استمع إلى الملخص
- واجه تراوري صعوبات خارج الملعب، منها فضيحة تزوير مستندات تتعلق بعائلته، بالإضافة إلى إصابته بالملاريا التي أثرت على مشاركته مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا.
- عاد تراوري للتألق مع أوكسير، مسجلاً ستة أهداف وصانعًا هدفًا في ثماني مباريات، مما أعطى الفريق الأمل في المنافسة الأوروبية، مؤكدًا أن الإصرار والعمل الجاد يحققان المعجزات.
تُعدّ قصة اللاعب حامد تراوري (24 عاماً) واحدة من أكثر القصص المثيرة في عالم كرة القدم، إذ أن لاعب الوسط الهجومي الذي وُلد في ساحل العاج عام 2004، واجه كثيراً من الصعوبات والمشاكل، سواء داخل الملعب أو خارجه، لكنه اليوم يحقق تألقاً كبيراً في الدوري الفرنسي مع فريق أوكسير.
بدأ تراوري مسيرته الاحترافية في إيطاليا مع فريق ساسولو، وهناك لفت الأنظار بشدة بفضل موهبته الكبيرة وتعدد مهاراته، فتألق مع الفريق الإيطالي، خصوصاً تحت قيادة المدرب روبرتو دي زيربي، وكان من بين اللاعبين المميزين في صفوف ساسولو إلى جانب ديميتريوس بيراردي وجياكومو راسبادوري، وأدى تألقه إلى إنفاق فريق بورنموث الإنكليزي مبلغ 25 مليون يورو للتعاقد معه، لكن مسيرته في إنكلترا لم ترقَ إلى مستوى تطلعاته، بسبب فشله في التأقلم مع فريقه الجديد.
أمضى تراوري موسماً صعباً على سبيل الإعارة في نادي نابولي الإيطالي العام الماضي، إذ كانت الظروف غير مواتية تماماً في موسم كارثي لنادي الجنوب. إلا أن اللاعب الشاب لم ييأس، وواصل العمل على تحسين مستواه. لكن الصعوبات التي واجهها تراوري لم تنحصر داخل الملعب فقط، إذ كشفت صحيفة ماركا الإسبانية أنه في شهر فبراير/شباط 2021، تعرّض تراوري لفضيحة خارج المستطيل الأخضر تتعلق بتلاعبه في مستندات عائلية كانت تشير إلى أنه شقيق لاعب مانشستر يونايتد، أماد ديالو تراوري، ونتيجة لذلك أُدين بتهمة تزوير مستندات، وحُكم عليه بغرامة مالية في قضية أثرت كثيراً في سمعته.
واستمرت معاناة لاعب ساحل العاج بعدما أصيب بمرض الملاريا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، خلال معسكر تحضيري لمنتخب بلاده، ودخل اللاعب حينها إلى المستشفى للعلاج، ورغم عودته للتدريبات بعد ذلك إلا أنه أُبعد من تشكيلة منتخب الفيلة المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا مطلع العام الحالي، بسبب استمرار معاناته من آثار الملاريا.
وانتقل حامد تراوري إلى نادي أوكسير الفرنسي بنظام الإعارة، في خطوة جديدة نحو استعادة مستواه، إذ عاد للظهور بمستوى عالٍ هذا الموسم، وسجل فيه ستة أهداف وصنع هدفاً في آخر ثماني مباريات، مستغلاً مهاراته في المراوغة وسرعته وقوته البدنية في اللعب، ليقود أوكسير نحو تحقيق نتائج مميزة، ويمنح الفريق الأمل في المنافسة على إنهاء الموسم في أحد المقاعد المؤهلة إلى المنافسات الأوروبية.
ونجح حامد تراوري، بذلك، في تخطي كثير من الصعاب، فمن الاتهامات القانونية إلى معاناته من الإصابة بالملاريا في أواخر سنة 2023، عاد اليوم إلى سكة التألق في فرنسا، ليثبت تراوري أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يحققا المعجزات، رغم أن الكثير لا يزال أمامه ليقدمه في مسيرته.