يتابع الحكم الدولي السابق جمال الشريف، استعادة ذكرياته المثيرة في عالم التحكيم، ونستكمل اليوم الجزء الثاني من رحلته في نهائي كأس آسيا 1992.
عن النهائي الذي جمع المنتخب السعودي مع نظيره الياباني، فكان المحطة الأخيرة التي كان الجميع يأمل بلوغها، حكاماً أو منتخباً، كان طريقي إليه ممهداً لاعتبارات فنية تخصّ أدائي بالبطولة، وخصوصاً في المباراة الصعبة والشاقة بين منتخبي اليابان وإيران، والذي حدد معالم البطولة مُبكراً، إضافة إلى عوامل موضوعية أخرى، أهمها صفة الحياد عن الفريقين المتبارين، وعدم وجود ما يعكّر صفو الأجواء معهما خلال البطولة.
لم يكن هناك أي تسريبات حول هوية طاقم المباراة النهائية في كأس آسيا لكرة القدم، حيث علمتُ وباقي الحكام به قبيل انطلاق التدريب الصباحي في اليوم نفسه للمباراة.
بالتأكيد، كانت فرحتي عارمة بتكليف تمنيته في سري، لكن لم أتوقعه أو أهمس به إطلاقاً. وبالطبع، انتابني في لحظتها شعور غامر بالفرح ممزوج بجسامة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي في إنجاح العرس الآسيوي الذي بدأه زملائي مع صافرتهم الأولى بالبطولة، والتي انتهت بتتويج منتخب اليابان بالبطولة لأول مرة في تاريخه، والتي أثنى فيها الأشقاء الخاسرون قبل الأصدقاء الفائزين بأداء طاقم التحكيم، الذي وصفه ضيف البطولة الإنكليزي بوبي تشارلتون الحاضر في منصتها حسب ما نقل لي بأن التحكيم كان أحد أبرز الإضاءات في اللقاء النهائي، وهذا كان بالنسبة إليّ بمثابة إعادة الروح والانتقال إلى مرحلة جديدة من الثقة في مواجهة القادم من المسؤوليات والتحديات على المستويين القاري والدولي.