أعاد سفيان البقالي إلى الأذهان تألق الرياضة المغربية في الألعاب الأولمبية في منافسات ألقاب القوى، بعد حصوله الاثنين على الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع وتألقه في السباق، إذ أظهر إصراراً كبيراً على انتزاع الميدالية الذهبية في العاصمة اليابانية طوكيو.
وأثبت ابن مدينة فاس المغربية أنّه النجم القادم لسباق 3000 متر، ذلك أن كل المحطات التي مرّ بها تثبت ذلك، خاصة أنّه يعتمد على المدرب الذي قاد هشام الكروج إلى التتويج الأولمبي قبل سنوات في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا عام 2004.
ويشارك البقالي في الألعاب الأولمبية للمرة الثانية بعد نسخة 2016 في البرازيل، وكان مرشحاً للحصول على إحدى الميداليات، خاصة أن المغرب عُرف بتميزه في هذا الاختصاص بعد الأبطال الذين كونهم في السنوات الماضية ورفعوا الراية المغربية.
ودخل البقالي (25 عاماً) المنافسات بثقة كبيرةٍ في النفس، بما أنّه حقق ثالث أفضل توقيت خلال سنة 2021 من بين كل المشاركين، وهو ما منحه دفعةً معنويةً كبيرة، وجعل كل المشاركين يراقبون خطته خلال السباق، خاصة أن رقمه الشخصي قبل الألعاب كان الثالث عالمياً.
ويملك البقالي خصالاً بدنية عديدة تجعله يتفوق على منافسيه من كينيا وإثيوبيا، ذلك أن طول قامته (1.91م) يجعله يسيطر على السباق بفضل طول الخطوات، وقد تمّت دراسة خصاله الجسدية من قبل معهد في مدينة مانشستر، وخلص إلى أن جسد البقالي هو الأنسب لهذا الاختصاص الرياضي.
وبعد حصوله على المركز الرابع في دورة ريو 2016، شرع البقالي في الإعداد لهذه المشاركة، بما أن أرقامه كانت تؤكد أنه قريب من الحصول على الميدالية الذهبية، وقد حملت سنة 2017 العديد من المعطيات التي تثبت أنّه سيفوز بالذهب في الأولمبياد، فقد حل ثانياً في ملتقى روما خلف بطل أولمبياد 2016، وبعد فترة قصيرة حسن رقمه الشخصي في ملتقى الرباط، قبل أن ينهي العام محرزاً المركز الثاني في بطولة العالم.
وأثبت البقالي أن العمل الذي يقوم به سيقوده إلى المجد الأولمبي، خلال ملتقى موناكو في 2018، حيث نزل للمرة الأولى تحت 8 دقائق في سباق 3000م، وكان هذا الرقم مؤشراً جديداً على أن المجهود الذي يقوم به سيعطي ثماره، خاصة بعد أن تفوق في أكثر من مرة على البطل العالمي، إضافةً إلى تميزه في آخر الملتقيات قبل بداية الألعاب.
ومنذ وصوله إلى العاصمة اليابانية طوكيو، قرّر العداء المغربي سفيان البقالي الابتعاد عن كل مواقع التواصل الاجتماعي، مركزاً فقط على المنافسات بهدف حصد الميدالية الذهبية، وقد أنصف السباق النهائي مجهوداته المتواصلة.