يبدو أن مشكلة الظهير الأيمن ستبقى العقدة التي تلازم مدربي المنتخب الجزائري في آخر عقد من الزمن، فسعدان، وبعده بن شيخة، مرورا بحاليلوزيتش وغوركوف، وبقية المدربين الذين تعاقبوا على الجهاز الفني للخضر وصولاً إلى المدير الفني الحالي جمال بلماضي، جميعهم عانوا مع هذا المركز، حيث مر عليه لاعبون عديدون، منهم متخصصون فيه، وآخرون من الدفاع مثل بوقرة، خوالد، أو من الوسط مثل قادير ومهدي مصطفى، وأيضا مهاجمون كمطمور وعبد القادر غزال.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن مشاكل جمال مع هذا المركز شملت كل اللاعبين الذين في أجندته، فيوسف عطال أصبح حضوره بعيادة ناديه نيس الفرنسي أكثر من حضوره بتشكيلة فريقه، وبديله مهدي زفان، قتل نفسه كروياً باللعب في بالقسم الثاني الروسي، حتى الحل الذي جربه مؤخرا رضا حلايمية، إذ أصبح حبيس دكة البدلاء هو الآخر، ولم يشارك رفقة فريقه كثيرا بالدوري البلجيكي، دون تناسي عنصر آخر طالما اعتبره بلماضي ضمن مخططاته ونعني بالذكر بن عيادة، الذي لا يزال يعاني من مشكل التأهيل مع ناديه الأفريقي التونسي، بسبب مشاكل هذا الأخير مع فيفا.
مشكلة جمال بخصوص الظهير الأيمن، ومع قلة الحلول خارج الجزائر، كانت من بين الأسباب التي جعلته ينتقل الى الجزائر من أجل معاينة بعض لقاءات الدوري المحلي، بغية البحث عن عناصر يمكنه الاعتماد عليها مستقبلا، وتجديد قائمته المحلية التي شكلها بمناسبة مباراة قطر الودية، والتي عرفت احتراف معظم اللاعبين، منهم الظهيران لوصيف وحلايمية، وهي نفس التجربة التي يريد جمال أن يعيدها رفقة مدرب المنتخب المحلي ومساعده مجيد بوقرة.
وفي ظل أزمة بلماضي مع مركز الظهير الأيمن، قد يأتي الحل سريعا، لكن هذه المرة من عنتر يحيى قائد الخضر السابق والمدير الرياضي لنادي اتحاد الجزائر، الذي قام بصفقة قد تخدم فريقه والمنتخب الوطني معا، بعد انتدابه للظهير الأيمن السابق لنادي بارادو هيثم لوصيف، الذي فشل في حجز مكانة مع نادي أنجيه الفرنسي، وقرر العودة الى الجزائر من أجل المشاركة بانتظام، خاصة أن تشكيلة نادي اتحاد العاصمة قوية، وباتت تقدم مستويات لافتة مؤخرا رغم أزمة بداية الموسم.
لوصيف الذي طالما كان ضمن أولويات بلماضي، فقد فاضل بينه وبين زفان حتى الدقيقة الأخيرة لتحديد قائمة كأس أفريقيا 2019، وفضل عليه خريج مدرسة ليون بسبب طريقته الدفاعية عكس لوصيف الذي يشبه أسلوب لعب عطال الهجومي، وفي ظل غياب هذا الأخير، فإن الكرة ستكون في مرمى خريج مدرسة بارادو من أجل حجز مكانة أساسية، وبالتالي سيكون عنتر يحيى قد خدم بلماضي من حيث لا يدري.