قاد المدير الفني البلجيكي، توم سينتفيت، منتخب غامبيا، لتحقيق تأهل تاريخي إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2021، عقب فوزه على نظيره الغيني 1-0، الإثنين، على ملعب "كويكونغ" بالكاميرون، في ثمن النهائي.
ونجح المدرب الذي صنّفه كثيرون من بين الأبرز في النسخة الحالية من البطولة الأفريقية في قيادة غامبيا لهذا الإنجاز، في أول مشاركة لكتيبة "العقارب"، على مستوى العرس القاري.
القرار "المجنون"
"اعتقد الجميع أنني مجنون"، هكذا قال سينتفيت، عن قراره تولي مهمة تدريب غامبيا، ومع ذلك فقد قاد البلجيكي الدولة الصغيرة الواقعة في غرب أفريقيا إلى دور الـ8 من بطولة كأس الأمم.
إنجاز رائع لمنتخب "العقارب"، بعد أن وصلوا إلى المسابقة للمرة الأولى، تحت قيادة المدير الفني البالغ من العمر 48 عاماً، والذي كشفت سيرته الذاتية أنه من طينة الكبار.
وبحسب تقرير لصحيفة "ديلي ستار" البريطانية، فقد قضى سينتفيت فترات مع سبعة منتخبات أفريقية، وكذلك مع اليمن وترينيداد وتوباغو ومالطا، فضلاً عن بنغلادش، حيث عانى من فترة كارثية.
وشهدت الفترة القصيرة التي قاد فيها البلجيكي منتخب بنغلادش في عام 2016 أدنى نتائج للفريق على مدار تاريخه، بعد الهزيمة 0-5 خارج أرضه أمام جزر المالديف في مباراة دولية ودية، تلتها الخسارة ضد بوتان في تصفيات كأس آسيا، وهي التي وضعت حداً لمهمة المدرب البلجيكي.
✍️ HISTÓRIA = FEITA ✔️#TeamGambia chega aos quartos de final em sua primeira participação na #TotalEnergiesAFCON! UM CONTO DE FADAS!#TotalEnergiesAFCON2021 | #AFCON2021 pic.twitter.com/tBESwjJnMP
— #TotalEnergiesAFCON2021 🏆 - PT (@CAF_Online_PT) January 24, 2022
بداية المشوار
بدأ سينتفيت التدريب في سن الـ24 من عمره، رفقة فرق من الدوريات الدنيا في بلجيكا، بعد أن تخلى عن فكرة اللعب، بسبب تعرضه لتمزق في أربطة الركبة، في ست مناسبات سابقة، وقضى نصف حياته في الانتقال من بلد إلى آخر، هذا وقال في تصريحات للصحيفة ذاتها: "خضت الكثير من المغامرات ولكن أفضل قصة هي هذه، في كأس الأمم الأفريقية مع غامبيا. أنا سعيد للغاية وفخور بفريقي".
#TeamGambia coach Tom Saintfiet doing the right things on the pitch with his team and saying the RIGHT things in the dressing room too.
— Juliet Bawuah (@julietbawuah) January 24, 2022
“Live the dream and experience the dream…” You can’t make this up. 👌#AFCONwithJuliet pic.twitter.com/kxEoWbH6vs
التجربة الغامبية
لم تكن غامبيا قد وصلت إلى البطولة الأفريقية من قبل، فيما حققت فوزاً وحيداً في التصفيات المؤهلة لنهائيات 2019 في مصر، لكن توسيع كأس الأمم إلى 24 منتخباً، ساعدها في الحضور خلال 2021، إلى جانب تأثير سينتفيت الواضح.
وأضاف المدرب في تصريحاته: "عندما وصلت في يوليو/ تموز 2018، لم تكن غامبيا قد فازت بمباراة في التصفيات منذ خمس سنوات، منذ الانتصار على تنزانيا 2-0 في سبتمبر/ أيلول 2013. لم يكن هناك أمل، كان الفريق في المركز 172 في تصنيف فيفا. قلت إنني جئت لتتأهل غامبيا واعتقد الناس أنني مجنون".
وتابع: "سافرت إلى جميع أنحاء أوروبا، على نفقتي الخاصة، لإقناع اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة بتمثيل غامبيا، أعلم أنّ اتحادنا لديه موارد محدودة، لذا كان يمكنني البقاء في المنزل والاعتماد على الأدوات الموجودة، لكن لم يكن المال أبداً حافزي".
وبدأ سينتفيت بجني الثمار، بعد التعادل أمام الجزائر، في سبتمبر/ أيلول 2018، عندما حقق "العقارب" التعادل 1-1، في تصفيات "كان 2019"، أمام 45 ألف متفرج في استاد الاستقلال بغامبيا.
وواصل حديثه بالقول: "كانت هناك جماهير تتدلى من أعمدة الأضواء الكاشفة، وتتسلق لوحة النتائج في كل مكان. تأخرت المباراة ساعة ونصف الساعة، وحققنا التعادل بعد أن تقدّمت الجزائر أولاً".
وفشل منتخب غامبيا في التأهل عن تلك التصفيات، لكن كتيبة سينتفيت حضرت في هذه النسخة بالكاميرون، بعد تصدرها مجموعة ضمت منتخبات الغابون والكونغو الديمقراطية وأنغولا.
وتملك غامبيا فريقاً يتكوّن بمعظمه من لاعبين مقيمين في أوروبا، بعضهم ولد هناك، بما في ذلك إيبو توراي، لاعب سالفورد سيتي الإنكليزي، وسيدي يانكو نجم الدوري السويسري سابقاً ومع ريال بلد الوليد الإسباني حالياً، فضلاً عن نجوم آخرين مثل الجناح أبلي غالو، الذي سجل هدفين رائعين في دور المجموعات، وموسى بارو لاعب بولونيا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، الذي أحرز هدف التأهل إلى دور الثمانية.
وحول هذا قال المدرب البلجيكي: "لقد غيّرت الاستراتيجية، بالتركيز على الانضباط، في الملعب وخارجه، وأنا مدعوم من اتحاد جيد للغاية، طموحي هو الذهاب إلى كأس العالم، لكنني شخص واقعي وأعلم أنني لن أدير منتخبات مثل بلجيكا أو فرنسا أو الأرجنتين".
وقد لا يحدث ذلك، لكن إذا فاز فريقه في لقاء دور ربع النهائي، فإنّ بلوغ مربع الكبار بالبطولة الأفريقية سيكون إنجازاً من نوع خاص لهذا المدرب، الذي على ما يبدو سيكون أمام فرصة لقيادة منتخب كبير في المستقبل القريب.
🙌🙌 GIVE IT EVERYTHING 🙌🙌
— #TotalEnergiesAFCON2021 🏆 (@CAF_Online) January 24, 2022
Hands up for #TeamGambia 🤩#TotalEnergiesAFCON2021 | #AFCON2021 | #GINGMB | @TheGambiaFF pic.twitter.com/fALAXDCrGt