- الفريق يواجه أزمات داخلية وأداء متذبذب، خاصة في الدفاع، مع إصابات واستخدام لاعبين خارج مراكزهم، مما أضعف الخط الخلفي بشكل كبير.
- هناك حاجة ماسة لإجراء تعديلات وإبرام صفقات جديدة لتحسين الأداء وإعادة بايرن ميونخ إلى مستواه المعهود، خاصة بعد موسم مخيب للآمال.
شهدت نتائج نادي بايرن ميونخ تراجعاً كبيراً هذا الموسم، وقد فشل المدرب توماس توخيل (50 عاماً) في قيادة الفريق إلى تدارك خسارته الأخيرة أمام بوروسيا دورتموند الأسبوع الماضي، وانقاد فريقه إلى هزيمة مفاجئة أمام هايندنهايم، بنتيجة 3ـ2، بعد أن كان "البافاري" متقدماً في الدقيقة 50 بنتيجة 2ـ0.
ونجح توخيل خلال الموسم الماضي في الحصول على لقب الدوري، بعد أن استفاد من هدية لم تكن متوقعة إثر خسارة دورتموند في آخر لقاء أمام ماينز، ليقدّم خدمة كبيرة إلى بايرن، حيث كان يبدو دورتموند قريباً من حصد اللقب، ولكن في هذا الموسم فإن بايرن فقد آماله في التتويج مجدداً، ومن ثم ستغلق صفحة هامة في سجل كرة القدم الألمانية بعد أيام قليلة، بما أنّ بايرن ودّع المنافسة على لقب الدوري، بعدما ودع سباق الكأس مبكراً أيضاً، وأمله معلق على دوري أبطال أوروبا من أجل حصد لقب، إذ سيواجه نادي أرسنال الإنكليزي في ربع النهائي، وهي مواجهة قد تزيد من حدة الأزمة التي يعانيها بايرن، وتنتقل مشكلاته من الإطار المحلي إلى المسابقات الأوروبية.
توخيل الخاسر الأكبر
ويمكن القول إن توخيل هو الخاسر الأكبر من نهاية هيمنة بايرن على الدوري المحلي، والتعاطف الذي وجده إثر إقالته من تدريب فريق تشلسي الإنكليزي، بعد أشهر قليلة من تتويجه بدوري الأبطال، فقده بعد أن عجز عن قيادة "البافاري" إلى المنافسة على اللقب، ذلك أنّه كان متوقعاً أن يفشل الفريق في حصد اللقب يوماً ما، ولكن وصول الفارق إلى 16 نقطة قبل أسابيع من نهاية السباق، يثبت أن الفريق لم يكن في أفضل حالاته، إضافة إلى الهزائم الكثيرة أمام أندية ضعيفة ولا تملك قدرات تجعلها تنافس بايرن على الفوز، رغم أن بايرن عقد صفقات قوية في الميركاتو الصيفي بهدف دعم فرصه في الحصول على اللقب ولكنه فشل في المهمة.
وإضافة إلى توقف سلسلة تتويجات بايرن باللقب المحلي، تزامناً مع وجود توخيل مدرباً، فإن عديد الأرقام السلبية رافقت مشوار النادي هذا الموسم في البوندسليغا، منها أنّه للمرة الأولى يخسر أكثر من خمس مرات في موسم واحد في الدوري، منذ موسم 2011ـ2012، كما أنه للمرة الأولى يخسر أمام فريق صاعد منذ عام 2000، وهو ما يؤكد حجم الصعوبات التي واجهت الفريق هذا الموسم، الذي أصبح موسماً للنسيان عند توماس توخيل.
كما ظهر عدد كبير من نجوم النادي الألماني بمستوى دون المأمول طوال الموسم، خاصة في الدفاع الذي أصبح نقطة ضعف الفريق الأساسية قياساً بالمواسم الماضية، فقد ساهمت الإصابات في ارتباك الخط الخلفي، والمدرب احتاج إلى الاعتماد على لاعبين في مراكز غير مركزهم من أجل تعويض المصابين، ولكن الأرقام تعتبر كارثية للفريق؛ حيث اهتزت شباك بايرن في 36 مناسبة إلى حدّ الآن، وهو يملك أضعف خطوط الدفاع بين أول خمسة فرق في الترتيب، في وقت اهتزت فيه شباك باير ليفركوزن المتصدر في 19 مناسبة فقط، أي إن "البافاري" قبل قرابة ضعف أهداف ليفركوزن، والفارق في الأداء الدفاعي هو الذي صنع الفارق، بما أن بايرن يفوق منافسه الأول من حيث القدرات الهجومية، إذ إنه سجل 80 هدفاً مقابل 69 هدفاً لفريق المدرب تشابي ألونسو.
وباستثناء النجم الإنكليزي هاري كين، الذي سجل 32 هدفاً، أي ما يقارب نصف أهداف الفريق في الدوري، فإن بقية العناصر كان مستواها دون المأمول والفريق عانى كثيراً، وقد يكون دفع ثمن توتر العلاقة بين المدرب وعدد من النجوم، خاصة منهم جوشوا كيميتش، الذي لم يكن راضياً عن اختيارات مدربه في العديد من المناسبات، وظهر عليه ذلك في أكثر من لقاء، وهذه الأجواء المتوترة داخل الفريق قد تكون انعكست على الأداء في المباريات الأخيرة، خاصة مع تعدد الأخطاء الفردية التي كلفتهم غالياً.
وهي أزمة بدأت تتضح منذ النصف الثاني من الموسم الماضي، عندما ظهرت على السطح الكثير من المشكلات، والتي قادت إلى إقالة المدرب يوليان ناغلسمان، الذي دفع الثمن غالياً وأقيل من مهامه في وسط الموسم، في تصرف كان مفاجئاً من إدارة النادي التي لم تتعود على خطوات مشابهة، وكل المعطيات تشير الآن إلى أن بايرن مجبر على إجراء تعديلات كبيرة، لن يدفع ثمنها المدرب توخيل فقط، الذي جرى الاتفاق معه على الرحيل في نهاية الموسم الحالي، إذ سيكون بايرن مجبراً على القيام بصفقات جديدة لدعم صفوفه والعودة بقوة في المنافسة.