رد فعلها أسرع، خضعوا للقاحات وباشروا العمل قبلنا، بينما استأنفنا التحضير قبل فترة قصيرة من انطلاق الألعاب الأولمبية.
- (مقاطعا) لكن من الواضح أن فيروس كورونا لم يكن السبب الرئيسي لهذا الفشل؟
طبعاً لا، لأن الرياضي الذي يُحضر بالشكل المثالي لا يتأثر بالتوقف لستة أشهر ولا حتى عام، لأنه يتدرب ولو بحصص أقل، لكن بالعودة لسؤالك، لا يلقى الرياضي في الجزائر الاهتمام حتى وصول موعد الدورة الأولمبية أو مسابقة عالمية، أما الرياضي على المستوى العالمي فيُجري تحضيراته طيلة 4 سنوات.
- قبل فترة قصيرة، قالت البطلة الأولمبية صوريا حداد في حوار مع "العربي الجديد" الشيء ذاته وشدد على حاجة الرياضي للعمل والتحضير لفترة تدوم 4 سنوات..
عندما تكون رياضياً تحمل طموح التتويج بالميدالية الذهبية في الأولمبياد، ومصارعاً في المستوى العالي وتتدرب بشكل جيد ومنظم، ستكتسب الثقة لحصد ميدالية، لكن إن غابت الإمكانيات ستشعر بالضعف أمام منافسك، وتدخل النزال منهزما نفسياً.
- ما أهمية العامل النفسي في التحضير بالنسبة للمصارع؟
يساير التركيز والتواجد في حالة نفسية جيدة التدريبات الصارمة، طيلة 4 سنوات، ويكون الرياضي في وضعية مريحة، بمنحة مالية وأطباء يهتمون به ويتابعون حالته، ما يجعله يشعر بالقوة.
- هل يعاني الرياضي الجزائري من قلة الاهتمام بعد نهاية مشواره؟
تمنح الجزائر لرياضيي النخبة مكافأة مادية وتسهل عليه الالتحاق بوظيفة، مهما كان الإنجاز الذي حققه على المستوى القاري، وذلك بعد اعتزاله، في اختصاصه.
- لكن عدة رياضيين أولمبيين يشتكون الظلم، مقارنة بلاعبي كرة القدم الذين يتلقون رواتب عالية؟
لكي نتحدث بصراحة ويعرف الرأي العام ماذا يحدث، كرة القدم هي الرياضة رقم واحد والأكثر شعبية، واهتمام الجميع بها أكثر من أي رياضة ثانية، لكن الرياضيين الآخرين يواجهون التهميش، نتمنى أن تهتم الدولة الجزائرية برياضيي النخبة لكي يساهموا في تطوير الرياضات.
- نقصد بمقارنة كرة القدم والرياضات الأخرى، غياب النتائج على المستوى القاري بتمثيل محلي سيئ مؤخراً؟
كرة القدم تلقى دعم الممولين، لكن في رياضة الجودو يغيب عنا الاحتراف، الممول يمنح دعمه لاتحاد اللعبة ثم يوزع على جميع الرياضيين، فإذا حظي المصارع باهتمام الممولين ودعمهم في التحضيرات ستكون النتائج أحسن، نأمل أن نلقى المساندة من المؤسسات الكبرى، خاصة الرياضيين المرشحين لخوض الألعاب الأولمبية ويمتلكون مستوى كبيرا.
- هل تفكرون في تقديم مطالبكم بطريقة منظمة خصوصا أنك بلغت مستوى عاليا شرّف الجزائر؟
إذا تحدثنا مجدداً عن التمويل، ومقارنة مع أشقائنا المصريين والمغاربة والتونسيين، فهؤلاء الرياضيون لا يركضون وراء الممولين، ويركزون على العمل، وهذه مهمة المدير الفني للمنتخب، لكن للأسف لا تسير الأمور بهذا الشكل، ودائماً ما عانينا من غياب التمويل.
