حفل افتتاح الألعاب الأولمبية.. أحداث راسخة من طوكيو إلى أثينا

26 يوليو 2024
حفل افتتاح أولمبياد 1964 في طوكيو كان استثنائياً (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **أولمبياد طوكيو 1964 وأتلانتا 1996 وسيدني 2000**: تميزت بحمل الشاب ساكاي يوشينوري الشعلة في طوكيو، ومحمد علي كلاي في أتلانتا، وكايتي فريمان في سيدني.
- **أولمبياد أثينا 2004 وبكين 2008**: أثينا شهدت عرضاً مستوحى من الحضارة اليونانية، بينما أبهرت بكين العالم بعرض فني متناسق شارك فيه مئات قارعي الطبول.
- **أولمبياد لندن 2012 وطوكيو 2020**: لندن تميزت بمشاركة "مستر بين" في عرض فكاهي، وطوكيو واجهت تحديات جائحة كورونا لكنها قدمت حفل افتتاح مميز.

تحمل حفلات افتتاح الألعاب الأولمبية في العادة مفاجآت مميزة، لحرص المنظمين على أن تكون كلّ نسخة أفضل من سابقتها، ويخلّد التاريخ نسخاً بقيت في الذاكرة لما حملته من قصص معبّرة، ولعل أشهرها ست حفلات، وذلك تزامناً مع افتتاح أولمبياد باريس 2024 اليوم الجمعة.

واحتضنت اليابان الألعاب الأولمبية، في دورة 1964، عبر حفل افتتاح متميز، حيث ذكّر المنظمون بما حدث بعدما منحوا الشاب ساكاي يوشينوري فرصة حمل الشعلة الأولمبية، وإعطاء ضربة انطلاقة المنافسة، وساكاي هو مواطن وُلد في السادس من أغسطس/ آب، أي في يوم إلقاء الولايات المتحدة الأميركية القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما، التي ولد فيها، وفقاً لما نشره موقع الألعاب الأولمبية، واجتمع الرياضيون على أرضية الميدان، وشكلوا معبر شرف له، وقاموا بتحيته باعتباره رمز الحياة في المدينة المدمرة.

وترك حفل افتتاح أولمبياد أتلانتا 1996 مشاهد مؤثرة بدوره، بعدما تقدم أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي نحو مشعل اللهب الأولمبي حاملاً معه الشعلة، وأثر مرض باركينسون ظاهر عليه، بعدما ارتعد جسده بشدة، فتعاطف معه الحاضرون، خاصة أنه كان أحد أعظم الرياضيين في حقبته، ليس فقط بسبب إنجازاته على حلبة الملاكمة، مع العلم أنه فاز بلقب بطل العالم في ثلاث مناسبات. واحتضن ملعب أستراليا الحفل الأولمبي بمناسبة ألعاب سيدني 2000، إذ تولت حينها العداءة كايتي فريمان مهمة إعطاء ضربة انطلاقة الألعاب الأولمبية وسط حضور جماهيري كبير، وما ميز الحفل هو سير نجمة سباق 400 متر فوق حوض مائي (خدعة بصرية)، وإشعالها النار في مسار يتجه محو مشعل اللهب، قبل أن يصعد المشعل متوجهاً إلى مكانه، في أعلى مدرجات الملعب الشهير.

وفي نسخة 2004 عادت الألعاب الأولمبية إلى موطنها في أثينا، وجرت إقامة حفل افتتاح مميز من تصميم الإيحائي اليوناني ديمترس بابايوانو، وعلى أثرها بدأت رحلة تصويرية لمشاهد من تاريخ البلاد بحضور أكثر من تسعة آلاف راقص، وكان الحفل بطبيعة الحال مستوحى من تاريخ الحضارة اليونانية والإغريقية القديمة، فظهرت مجسمات لآلهة اليونان القديمة، لتتبع ذلك حفلات غنائية مشاركة، وحينها دخلت كوريا تحت علم موحد في محاولة لتجسيد وحدة البلدين رغم الخلافات، في حين لقي وفد العراق تصفيقاً حاراً وكذلك وفد أفغانستان بعد انقطاعٍ طويل عن المشاركة، وأوقدت بعدها الشعلة الأولمبية بواسطة اللاعب اليوناني نيقولا كاكلاماناكيس بطل ركوب الأمواج باللوح الشراعي الحائز على أولمبياد 1996.

وفي النسخة التالية، أبهر الصينيون عشاق الألعاب الأولمبية عبر حفل افتتاح تاريخي عام 2008، وذلك بعدما اصطف المئات من قارعي الطبول وأدوا عرضاً فنياً غير عادي، بفضل التناسق الشديد في الأداء، وكذلك الغناء بصوت واحد، وهو ما لقي استحسان الحاضرين بملعب بكين. كما أوضحت قناة "فرانس 2" الفرنسية أن التحضير للحفل دام عدة أشهر، ونُقل على نطاق واسع عبر شاشات عملاقة انتشرت في شوارع العاصمة الصينية. وظهر الفنان البريطاني روان أتكينسون الشهير باسم "مستر بين" في حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012، عبر مشاركته في عزف أغنية ولعبه دوراً في أوركسترا يقودها العازف الشهير السير سيمون راتلي. ولم يخلُ العرض من لمسة الفكاهي الذي قام بحركات أثارت إعجاب الحضور، فصفقوا له مطولاً خلال العرض وبعده. وأولمبياد طوكيو 2020 ربما كان الأصعب لأنه تزامن مع جائحة كورونا التي تسببت في حصول تباعد اجتماعي بين الحاضرين.