لعب المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، دوراً كبيراً في نجاح المنتخب المغربي في كأس أفريقيا للسيدات، بعد أن أسهم بفضل خبرته الكبيرة في قيادة المنتخب إلى التأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في سجل المنتخب النسائي المغربي.
ونجح بيدروس (50 عاماً) في قيادة المغرب إلى خوض أول نهائي في مسيرته، عبر اختيار تشكيلة متوازنة من خلال الاعتماد على لاعبات ينشطن بعيداً عن الدوري المغربي، مع محاولة الاستفادة من نجمات فريق الجيش الملكي المغربي، الذي كوّنت لاعباته العمود الفقري للمنتخب في المواسم الأخيرة، ورغم خسارة النهائي، إلا أن فارق الخبرات بين المنتخبين صنع الفارق.
وشهد مستوى المغرب تطوراً كبيراً في هذه البطولة، بما أن وصوله إلى النهائي كان على حساب منتخبات قوية، لكنّه أظهر تطوراً كبيراً يعكس حجم العمل الذي قام به الإطار الفني خلال السنوات الأخيرة، حتى ينجح المنتخب في إسعاد الجماهير، وتكون له القدرة على منافسة منتخبات تملك خبرات أكبر منه وتهيمن في أفريقيا.
ويؤكد الحضور الجماهيري الكبير في مباريات المغرب أن أداء المغرب كان مقنعاً للغاية، وهنا تظهر بصمة المدرب بيدروس الذي جهز لاعباته بأفضل طريقة لتكون هذه المشاركة قياسية بكل المقاييس من حيث النتائج بأول وصول مغربي إلى النهائي.
ويعتبر اختيار الاتحاد المغربي لكرة القدم، المدرب الفرنسي موفقاً ومدروساً في الآن نفسه، ذلك أنّه كوّن خبرة كبيرة بكرة القدم النسائية بعد النجاح الكبير الذي عرفه خلال تدريب نادي ليون الفرنسي، الذي سيطر أوروبياً، ونجح في التتويج بدوري أبطال أوروبا في مناسبتين، إضافة إلى عديد الألقاب التي حصدها في الدوري الفرنسي لكرة القدم، ليكون واحداً من أنجح المدربين في السنوات الماضية، بعد أن منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم، جائزة أفضل مدرب في العالم عام 2018.
وكانت نهاية تجربته مع ليون مفاجئة، ليختار العمل في التحليل التلفزيوني، إلى أن تلقى العرض المغربي. وقد اعترف في حوار مع موقع "CNEWS" الفرنسي، أن المشروع الرياضي للاتحاد المغربي أغراه كثيراً، وخاصة أن المنتخب المغربي يفتقد لاعبات في مستوى عالٍ، ولهذا كان متحمساً لهذا المشروع حتى يمكنه ترك بصمته في المغرب مدرباً.
وكان بيدروس نجماً في فريق نانت، ولاعباً مهماً في منظومة الفريق الهجومية خلال العصر الذهبي لهذا النادي، وتألق بشكل لافت، ما قاده إلى خوض تجارب بعيداً عن الدوري الفرنسي مع نابولي، وكذلك بارما في الكالتشيو، لكنه لم يكن موفقاً في مختلف التجارب التي خاضها بعد رحيله عن نانت، كذلك فإنّه لم يقدر على ضمان مكان في المنتخب الفرنسي بعد أن وجد منافسة قوية، ودفع ثمن فشله في ركلات الترجيح ضد منتخب تشيكيا في نصف نهائي بطولة أوروبا 1996، التي ظلت تبعاتها تلاحقه طويلاً، وحكمت بنهاية مسيرته الدولية.
وبقدر ما رافق الفشل بيدروس، بعد خروجه من فريق نانت، فإن النجاح كان رفيقه في مسيرته التدريبية، والمستوى الذي وصل إليه المنتخب المغربي يؤكد ذلك، ومسيرته تشبه مسيرة المدرب روجي لومار، الذي نجح في أوروبا، ثم نقل نجاحاته إلى الملاعب الأفريقية.