استمع إلى الملخص
- رد نور الدين قريشي بأن حفظ النشيد ليس معياراً للفوز، مؤكداً ارتباط اللاعبين مزدوجي الجنسية بالجزائر مثل المحليين، مشيراً إلى تجربته الشخصية مع المنتخب.
- أكد ناصر سنجاق أن اللاعبين مزدوجي الجنسية يقدمون كل شيء للجزائر وساهموا في النجاحات الأخيرة، داعياً للاستثمار في الشباب لتحسين الدوري المحلي.
أثار المدافع الدولي الجزائري السابق جمال بلعمري (34 عاماً)، جدلاً كبيراً في فرنسا بسبب تصريحاته السابقة التي شكك فيها بالروح الوطنية التي يتمتع بها اللاعبون ذوو الأصول الجزائرية بأوروبا، رغم أنه كان زميلاً لهم لسنوات، ومن بينهم المدرب جمال بلماضي، الذي أعاد إحياء مسيرته مع الخضر، كما عاش معهم العديد من الإنجازات، أبرزها التتويج بلقب أمم أفريقيا 2019 في مصر، وكأس العرب 2021 بقطر، إضافة إلى سلسلة تاريخية من المباريات المتتالية دون هزيمة وصلت إلى 35 لقاءً.
ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية، مساء أمس الخميس، تقريراً مفصلاً عن تصريحات جمال بلعمري وتناولت ردود فعل من مدربين ذوي أصول جزائرية في فرنسا، الذين لم يترددوا في الرد بقوة على المدافع السابق لنادي مولودية الجزائر، الذي قال عبر منصة تيك توك: "لم نتأهل لكأس العالم 2022 لأن الله عاقبنا بسبب أنه كان هناك سوء نية في المنتخب، هذا ما يحدث عندما تستدعي لاعبين لا يعرفون النشيد الوطني، هم يأتون للعب ويغادرون، ويعلمون أنهم سيحصلون على فرصة أخرى حتى لو لعبوا بشكل سيّئ، أما اللاعب القادم من الدوري المحلي، فيتم منحه 20 دقيقة وإن لم يلعب بشكل جيد فلن يُستدعى مجدداً".
وبهذا الخصوص، تحدث للصحيفة نفسها المدافع الدولي الجزائري السابق وأحد مواليد فرنسا نور الدين قريشي، الذي كان مساعداً للمدرب وحيد حاليلوزيتش مع الخضر، حيث قال: "منذ متى كان حفظ النشيد الوطني سبباً في الفوز بالمباريات؟ إن أصحاب الجنسية المزدوجة مرتبطون بالجزائر مثل اللاعبين المحليين، حتى لو وُلدوا في فرنسا، إنّ الجزائر بلد والديهم وهم يحبونها، وهذا الأمر ينطبق عليّ أيضاً، سواء عندما كنت لاعباً أو مدرباً مساعداً بين عامي 2011 و2014، رأيت العديد من مزدوجي الجنسية يتعاملون بسلوك احترافي ومحترم للغاية، كان على بلعمري أن يركز في حديثه على عطائهم في الملعب فقط".
أما ناصر سنجاق، وهو أيضاً أحد مواليد فرنسا وكان قد درب منتخب الجزائر عام 2000، فقال: "أعرف جمال بلعمري تمام المعرفة، هو لاعب رائع، لكنه مخطئ تماماً في حديثه عن اللاعبين مزدوجي الجنسية، هم يقدمون كل شيء من أجل الجزائر، ومن دونهم سيكون لدينا منتخب متوسط، وربما لم نكن لنفوز بكأس أفريقيا 2019 وحتى التأهل للمسابقة وكذلك كأس العالم. بصراحة، ما قاله يُثير الاستغراب، كان عليه أن يُعطي الأدلة إن كان مُصراً على تصريحاته".
وأضاف ناصر سنجاق: "هناك فرق كبير بين مستوى الدوري الجزائري والدوريات الأوروبية، على مدى 40 عاماً نجح وفاق سطيف فقط في 1988 و2014 وكذلك شبيبة القبائل سنة 1990 في الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا، في حين أن معظم مزدوجي الجنسية يخضعون لتدريبات عالية المستوى في فرنسا على سبيل المثال، وساهموا كثيراً في النتائج الرائعة للخضر، لكن هناك أشخاصاً في الجزائر ما زالوا عالقين في الجيل الذي هزم ألمانيا في كأس العالم 1982 مع رابح ماجر ولخضر بلومي وصالح عصاد وغيرهم، لكن في ذلك الوقت كانت هناك تدريبات حقيقية في الجزائر".
كما تحدث المهاجم السابق لنادي مولودية الجزائر ناصر بويش عن تصريحات جمال بلعمري، بقوله: "بدلاً من مهاجمة مزدوجي الجنسية، يجب على جمال بلعمري أن يسأل الاتحاد الجزائري والأندية لماذا بلد يتمتع بهذه الإمكانات القوية لا يستثمر في اللاعبين الشباب؟ ولماذا مستوى الدوري المحلي متوسط إلى هذا الحد؟ أعرف أن تحضير اللاعبين يستغرق وقتاً وهو مُكلف من الناحية المادية، والأندية لا ترغب في القيام بهذا الاستثمار. بكل صراحة، الجزائر لا تستطيع الاستغناء عن مزدوجي الجنسية على الأقل حالياً".