تُواصل ظاهرة العنف اجتياح ملاعب بطولة الدوري التونسي خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أصبح يمثل كابوساً حقيقياً للمشرفين على الرياضة في البلاد، تزامناً مع غياب الحلول التي من شأنها أن تساهم في الحد من الأزمات والمشاكل.
وبعد تسجيل عدد من الأزمات، سواء على مدرجات الملاعب أو من خلال الاشتباكات التي تحدث أحياناً بين لاعبي الفرق المتنافسة فيما بينها، شهدت الرياضة التونسية هذه المرة حادثة غريبة، تحديداً في رياضة كرة اليد، وذلك عندما تعرّض لاعب نادي النجم الساحلي نسيم بن خديجة للاعتداء بالعنف الشديد بعد نهاية تدريبات فريقه، وفقاً لما أظهرته صورة انتشرت بقوة على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
وأكد مصدر مقرب من اللاعب في حديث لـ"العربي الجديد"، الجمعة، أن نسيم دخل في خلاف مع أحد زملائه خلال التدريبات التي أقيمت في صالة الفريق في مدينة سوسة، وقد تبادل اللاعبان العبارات المسيئة أمام بقية اللاعبين والجهاز الفني، في ظل غياب شبه تام للمسؤولين، ورغم محاولات تهدئة الأجواء بين هذا الثنائي، فإن بن خديجة فوجئ بتعرضه للضرب من طرف بعض الأشخاص الذين انتظروا خروجه من القاعة، واعتدوا عليه بقوة، وهو ما سبب له ضرراً واضحاً على ملامح وجهه وجسده.
وبحسب نفس المصدر، فإن نسيم ذهب مباشرة إلى مركز الشرطة التونسية في مدينة سوسة، ورفع شكوى قضائية ضد المعتدين عليه، وكلّف محامياً خاصاً بمتابعة القضية، متهما زميله بأنه استعان بأصدقائه للحضور أمام الصالة والقيام بردة فعل تجاهه، وهي تهمة خطيرة ربما ستطرح العديد من التطورات القانونية في الأيام القليلة المقبلة.
وتعكس هذه الحادثة الوضع الصعب والحرج الذي يعيشه النجم الساحلي التونسي في كل الرياضات، بسبب ابتعاد رئيس النادي عثمان جنيح عن مهامه في الفترة الأخيرة بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، ووفقاً لذلك، فقد فريق كرة اليد إشعاعه هذا الموسم وأصبح هدفاً سهلاً لكل منافسيه، وتعرض إلى عدة خسارات جعلته يبتعد نهائياً عن حسابات التتويج بلقب بطولة الدوري التونسي لكرة اليد.