- أضحى فتحي نورين وقضيته حديث وسائل الإعلام العالمية، لو كنت مكانه، هل ستتخذ نفس قراره؟
لقد سبق أن أوقعتني القرعة مع منافس إسرائيلي ورفضت مواجهته، للأسف توجد بعض البلدان المطبعة مع إسرائيل، بات رياضيوها يتقبلون هذه المواجهات كأنه أمر هين، على حساب الدولة الفلسطينية الشقيقة التي هي جزء من الجزائر، وأوصانا الرئيس هواري بومدين رحمه الله بمساندتها، وأجدادنا كذلك.
وبالحديث عن التاريخ، في القدس باب المغاربة الذي منحه لهم الفاتح صلاح الدين، ولدينا مسؤولية تجاهها، نحن لا نحيد عن مواقفنا ومواقف الدولة الجزائرية، ونسير خلف قراراتها والرئيس عبد المجيد تبون.
- هي قضية تهم الجزائريين بشكل كبير، حتى الرياضيين؟
طبعاً، فلسطين أرض وقف لله ولما فتحها عمر بن الخطاب جعلها وقفا لله، كذلك صلاح الدين الأيوبي، تلك أرض المسلمين وليست أرض الفلسطينيين فقط، هي فرض عين وليست فرض كفاية.
- تصريحات نورين تؤكد شعوره بالوحدة في هذه القضية، لعدم تدخل المسؤولين من أجل حمايته؟
هذا أمر سياسي في المقام الأول، المسؤولون ساندوه في الخفاء، لأن دعمه في العلن يؤدي لمعاقبة البعثة الجزائرية كاملة، وإقصاء جماعي بسببه.
- الاتحاد السوداني دعم المصارع عبد الرسول، عبر بيان أكد بأن غيابه كان للإصابة، رغم أن حالته تُشبه لحد بعيد قضية فتحي نورين، عكس الاتحاد الجزائري؟
الاتحاد الجزائري فوجئ بنتيجة القرعة، لم يكن لديه الوقت لكي يجد حلاً يحمي نورين، وإن وقعت عقوبة 4 سنوات، نأمل في أن تكون بميزان حسنات فتحي ومدربه عمار بن يخلف، وإن لم تصدر سيكون ذلك رائعاً ودافعاً له ليصبح بطلاً في المستقبل.
- مواقع التواصل الاجتماعي شككت في قدرة نورين على مواجهة منافسه الإسرائيلي، وهو ما دفعه للانسحاب، ما رأيك فيما قيل؟
رياضة الجودو قتالية روحانية، لا أعتقد أنه يوجد مصارع يشعر بالخوف، لأن البساط هو الفاصل، كما أن المنهزم لن يفقد حياته، هذه تبقى رياضة والمنتقدون لم يمارسوها، هم مهتمون بما يقال هنا وهناك وهمهم الوحيد هو الكلام في الفراغ، نطلب لهم الهداية.
هل استصغروا نورين لعدم معرفتهم بمستواه؟
مستوى الجودو الجزائري عالٍ، لدينا أبطال مشهورون وشباب طموح ورياضيو نخبة شرفوا البلاد في المحافل الدولية، لقد اشتهرنا بحماسنا الشديد كجزائريين وبشجاعتنا، لا نرضى بالهزيمة حتى أمام أشقائنا العرب، هذا طبعنا، ما يجعلني أنفي خوف نورين، لأنه لا يوجد رياضي يتنقل للمشاركة في الأولمبياد ليشعر بالخوف أو للسياحة، فجميعهم يضحون بمصالحهم ويغيبون عن عائلاتهم ومنهم من لم يقض يوماً في شهر رمضان ببيته، كل الاتهامات باطلة، شاركت في بطولات عالمية والأولمبياد وألعاب البحر المتوسط، لدي خبرة طويلة لأنفي شعور المصارع الجزائري بالخوف.
- واجه الرياضيون الجزائريون انتقادات كثيرة رغم ظروف تحضيراتهم، ما رأيك فيما يحدث؟
لا أستطيع الحديث عن جميع الاختصاصات، ميزانية اتحاد الجودو تختلف عن الألعاب الأولمبية والملاكمة، وهذا يعود لوزارة الرياضة، لهذا لا يمكنني المقارنة ولا تقييم المشاركات أو الرد على الانتقادات.