يتجدد الحوار بين مانشستر سيتي الإنكليزي، وريال مدريد الإسباني، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وهذه المرة على ملعب الاتحاد الذي سيحدد الفريق الثاني الذي سيتأهل إلى نهائي دوري الأبطال هذا الموسم، وذلك بعد أن حسم التعادل 1ـ1 مواجهة الذهاب.
وبعد التعديلات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فإن الهدف الذي سجله "السيتي" في ملعب سانتياغو بيرنابيو فقد قيمته، ولا يوجد أسبقية لفريق على الآخر باستثناء جماهير مانشستر سيتي التي ستحاول دفع فريقها من أجل النهائي الثاني في مسيرته، في مواجهة عملاق أوروبي، نجح في حصد دوري الأبطال في 14 مناسبة آخرها في الموسم الماضي.
وسيحاول "السيتي" تعويض فشله في نصف نهائي الموسم الماضي، عندما اعتقد أنه سيعبر إلى اللقاء الختامي على حساب النادي الملكي، غير أنه تلقى صدمة قوية، بما أن الريال كان أفضل في مجموع مباراتي الذهاب والإياب وحرم الفريق الإنكليزي من مواجهة ليفربول، وبالتالي فإن "السيتي" بقيادة بيب غوارديولا سيحاول الثأر من أجل الرد على الريال، الطامح إلى الوصول إلى النهائي مجدداً، بعد خيبة التتويج بالدوري الإسباني بقيادة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
كما سيحاول كلّ من إرلينغ هالاند، هدّاف مانشستر سيتي، وكريم بنزيمة قائد ريال مدريد، تعويض فشلهما في لقاء الذهاب، عندما عجز كلّ لاعب منهما عن تقديم الإضافة لفريقه وغابت بصمتهما رغم وزن كلّ لاعب في فريقه، ولكن صراع هدّاف نسخة العام الماضي، في مواجهة هدّاف النسخة الحالية، خيّب آمال الجماهير، وهو صراع سيتجدد مرة أخرى بين أفضل المهاجمين في العالم، ولكن لكل لاعب منهما أسلوبه المختلف.
وسجل هالاند كل أهدافه مع السيتي من منطقة الجزاء، حيث غابت أهدافه عبر التسديد من بعيد، فهو مهاجم هدّاف، يحسن استغلال الكرات التي تصله داخل منطقة الجزاء فيحولها بسهولة إلى أهداف، وأرقامه في هذا الموسم تؤكد ذلك، فقد سجل 52 هدفاً في 49 مباراة في كلّ المسابقات، منها 12 هدفاً في 9 مباريات في دوري الأبطال.
ورغم عدد الأهداف المميز في رصيد النجم النرويجي، إلا أنه لا يقدم الإضافة كلما وجد دفاعاً قوياً يتمكن من مراقبته مثلما كان الشأن عندما فرض عليه المدافع الألماني أنطونيو روديغير رقابة قوية في لقاء الذهاب، ففشل بقدر كبير في مساعدة فريقه الذي كان في حاجة إلى خدماته.
ويملك الفرنسي كريم بنزيمة خصالاً مختلفة عن هالاند، بما أنه مهاجم متكامل، قادر على التسجيل بطرق مختلفة، وسبق له أن هز شباك منافسه من خارج منطقة الجزاء في عديد المناسبات، وهو ما يجعله أكثر تكاملاً من النرويجي، ولكنّه يُعاني بدنياً في هذا الموسم، ولم يعد قادراً على المشاركة في كل المباريات مع النادي الملكي، ولهذا تراجعت أرقامه بما أنه سجل 29 هدفا في 39 مباراة شارك فيها منها 4 أهداف في 9 مباريات في دوري الأبطال، رغم أنه كان هدّاف النسخة الماضية.
والصراع بين بنزيمة وهالاند لن يكون الوحيد الذي سيُشعل نصف النهائي. ولكن بنسبة كبيرة فإن الأنظار ستكون مسلطة عليهما في هذه المواجهة بما أن كلّ واحد منهما سيحاول أن يستعيد الاعتبار بعد أن خطف فينسيوس وكيفين دي بروين الأنظار في جولة الذهاب.