أصدرت المحكمة الابتدائية في العاصمة الإسبانية "مدريد" قراراً يقضي بإلزام القناة الكتالونية الثالثة بدفع غرامة مالية تُقدر بنحو 20.000 يورو؛ وذلك على خلفية الفيديو المثير للجدل الذي تم عرضه على القناة، والذي يُسيء للاعبي ريال مدريد.
وبحسب الموقع الرسمي لنادي ريال مدريد، فإنّ النادي الملكي قد كسب الدعوى القضائية التي رفعها في شهر فبراير من العام الماضي ضد القناة الكتالونية الثالثة بالإضافة إلى ثلاثة من المسئولين التنفيذيين التابعين للشبكة؛ وذلك على خلفية نشرها مقطع فيديو شبّه لاعبي الريال بالحيوانات.
وأشار موقع النادي الإسباني، إلى أنّ المحكمة الابتدائية في "مدريد" قد أدانت التصرف الذي أقدمت عليه القناة الكتالونية الثالثة، وقد قرّرت فرض غرامة مالية تُقدر بنحو 20.000 يورو، بعد نشرها للمقطع الذي تضمن أشهر الاعتداءات العنيفة التي حدثت في مباريات الكلاسيكو.
وكان الفيديو الذي بثته القناة الكتالونية الثالثة، قد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية الإسبانية، حيث شبهت القناة الكتالونية لاعبي ريال مدريد بالحيوانات المفترسة، من خلال عرض مقطع فيديو يُظهر أهم وقائع الاعتداءات والاحتكاكات العنيفة التي لجأ إليها مدافعو ريال مدريد سواء في مباريات الكلاسيكو أمام برشلونة أو حتى في مباريات أخرى.
وأبدى صانع ألعاب ريال مدريد، الكرواتي لوكا مودريتش ، استياءه من هذا الفيديو بالقول "هذه ليست صحافة، إنه أمر غير مقبول، لقد شاهدت الفيديو على التلفزيون، لا أعرف ماذا أقول، هذا أمر لم أشاهده في حياتي في أي دولة أخرى، لعبت من قبل في كرواتيا وإنجلترا، لقد قدمت تلك القناة مثالاً سيئا أمام الأطفال والشباب".
كذلك، وجّه عميد رابطات تشجيع ريال مدريد في إسبانيا، كارلوس جارسيا، انتقادات لاذعة للقناة الكتالونية، مشيراً إلى أنّ الفيديو الذي تم عرضه عليه يحرض على العنف والهدف من ورائه جعل كلاسيكو إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا مليئاً بالضغائن.
هذا وطالب "جارسيا" اتحاد الكرة الإسباني بالتدخل الفوري لوقف مثل هذه الممارسات التي تحرض بشكل علني على العنف ، حاثاً نجم فريق برشلونة ليونيل ميسي على الخروج وانتقاد الفيديو بعد استخدام صورته في هذا الفيديو المسيء.
من جانبه، قدّم كزافييه فالس، مقدم برنامج " إسبورت كلوب " الذي يبث على القناة الكتالونية الثالثة، اعتذاراً رسمياً لإدارة نادي ريال مدريد على خلفية الفيديو المثير للجدل الذي تم عرضه على البرنامج والذي يشبّه لاعبي ريال مدريد بالحيوانات.
ودعا "فالس" إدارة ريال مدريد لقبول اعتذاره، مؤكداً أن الغرض من نشر هذا الفيديو لم يُقصد به التقليل من شأن أي طرف أو التحريض على العنف، بل كان يهدف بالدرجة الأولى إلى تقديم نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي على أنه ضحية للتدخلات العنيفة في مباريات الكلاسيكو، وليس كما أشيع مؤخراً في مدريد بأنه الجاني الذي يعتدي على نجوم الفريق الملكي.
وتابع "كزافييه" في البيان الرسمي الذي بثته القناة الكتالونية الثالثة:" لقد تعرض ميسي في الآونة الأخيرة لحملة إعلامية شرسة لا يمكن السكوت عليها، كما تلقى سيلاً من الشتائم من جماهير ريال مدريد التي نادت بصوت واحد "المعاق" و"الهرموني" و"غير الطبيعي"، في إشارة إلى مرض نقص هرمونات النمو الذي عانى منه النجم الأرجنتيني منذ طفولته قبل أن يتكفل نادي برشلونة بتكاليف علاجه ليجعل منه اللاعب الأفضل في العالم".
واعترف مقدم البرنامج الإسباني بالذنب الذي اقترفه قائلاً : " المقارنة بالضباع كانت لها عواقب وخيمة، أتفهم أنّ بعض الناس قد آلمه هذا المقطع ، من المؤكد أننا لم نكن حذرين بما فيه الكفاية هذه المرة، لكن عندما يخطئ أحدنا فليس أمامه سوى الاعتذار، وبالتالي فأنا أعتذر بالنيابة عن القناة لمن شعر بأن الفيديو هاجمه أو آلمه".
ولم يلق هذا الاعتذار قبولاً لدى إدارة النادي الملكي التي سارعت إلى اتخاذ قرار برفع دعوى قضائية ضد القناة واتخاذ الإجراءات القانونية لتوقيع أقصى عقوبة على مسؤوليها، قبل أن تحسم المحكمة الابتدائية في العاصمة الإسبانية "مدريد" مساء أمس الجمعة، قرار تغريم القناة الكتالونية.