جيرونا.. نسخة إسبانية أفضل من ثورة ليستر سيتي الإنكليزي؟

يُقدم جيرونا مستوى خارقاً في موسم 2023-2024، وبات من بين أبرز المرشحين للمنافسة على لقب بطولة الدوري الإسباني، وذلك بعد الاستعراض الكبير والتفوق على منافسه برشلونة بنتيجة عريضة (4 – 2) وتصدر "الليغا" منفرداً.

وتصدر النادي "الكتالوني" مفاجأة الموسم ترتيب الدوري الإسباني برصيد 41 نقطة من 13 فوزاً وتعادلين وخسارة في أول 16 مباراة، بفارق نقطتين عن ريال مدريد الثاني، صاحب الـ39 نقطة، وبفارق 7 نقاط عن برشلونة الثالث صاحب الـ34 نقطة.

ويعيش جيرونا موسماً تاريخياً غير مسبوق منذ تأسيسه وهو الذي يُنافس على لقب الدوري لأول مرة في تاريخه، وهو ما يُعيد إلى الأذهان الإنجاز المعجزة لفريق ليستر سيتي الذي حقق لقب "البريميرليغ" في عام 2016، في مفاجأة تُعد الأكبر في كرة القدم، ولكن ما الذي يُميز نموذج جيرونا عن نموذج ليستر سيتي ويجعله أفضل في عدة مراحل.

نموذج جيرونا أكثر مُتعة وقوة

أثبت جيرونا في أول 16 جولة خاضها في بطولة الدوري الإسباني أنه لم يُحقق الانتصارات بالصدفة أو بسبب ضعف المنافسين، بل لأنه يُقدم كرة قدم أكثر مُتعة وقوة على أرض الملعب، وأمام برشلونة تحديداً قدم واحداً من العروض الكروية المُمتعة التي أبهرت الجماهير. وكل هذا بفضل العمل الكبير للمدرب ميشيل، الذي برهن عن ذكاء تكتيكي كبير، وخلق أفضل توظيف للاعبين بين يديه وجعله كالنجوم على أرض الملعب.

في المقابل، ربما قدم ليستر سيتي موسماً تاريخياً في 2015-2016، وتُوج بلقب "البريميرليغ" في النهاية بفضل عدد نقاطه ونتائجه الإيجابية، ولكن على أرض الملعب لم يكن الفريق مُشابهاً لقوة جيرونا الفنية على أرض الملعب، كان يملك الشخصية وقادراً على حسم المباريات، ولكن كأداء يبدو أن الفريق الإسباني يلعب كرة قدم تُشبه تلك التي يلعبها الكبار، وخصوصاً برشلونة وريال مدريد ومانشستر سيتي.

كرة عالمية

التحديثات الحية

هل تعرض برشلونة لظلم تحكيمي أمام جيرونا؟ الشريف يجيب

تمويل أكبر واستمرارية لفترة أطول؟

انتفاضة ليستر سيتي بعد التتويج بلقب الدوري الإنكليزي استمرت لعامين تقريباً مع مشاركة النادي في دوري أبطال أوروبا لأول مرة في موسم 2016-2017، وربما الأمر مرتبط بمغادرة بعض النجوم الذين كانوا سبباً مباشراً في التتويج بلقب "البريميرليغ"، وعدم القدرة على استثمار النجاح بشكل أفضل لناحية التمويل المالي والصفقات التي تُعزز وتطور قوة الفريق.

في المقابل، فإن نسبة نجاح الاستثمار الجديد في جيرونا وقدرته على الاستمرار بهذا المستوى تبدو أكثر واقعية حالياً، خصوصاً مع ارتباط النادي مباشرةً بمجموعة "سيتي"، التي تملك نادي مانشستر سيتي وعدة أندية أخرى. ويُساعد هذا الأمر في توفير قوة مالية أكبر تجعل اللاعبين أكثر تحفيزاً لتقديم كل شيء في الملعب، وأيضاً التعاقد مع لاعبين مميزين قادرين على تطوير النادي في السنوات القادمة، وهو ما سيجعل نموذج "الكتالوني" أفضل من نموذج ليستر، والذي ربما سيستمر لسنوات طويلة.