تجددت ظاهرة التمرد بسبب المكافآت وعدم الحصول على حوافز خاصة بالمشاركة في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، بانفجار أزمة في منتخب غامبيا قبل ساعات من انطلاقة نسخة "الكان" 2023، التي تستضيفها ساحل العاج خلال الفترة الممتدة من 13 يناير/ كانون الثاني الجاري حتى 11 فبراير/ شباط المقبل.
ورفض لاعبو منتخب غامبيا خوض التدريبات قبل الحصول على 10 آلاف دولار أميركي لكل لاعب، كما أكدت التقارير الصحافية، وكذلك الاستقرار على مكافآت النسخة الحالية، وقرروا الإضراب لحين حل الأزمة، وسط محاولات لحسم الموقف ودياً، منعا لغياب غامبيا عن البطولة القارية، خصوصاً وأنها مرشحة بقوة للوصول للدور الثاني.
ويُعتبر موقف لاعبي غامبيا من تمرد وإضراب، وكذلك فشل الاتحاد الغامبي في حل الأزمة، مسلسلا مستمرا في الكرة الأفريقية يظهر مع كل بطولة.
فلا أحد ينسى ورطة منتخب الغابون في نسخة الكاميرون 2021، حين رفض لاعبو المنتخب السفر، قبل الحصول على مكافآت مالية تخص التأهل، بخلاف الحصول على 5 آلاف دولار عن كل مباراة يخوضها الفريق في البطولة القارية، وكاد الأمر يصل إلى حد الغياب عن البطولة بعد فشل محاولات إقناع اللاعبين برفع إضرابهم، واضطر الاتحاد الغابوني وقتها لسداد دفعة من المستحقات المالية لإقناع اللاعبين بإنهاء الإضراب.
والسيناريو نفسه، تكرر في منتخب الكاميرون بطل نسخة 2017 قبل مشاركته في نسخة 2019، والتي شهدت تأجيل سفر الكاميرون مرتين إلى العاصمة المصرية القاهرة لخوض النهائيات، بسبب رفض اللاعبين وقتها السفر قبل الحصول على مكافآت مالية تصل إلى 20 ألف دولار لكل لاعب، والدخول في صدام كبير مع الاتحاد الكاميروني، وتدخل النجوم القدامى مثل صامويل إيتو وروجيه ميلا لإقناع منتخب" الأسود" بالتمهل، وتأجيل الملف لحين خوض منافسات كأس أمم أفريقيا.
وشهدت نسخة عام 2019 أيضاً، أزمة أخرى بطلها منتخب زيمبابوي الذي رفض لاعبوه خوض التدريبات قبل افتتاح البطولة مباشرة أمام مصر، بسبب رغبة كل لاعب في الحصول على 9 آلاف دولار مستحقات مالية متأخرة له لدى الاتحاد، وتدخلت الحكومة الزيمبابوية لحل الأزمة.
وفي عام 2015، اندلعت الأزمة نفسها في منتخب غانا قبل كأس أمم أفريقيا مباشرة، عندما هدد لاعبو" بلاك ستارز" بالغياب عن البطولة، بسبب عدم الحصول على مكافآت المشاركة في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، وكان المونديال وقتها شهد خلافات واسعة بين الاتحاد الغاني ولاعبيه، بسبب مكافآت مالية قدرت وقتها بنحو 100 ألف دولار لكل لاعب.