على عكس أغلب التوقعات، سحق بروسيا دورتموند خصمه غلادباخ برباعية نظيفة، ليعيد أسود الفيستفاليين الذكريات الجميلة في السيجنال أيدونا بارك، بعد فترات طويلة من الأداء الهزيل والنتائج المتراجعة، التي تسببت في رحيل يورغن كلوب، ومجيء الشاب الطموح توماس توخيل، المدرب الطامح في صناعة شخصية متفردة لنفسه ولفريقه هذا العام.
عودة الأسود
بعيداً عن الإصابات والغيابات المستمرة لفريق كلوب، تعرض المدير الفني الغريب الأطوار لانتقادات فنية، بسبب الإصرار على طريقة لعب واحدة، وعدم تغيير خططه وفق ظروف فريقه وقدرات المنافسين، لذلك حفظ معظم الخصوم رسم 4-2-3-1 لدورتموند، وأصبحت هزيمة الفريق الأصفر أمر في غاية السهولة، بالنسبة للصغار قبل الكبار خلال الموسم الماضي.
يعترف توماس توخيل بأنه معجب كثيراً بشخصية أسطورة السلة مايكل جوردان، خصوصاً فيما يتعلق بعملية المحاولة المستمرة، والبحث عن الخطأ من أجل الوصول إلى صيغة قريبة من الكمال. يقول جوردان، "لقد أضعت أكثر من 9000 رمية في مسيرتي المهنية، وخسرت ما يقرب من 300 مباراة، وهناك 26 مرة كنت واثقاً من أنني سأحرز الرمية وأضعتها، لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي، وهذا هو السبب في نجاحي".
وبالعودة إلى افتتاحية البوندسليغا، فإن دورتموند تحول سريعاً إلى خطة 4-1-4-1، مع نسيان أسلوب "ثنائية المحور"، والرهان على لاعب الارتكاز الشاب جوليان فيجل، السلاح الذي أفاد بروسيا كثيراً أمام مونشن، بسبب لعب فريق لوسيان فافري بثنائي هجومي صريح، مما جعل توخيل يفكر في إعادة فيجل بضع خطوات للخلف، حتى يلعب دور المدافع الثالث، لصناعة الزيادة العددية أمام خط المرمى.
تمركز فيجل المثالي لم يساعد تكتيك فريقه فحسب، بل أيضاً تبادل المراكز بينه وبين المدافع مات هاملز، خيار ساهم في سهولة خروج الكرة من الخلف إلى الأمام، مع وجود خيارات عديدة للتمرير أمام حامل الكرة، ميخيتاريان ورويس على الأطراف، جاندوجان وكاجاوا في العمق، رباعي مهاري متحرك خلف السريع أوباميانغ، بداية أكثر من ممتازة للمدرب الشاب وفريقه الشجاع.
قمة البريمييرليغ
فاز مان سيتي على تشيلسي بثلاثة أهداف دون رد، في قمة تفوق خلالها بليغريني على عدوه مورينيو بكل سهولة ويسر، والسر يعود إلى طريقة لعب الفريقين، ولا يمت بصلة لعدد النجوم في كل جانب، لأن الأمر يتعلق ببطلي آخر نسختين من الدوري الإنجليزي الممتاز.
خلال الشوط الأول، سدد أغويرو 4 كرات على المرمى، مقابل صفر تسديدات لفريق تشيلسي ككل، إحصائية مخيفة جداً توضح كافة الفروقات الفنية في مباراة ملعب الاتحاد، لأن وسط السيتي تفوق بالقاضية على وسط تشيلسي، نتيجة التنوع الكبير في التركيبات الهجومية بين العمق والأطراف.
تشيلسي لا يضم رقم 10 صريحاً، البلجيكي هازارد أقرب لدور الجناح، وسيسك يعود كثيراً لمساندة ماتيتش في الارتكاز، بينما ويليان لا يمتاز باللمسة غير المتوقعة في المساحات الضيقة. أما المان سيتي فيمتاز بتحركات دافيد سليفا في وبين الخطوط، الإسباني نموذج حقيقي لصانع اللعب الحديث، الذي يتحرك بذكاء بين الأطراف والعمق خلف المهاجم الصريح.
طرفياً، راميريز من الصعب تصنيفه كجناح حقيقي، هو لاعب أقرب لدور الريشة المساندة، كذلك تحركات هازارد في العمق خلال أنصاف المسافات، على عكس فريق بليغريني، الذي يضم ثنائياً نارياً على الخط الجانبي، نافاس على اليمين وستيرلينغ على اليسار. لذلك إذا أردنا تحديد عوامل الأفضلية، سنضع فوراً أكثر من خط تحت جملة "اللعب العرضي وسره فائق المنفعة".
فتح الملعب عرضياً عن طريق الأجنحة أمر مهم لزيادة الخيارات الهجومية، وهذا ما يفتقده تشيلسي ويتفوق به سيتي، الذي يُشرك أكثر من جناح خلال كل مباراة، مقابل أسماء محدودة يستخدمها مورينيو، في ظل سياسة التهميش التي يعاني منها الكولومبي كوادرادو، الجناح الذي لعب فقط 26 دقيقة في أول مباراتين بالبريميرليغ، ورغم أن الموسم لا يزال في أوله، إلا أن "الاستثنائي" البرتغالي تنتظره تحديات قوية في قادم المواعيد.
لمتابعة الكاتب