اشتعلت الأجواء في أروقة نادي الوحدات الأردني مباشرة عقب إعلان الموقف الرسمي في مسألة المباراة التي أثارت جدلاً، والتي من المقرر أن تجمع الفريق الأردني بنظيره أهلي دبي الإماراتي في 15 آب/ أغسطس، ضمن الملحق المؤهل لمسابقة دوري أبطال آسيا.
وفي التفاصيل، وعقب إعلان النادي، الخميس، قراره القاضي بخوض اللقاء، الذي سبق أن أثار جدلاً ورفضاً عند قاعدة كبيرة في نادي الوحدات بسبب ضم الفريق الإماراتي في صفوفه لاعباً مثّل المنتخب الإسرائيلي، بالإضافة إلى خوضه مباراة ودية مع فريق إسرائيلي قبل أيام، أعلن 6 أعضاء من مجلس إدارة الوحدات استقالاتهم من مناصبهم بعد ساعات قليلة من البيان، تحت بند "ظروف خاصة"، وهم وليد السعودي، وأبو علاء العبسي، وحاتم أبو معيلش، ومخلد الكوز، وغصاب خليل، وعوض الأسمر.
وبحسب قانون الأندية في الأردن، فإن استقالة 6 أعضاء من مجلس إدارة النادي تنهي عمل المجلس رسمياً وتُعيّن لجنة مؤقتة من قبل وزارة الشباب الأردنية، لتسيير أمور النادي لحين إجراء انتخابات جديدة تحدد موعدها لاحقاً، وهو ما سيزيد الأمور اشتعالاً في أروقة النادي، في ظل قرار خوض اللقاء الذي تغلفه "شبهات تطبيعية" على حد وصف محبي النادي.
وكان النادي قد أشار في بيانه الرسمي الخميس، إلى أن "مجلس إدارة النادي قرر بالإجماع المشاركة في الملحق التمهيدي لدوري أبطال آسيا أمام فريق شباب الأهلي دبي الإماراتي، آخذين بعين الاعتبار تقديم مصلحة النادي فوق كل شيء"، مشيراً إلى أن "المباراة فُرضت على النادي وليست بمحض إرادته". وأكد النادي أنه "كان وما زال رافضاً التطبيع بأي شكل من الأشكال".
واشعل عدد كبير من جماهير الوحدات صفحات التواصل الاجتماعي، معبرين عن رفضهم خوض اللقاء، بل أعلن كثير منهم التوقف عن تشجيع النادي نظير قراره المشاركة، في الوقت الذي لم تتضح مسألة مواصلة أعضاء النادي الإصرار على الاستقالة المفاجئة عقب القرار، حيث ينتظر أن تتضح صورة تلك القرار الجماعي في غضون الأيام المقبلة.
وعلى الرغم من بيان الوحدات الذي أكد فيه أن قراره جاء بالإجماع، إلا أن الجماهير شككت بالرواية الرسمية من النادي، خصوصاً أن الأعضاء الستة استقالوا مباشرة بعد إعلان القرار. فيما تساءل بعض المشجعين عما إذا تعرّض مجلس إدارة الوحدات لضغوط كبيرة خلال الأيام الماضية من عدة جهات رسمية وغير رسمية لمنعها من اتخاذ قرار بالانسحاب من المباراة.
ولم تكن الأزمة حديثة العهد، بل اشتعلت مبكراً منذ أن أسفرت القرعة عن مواجهة الناديين في الملحق الآسيوي، فيما كان رئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة قد أبدى، الاثنين الماضي، تأييده مشاركة النادي في دوري أبطال آسيا واللعب أمام شباب أهلي دبي الإماراتي، وحينها تعهد الحوامدة بمحاولة إقناع زملائه بالمشاركة لتفادي أي خسائر معنوية قبل المادية "بعيداً عن المزايدات والشعبويات"، مشيراً إلى أنه يرفض التطبيع.
وكان حوامدة قد ألمح إلى أنه سيستقيل من منصبه، إن صوّت مجلس إدارة الوحدات على قرار عدم المشاركة عبر تدوينة في "فيسبوك" قبل أيام، وكتب فيها: "ربما تكون البدايات جميلة، لكني أشعر بأن النهايات أجمل وأجمل، حين تشعر بأنه ربما حان الوقت لكي تسلم الراية وأنت على صهوة جوادك، قوياً صادحاً بالحق، لا مهزوزاً أو مجاملاً أو جباناً".
وتدخلت حركة "بي دي إس" الأردن المناصرة لحقوق الفلسطينيين، والتي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات، حيث قالت في بيان سابق، إن "المشاركة في هذه المباراة تعدّ تطبيعاً استناداً إلى معايير المقاطعة، خاصة أن النادي الإماراتي سبق أن لعب ودياً مع نادٍ من الكيان"، ما يعد بحسب البيان "تغطية لجرائم الاحتلال وتبييضاً لصورته، وهو ما يرفضه الشارع الأردني، وأكدت الحركة دعوة الوحدات للمقاطعة التامة للمباراة".