تنوع حصاد الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم 2022، والتي سيُسدل الستار عليها الأحد، ما بين خسارة مغربية أولى وحلم البرونزية، ونهائي فرنسي–أرجنتيني في الليلة الكبيرة.
وشهد الدور نصف النهائي متعة كروية جديدة، وإثارة تثبت يوماً بعد يوم أن العالم يعيش على أنغام مونديال استثنائي، حافل بالأحداث الإيجابية والغربية، عبر مجموعة من الظواهر التي فرضت نفسها بقوة على مسرح الأحداث.
أولى ظواهر الدور نصف النهائي، أثارت الاهتمام، بعدما خاض المنتخب المغربي، تحت قيادة مديره الفني الكبير وليد الركراكي أول مباراة له في الدور نصف النهائي لبطولات كأس العالم، وكانت أمام فرنسا والتي خسرها بهدفين نظيفين، ولكنه حجز لنفسه مكاناً بين الأربعة الكبار، ونال الاحترام والتقدير، وشهد التاريخ بوصفه أول منتخب عربي وأفريقي ينال هذا الشرف، وهي أول خسارة بشكل عام لمنتخب" أسود الأطلس" بعد مشوار مثير في المونديال، وهو ما يحسب لهذا الجيل.
وشهد الدور نصف النهائي ظاهرة ثانية، تمثلت في منح العالم لنهائي تاريخي يجمع بين فرنسا والأرجنتين، بحثاً عن النجمة الثالثة، والتتويج لمرة ثالثة ببطولات كأس العالم، فالمنتخب الفرنسي توج مرتين من قبل بطلاً للمونديال عامي 1998، 2018، فيما توج منتخب الأرجنتين بطلاً للعالم عامي 1978، 1986، وكلاهما يتشابه في حصده أول لقب مونديالي في تاريخه على ملعبه ووسط أنصاره قبل الذهاب إلى نهائي قطري، لحسم الكأس الثالثة في تاريخ الفائز بينهما بالنهائي.
وثالث ظواهر الدور نصف النهائي لكأس العالم، هي ظاهرة صعود من خسر في الدور الأول من المنتخبات العربية، فالمنتخب الأرجنتيني فاز على كرواتيا بثلاثية نظيفة في لقاء مثير، ليحصد التأهل للمونديال وينعش آماله في التتويج، بعدما خسر في الدور الأول وفي أول لقاءاته أمام المنتخب السعودي بهدفين لهدف، الأمر نفسه بالنسبة إلى منتخب فرنسا الذي عبر المغرب بثنائية نظيفة، وله خسارة في الدور الأول خلال مجموعته أمام منتخب تونس بهدف مقابل لاشيء، وكلاهما وقتها، أي الأرجنتين وفرنسا، حسم صدارة مجموعته برصيد 6 نقاط.
وبات العالم بأسره يعيش حالياً حمى النهائي بين ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين ولاعبها التاريخي، وكيليان مبابي جوهرة فرنسا وكلاهما نجم لامع في تشكيلة باريس سان جيرمان الفرنسي، وكلاهما يتنافس على لقب هداف كأس العالم 2022، إذ سجل ميسي هدفاً في مرمى كرواتيا، وتألق بصورة لافتة، ليرفع رصيده إلى 5 أهداف، فيما صام مبابي عن التسجيل أمام المغرب، ليبقى رصيده 5 أهداف، وتصبح المباراة النهائية فرصة لكل منهما في حسم لقب هداف المونديال حال التسجيل في اللقاء.
ومن ظواهر الدور نصف النهائي الممتع والمثير، الكرة الهجومية التي تم تنفيذها من جانب المديرين الفنيين، لتكتب شهادة غزارة تهديفية في البطولة، حيث شهدت مباراتا فرنسا والمغرب من جهة والأرجنتين وكرواتيا من جهة ثانية، تسجيل 5 أهداف بمعدل تهديفي 2.5 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل تهديفي مرتفع، ويعبر عن سيطرة الكرة الهجومية بشكل لافت للنظر في المباريات، وسعي كل منتخب للحصول على التتويج.
ومن ظواهر الدور نصف النهائي أيضاً، تقديم لقاء مكرر بين منتخبي المغرب وكرواتيا على الميدالية البرونزية والمركز الثالث في كأس العالم، لينهي المغاربة والكرواتيون البطولة، مثلما كانت البداية، حينما لعبا معا وجهاً لوجه في افتتاح مباريات المجموعة السادسة، ووقتها تعادلا بدون أهداف بعد 90 دقيقة مثيرة، ويسعى، وليد الركراكي، مدرب المغرب وداليتش مدرب كرواتيا لنهاية سعيدة، بعد ضياع حلم التأهل إلى نهائي كأس العالم من خلال الفوز في اللقاء المقبل وحسم الميدالية البرونزية والتواجد على منصات شرف التتويج في المونديال.
وكانت المغرب نجحت في الدور الأول رغم تعادلها في أول مباراة مع كرواتيا في حسم صدارة المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط، على حساب كرواتيا التي حلت ثانية، وقدما معاً بتواجدهما في المربع الذهبي أقوى مجموعات الدور الأول في المونديال.