استمع إلى الملخص
- يتطلب التحدي التنظيمي تقديم ابتكارات تجعل نسخة 2034 فريدة، مستلهمة من نجاح قطر في تنظيم نسخة 2022، مما يستدعي جهداً فكرياً شاملاً لضمان عدم وجود ثغرات.
- مع اعتماد 15 ملعباً في خمس مدن، يجب على السعودية ضمان الجهوزية التامة قبل انطلاق البطولة، وتوفير عوامل النجاح لاستضافة 48 منتخباً ومشجعين من جميع أنحاء العالم.
تنتظر السعودية تحديات بالغة الأهمية بعد الإعلان الرسمي لفوزها باستضافة مونديال 2034، إذ يتطلع عشاق كرة القدم العربية إلى أن تقدم ممثلة العرب صورة رائعة في ثالث نسخة تقام على أراضٍ عربية، بعد تلك التي أقيمت في قطر عام 2022، وستجتمع التحديات في الفترة التي تسبق المنافسة، ليسمح تجاوزها ببلوغ النجاح التنظيمي عبر توفير الظروف المثالية للمشاركين والضيوف.
ولا شك أن فترة التحضير للحدث الكروي مهمة جداً، بما أن وضع الأسس الصحيحة عبر التخطيط الجيد والتنفيذ المثالي، ستجنب السعودية التحدي الأول المتمثل بتجاوز الانتقادات الدولية، خصوصاً الموجهة، كما سبق أن تعرضت له قطر عند تنظيمها كأس العالم الأخيرة. وتكتسي الحملة طابعاً بعيداً عن الواقع، الهدف منها تقبيح وتبشيع أطراف لصالح أخرى، وهو ما لم تستسلم له قطر، فقدمت نسخة تاريخية.
ويأتي التحدي الثاني ليتناول الجانب التنظيمي على وجه الخصوص، إذ ستكون المملكة مطالبة بتقديم إضافة تنظيمية فنية وابتكارات تجعل نسخة 2034 مختلفة عن باقي النسخ، ما يستدعي جهداً فكرياً لا متناهياً، وعملاً شاملاً لا يترك مجالاً للثغرات، بعدما نجحت قطر في تقديم نسخة مميزة شرّفت العرب، وأهدت كرة القدم منافسة للتاريخ نالت الرضا، وهو اختبار يبقى في متناول السعودية بالنظر لمشروعها الجديد.
وقدمت السعودية ملفاً قوياً عبر اعتماد 15 ملعباً موزعاً على خمس مدن، لكن الإشكال الذي يواجه المنظمين في كل مرة، هو وجوب بلوغ الجهوزية في الوقت المناسب، وهو مشكل لا يُتوقّع أن يقلق المسؤولين عن تنظيم المونديال والعاملين على إنجاحه، بما أن ضربة البداية لن تكون سوى بعد عشر سنوات تقريباً، وهو وقت كافٍ لصيانة الملاعب القديمة وإنهاء الملاعب الجديدة أيضاً.
ورابع التحديات تسيير السعودية لفترة المنافسة منفردة في أول نسخة ستشهد حضوراً كبيراً للمنتخبات والمشجعين، بما أن 48 منتخباً ستلتقي على الأراضي العربية، إذ ستكون السعودية مطالبة بتوفير عوامل النجاح، وابتكار الأفكار التنظيمية، خصوصاً أنها لن تتمكن من الاقتداء بدولة أخرى عايشت هذه التجربة، بما أن رفع عدد المنتخبات سيبدأ من نسخة 2026، لكن دولاً عدة ستتقاسم عناء التنظيم في ملف مشترك يضم الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.