مع تقدم فيدرير في السن وبلوغه عامه السابع والثلاثين، وتصريحات نادال الدائمة بأنه لن يستمرّ في عالم التنس على غرار السويسري، تُشير التوقعات إلى أن النهاية باتت قريبة بالنسبة لهما، يبقى ديوكوفيتش اللاعب القادر فقط على متابعة التفوق والفوز بالبطولات، لكن الأمر قد لا يستمرّ طويلاً إذ يبلغ من العمر حالياً 31 عاماً، وقد لا يقدر على اللعب مثل فيدرير للسن عينها.
أما موراي فهو قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال بسبب الإصابات التي ألمّت به في الفترة الأخيرة، وقد تكون بطولة ويمبلدون المقبلة على الأراضي العشبية، الأخيرة له، مما يعني أن الساحة في السنوات القادمة ستكون مفتوحة لبعض اللاعبين الشباب للظهور وحصد البطولات الكبرى وكذلك تصدر تصنيف التنس العالمي للمحترفين.
في هذه الحلقة الأولى، سنتحدث عن لاعبَين فقط، يتمركزان حالياً ضمن العشرة الأوائل، هما الألماني ألكسندر زفيريف واليوناني ستيفانوس تسيتيباس، فيما ستكون الحلقة الثانية عن ثلاثة لاعبين قادرين على الوصول إلى القمة، هم الروسي كارن خاشانوف والكرواتي بورنا كوريتش والكندي دينيس شابوفالوف.
ألكسندر زفيريف
يُعتبر اللاعب الألماني واحداً من ألمع الأسماء الشابة في عالم التنس حالياً، ويحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي خلف نادال وديوكوفيتش. وُلد الشاب الألماني صاحب الـ21 عاماً عام 1997، لم يكن احترافه للتنس محض صدفة، إذ جاء من عائلة أحبت هذه الرياضة لسنواتٍ طويلة، فوالده لاعب تنس سوفييتي سابق حقق بعض الألقاب في مسيرته، وكان أفضل ترتيب له 307 عالمياً، وعمل بعدها مدرباً لابنه، فيما مارست الوالدة إيرينا زفيريفا أيضاً التنس، بينما يعرف الجميع شقيقه ميشا صاحب الـ30 عاماً.
تطور زفيريف من عام لآخر، وهو يؤكد للجميع أنه قادرٌ على خطف الصدارة والألقاب مستقبلاً، فكان يوماً المصنف الأول لدى اللاعبين الناشئين بين فترة 2013-2014 بفوزه في 96، قد ينجح في التفوق على بقية خصومه.
كان زفيريف في عام 2012 في المرتبة 1163 على صعيد التنس العالمي، في العام الذي تلاه تقدم للمركز 699، أما في عام 2014 فقد قفز للمركز 137، ليدخل عام 2015 قائمة المصنفين المئة الأوائل (83 عالمياً)، وفي سنة 2016 وصل إلى المركز 24، فيما بات بين العشرة الأوائل في عام 2017 واليوم يحتل المركز الثالث.
يقال إن زفيريف يجمع العديد من الصفات المتوفرة في الثلاثي نادال وفيدرير وديوكوفيتش، فهو قادرٌ على اللعب والتألق على الملاعب الترابية كالإسباني، ومميز كذلك على الأراضي الصلبة مثل الصربي ومقاتل شرس على الأراضي العشبية على غرار السويسري.
النقطة الأهم في شخصية زفيريف هي تميزه بالروح القتالية العالية، إضافة للإرسالات القوية التي قد تصل سرعتها إلى 130 كيلومتراً في الساعة، فيما يتمتع اللاعب الألماني بشخصية البطل والثقة بالنفس، إضافة إلى المهارة والذكاء حين يتقدم إلى الأمام نحو الشبكة.
ستيفانوس تسيتيباس
لاعبٌ يوناني شاب، ولد يوم 12 أغسطس/ آب 1998 في أثينا، والده يوناني وأمه روسية، كلاهما مارس رياضة التنس، إذ احتلت الوالدة في صغرها المرتبة الأولى في فئتها العمرية قبل أن تحترف اللعبة وتصل إلى المركز الـ200.
عمل والدا تسيتيباس في التدريب، وهذا الأمر ترك أثراً عليه مباشرة وعلى أشقائه الثلاثة الأصغر سناً، بيتروس وبافلوس وإليزابيث، الذين دخلوا المجال عينه أيضاً.
بسبب هذه الخلفية أحب تسيتيباس التنس كثيراً، حتى أنه يروي في إحدى المناسبات جلوسه ومشاهدة مباراة من دون أن يعرف هوية المتنافسين، على غرار ما يحصل مع أي طفل حين يُشاهد مباراة كرة قدم مثلاً.
في صغره شارك تسيتيباس في مباريات لكرة القدم والسباحة، لكنه استيقظ في إحدى المناسبات منتصف الليل، حين كان في التاسعة من عمره وقال لوالده: "أبي يجب أن أقول لك شيئاً، أريد أن أصبح لاعب تنس، أنا أحب المنافسة والتحدي".
درس الوالد التنس في الجامعة كي يُفيد أولاده، ويساعد ابنه تسيتيباس، وهذا بالفعل ساهم في تقدمه سريعاً.
يمتاز تسيتيباس بالنزعة الهجومية حين يكون على الخط، ضرباته قوية، لكن التسديدة الخلفية بيد واحدة تُعد إحدى ميزاته التي نادراً ما يمتلكها لاعبو التنس، على غرار قدوته في هذه الرياضة فيدرير، كما أنه يُحب اللعب على الأراضي العشبية ولديه قوة كبيرة على التراب بفضل نشأته في اليونان.
وكان اللاعبان البريطانيان السابقان، غريغ روسدسكي وأنابيل كروفت قد أثنيا عليه بالقول: "يُذكرني قليلاً ببيورن بورغ. إنه يفعل كل الأشياء الصحيحة، إنه مذهل كلاعب تنس، مثير للغاية بفضل الهدوء الذي يتمتع به، عندما يقع في الأزمات، يمتاز بالتنافسية التي يتسم بها أندي موراي، لكنه أيضاً يتمتع بالهدوء الذي يذكرني بفيدرير".
يحتلُ اللاعب اليوناني المركز العاشر عالمياً اليوم، وهو أفضل إنجاز له في عالم التنس، على الرغم من أنه لم يتجاوز عامه العشرين، وسيبقى الجميع يذكر ما حصل في عام 2015 حين هزم 3 من المصنفين العشرين الأوائل بينهم دومينيك تيم، مما أدخله قائمة اللاعبين الـ50 الأوائل عالمياً، ليُصبح ثاني يوناني يصل إلى هذا الشرف بعد نيك كالوغيروبولوس سنة 1973، قبل أن يتقدم في عام 2019 للمركز الثاني عشر ثم ما وصل إليه حالياً.