استمع إلى الملخص
- تميزت بصمة دي لافوينتي خلال البطولة بأداء قوي، حيث انتصر المنتخب الإسباني في جميع المباريات، متجاوزاً فرقاً قوية مثل إيطاليا، كرواتيا، ألمانيا، وفرنسا، وسجل 15 هدفاً.
- اعتمد دي لافوينتي على القوة الجماعية ومنح الفرصة للمواهب الشابة، مما ساهم في تحقيق نجاحات كبيرة، وأثبت جدارته بقيادة المنتخب الإسباني.
قاد المدرب الإسباني لويس دي لافوينتي (63 عاماً) منتخب بلاده إلى التتويج ببطولة أوروبا، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد انتصاره على المنتخب الإنكليزي بنتيجة (2ـ1) في النهائي، الذي أقيم في ألمانيا، لتنفرد إسبانيا بالرقم القياسي في عدد التتويجات بالبطولة، ويؤكد المدير الفني المخضرم أنه استحق ثقة الاتحاد الإسباني، الذي منحه فرصة قيادة المنتخب الأول.
وظهرت بصمة المدرب دي لافوينتي خلال البطولة بشكل واضح من حيث الأرقام أو الأداء، إذ إن المنتخب الإسباني انتصر في كل المباريات، متجاوزاً منافسيه من أعلى مستوى، مثل إيطاليا وكرواتيا في الدور الأول، ثم منظم البطولة، منتخب ألمانيا، وبطل العالم 2018، فرنسا في نصف النهائي، قبل الفوز على إنكلترا، وصيف النسخة الماضية، في النهائي، مسجلاً 15 هدفاً خلال البطولة في رقم قياسي جديد.
وأثبت دي لافوينتي أنه مدرب يصطاد الألقاب، فقد قاد إسبانيا إلى التتويج بدوري الأمم، في الصيف الماضي، وبعد عام تُوّج ببطولة أمم أوروبا، ما مكّن منتخب إسبانيا من طيّ صفحة مشاركته في كأس العالم 2022، عندما ودّع البطولة منذ ثمن النهائي، بعد عروض مخيّبة في مختلف المباريات قادت إلى رحيل لويس إنريكي، ولكن الوضع اختلف في "يورو 2024"، إذ كان المنتخب الإسباني الأفضل منذ المباريات الأولى، وقدم عروضاً مقنعة وممتعة في الوقت نفسه.
وما يُحسب للمدرب الإسباني، أنه راهن خلال هذه البطولة على القوة الجماعية، دون التفكير في الأسماء المعروفة، إذ ضمّت القائمة أربعة لاعبين من ريال سوسيداد، كما أنه منح الثقة إلى ألفارو مورتا، ولم يتردد في اختيار لامين يامال ونيكو ويليامز في قيادة الهجوم، رغم نقص الخبرة لديهما، إضافة إلى أن معظم التعديلات التي قام بها أعطت الإضافة، وذلك لتعويض الأسماء التي تعرّضت للإصابة، مثل داني أولمو، الذي أحسن تعويض بيدري، كما أن إسبانيا خاضت مواجهة فرنسا دون عناصر مؤثرة، ولكنها حققت الانتصار عن جدارة بعد عرض قوي.
ويُمكن اعتبار اعتماد الاتحاد الإسباني على دي لافوينتي مدرباً للمنتخب الأول منعرجاً مهماً في مسيرة "لاروخا"، لأن هذا المدرب حقق نجاحات كبيرة مع منتخبات الشبان. ففي عام 2015 فاز بأمم أوروبا لأقل من 19 عاماً، وتُوج ببطولة أوروبا لأقل من 21 عاماً عام 2019، ولم يتردد في إتاحة الفرصة أمام المواهب الشابة ومساعدتها في هذه البطولة، ما يُعطي المنتخب الإسباني الإمكانية لبسط سيطرته على المسابقات الكبرى، خلال السنوات المقبلة.