تعيش الكرة العربية وضعية صعبة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، بعد انقضاء 4 جولات كاملة من دور المجموعات للمسابقة، حيث لم يقتلع إلا نادي أسيك ميموزا من ساحل العاج بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي، بعد أن فاز في آخر مبارياته على فريق جوانينغ غالاكسي البوتسواني بنتيجة 3 أهداف دون رد.
واستغل أسيك تراجع مستوى العملاق المغربي الوداد البيضاوي الذي وصل في الموسم الماضي إلى الدور النهائي من المسابقة، قبل الهزيمة أمام الأهلي المصري، ليفرض سيطرته على المجموعة، مستفيداً من أزمة العملاق العربي، وهزيمته الأخيرة أمام سيمبا التنزاني بنتيجة 2-0، حيث لم يلعب تغيير المدير الفني المغربي، عادل رمزي، بشيخ المدربين التونسيين فوزي البنزرتي أي شيء في الفريق، بالنظر إلى ضعف الأسماء الموجودة في النادي من اللاعبين، لتعاني الكرة العربية أكثر وأكثر.
وحقق الوداد بداية كارثية في مجموعته، وأصبح مهدداً بشكل جدي بالإقصاء، على اعتبار أنه يحتلّ المركز الأخير في مجموعته برصيد 3 نقاط، من 3 هزائم وانتصار وحيد، إذ إن حظوظه ضعفت لاقتلاع بطاقة التأهل الثانية في المجموعة، لكون سيمبا التنزاني الذي يقوده المدير الفني الجزائري عبد الحق بن شيخة يحتل المرتبة الثانية برصيد 5 نقاط، في الوقت الذي يأتي فيه الفريق البوتسواني ثالثاً بـ4 نقاط فقط، إذ تبدو حظوظهما أوفر للعبور.
ويعيش الترجي الرياضي التونسي أحد أسوأ مواسمه في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، بعد تواصل معاناته، إثر تعادله الأخير مع فريق بترو أتلتيكو الأنغولي بنتيجة 0-0، مع ظهور الفريق بوجه سيئ، وعدم تسديد أي كرة على مرمى المنافس، بأرقام هجومية ضعيفة، خلال جميع تنقلاته الأفريقية الأخيرة، إذ إنه لم ينتصر في آخر 4 مباريات خارج ملعبه أفريقياً، على اعتبار مواجهات دوري السوبر الأفريقي أيضاً، محققاً 3 هزائم وتعادلاً وحيداً، كذلك لم يسجل إلا هدفاً وحيداً، كان خلال تنقله إلى تنزانيا لمواجهة الهلال السوداني، وهو حصاد ضعيف جداً لأحد عمالقة القارة الأفريقية، الذي توج منذ عام 2010 ثلاث مرات بدوري الأبطال، مع بلوغه لعديد النهائيات.
وتخشى جماهير الترجي أن تتعقد وضعية الفريق في مجموعته، رغم أنه نجح في جني خمس نقاط، خلف الفريق الأنغولي الذي حقق 8 نقاط، لكنه تنتظره خلال الفترة القادمة مواجهة مصيرية أمام النجم الساحلي، علاوة على مباراة أخرى مع الهلال السوداني، وبالتالي إن أي نتيجة سلبية قد تعني مغادرة الفريق للبطولة مبكراً، مع تهديد قوي لمشاركة النادي التونسي في كأس العالم للأندية التي ستكون في نسختها الجديد في الولايات المتحدة الأميركية خلال عام 2025، وهو هدف يعتبر مهماً لجماهير النادي الكبيرة.
وبعيداً عن المستوى الذي ظهر به الأهلي المصري في كأس العالم للأندية، بعد أن استفاد من شخصية الفريق، وحضور جماهيره الكبيرة، رغم أنه فرّط بورقة العبور إلى الدور النهائي لفائدة فلومينينسي البرازيلي، إلا أنه يعيش عديد الصعوبات على مستوى دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، بعد أن تراجعت نتائجه في المباراتين الأخيرتين، بتعادله مع أضعف فرق المجموعة، يانغ أفريكانز التنزاني بنتيجة 1-1، وتعادله كذلك على أرضه أمام شباب بلوزداد الجزائري بنتيجة 0-0، وهو ما يجعل وضعية الفريق في مجموعته غير مريحة، ولا سيما أنه سيكون أمام تنقل صعب للجزائر من أجل مواجهة زملاء النجم الدولي الجزائري حسين بن عيادة.
وجعلت هذه النتائج المدير الفني السويسري مارسيل كولر في وضع صعب، خصوصاً أن فارق النقاط في المجموعة مع بلوزداد وميدياما الغاني لا يتجاوز النقطة الوحيدة، حيث إنهما يحتلان معاً المركز الثاني برصيد 4 نقاط، ما جعل جماهير الفريق تنادي حتى بالتخلي عن مارسيل كولر، رغم النجاحات الكبيرة التي حققها مع النادي، لكن المشاركة في كأس العالم قد تعيد الثقة للمجموعة، وتمنحه جرعة أمل إضافية، خصوصاً أن العملاق المصري انتصر على الاتحاد السعودي بكل نجومه العالميين، كذلك فإنه تعوّد الصعوبات في دور المجموعات، لكنه يظهر بوجه مغاير بعد ذلك، مع تقدم الأدوار.
ولا تقتصر المعاناة العربية في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أفريقيا، على فرق الصف الأول، الأهلي المصري والترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، بل إن فرق الصف الثاني تعاني بدورها، وتصارع من أجل ضمان بطاقة التأهل.
ففي المجموعة الأولى يحتل القوي جداً مازيمبي الكونغولي المركز الأول برصيد 7 نقاط، وهو رصيد النقاط نفسه لفريق صن داونز الجنوب أفريقي الذي حقق فوزاً كبيراً خارج أرضه بنتيجة 1-0، على نادٍ عربي آخر، هو بيراميدز المصري الذي يعتبر من أفضل الفرق في الدوري المحلي خلال السنوات الأخيرة، كذلك انتصر مازيمبي على نواذيبو الموريتاني بنتيجة 2-0، ليحتل الفريقان العربيان المرتبة الثالثة برصيد 4 نقاط، ويبدو أن فرصهما في التأهل أصبحت ضعيفة جداً، بالنظر إلى تباين المستوى مع الفريق الكونغولي والفريق الجنوب أفريقي.
ويبين كل ذلك أن خريطة كرة القدم الأفريقية في اتجاهها إلى التغير، مع بروز فرق صاعدة مثل نادي صن داونز المرشح الأول للتتويج باللقب، بالنظر إلى ما أظهره في دور المجموعات، وكذلك بترو أتلتيكو الأنغولي الذي يقدم كرة قدم رائعة، رغم أنّ من حكم المؤكد أن يرافقه أحد الفرق العربية إلى الدور ربع النهائي، على اعتبار أن المجموعة تضم 3 فرق عربية أخرى، هي الهلال السوداني والنجم الساحلي التونسي ومواطنه الترجي.