رياضيون ضحايا نظام الأسد.. قصص اعتقالات وتعذيب وممارسات وحشية

11 ديسمبر 2024
الساروت إلى جانب رياضيين سوريين قضوا على يد نظام الأسد (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استغل نظام بشار الأسد الرياضة لتلميع صورته وقمع الرياضيين المعارضين، حيث تعرض العديد منهم للانتهاكات والاعتقالات، مثل جهاد قصاب وعبد الباسط الساروت، مما جعلهم رموزاً للنضال من أجل الحرية.

- منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، فقدت البلاد العديد من الرياضيين بسبب القمع الوحشي، مثل محمود قطيش الجوابرة ويمان عدنان إبراهيم وغياث مطر، مما يعكس تضحيات الرياضيين للحرية.

- استمرت الخسائر بين الرياضيين بسبب القصف والاعتقالات، مثل أحمد هاشم سويدان وإياد قويدر ومحمد فخري، مما يبرز وحشية النظام وتأثيرها المدمر على الرياضة والمجتمع السوري.

كانت الرياضة في سورية من أكثر القطاعات التي حاول نظام بشار الأسد (الفارّ إلى روسيا)، قبل سقوطه على يد المعارضة في سورية، استغلالها لتلميع صورته، إذ حاول لسنوات كمّ أفواه وحريات الرياضيين، من خلال الانتهاكات العنيفة التي كانت تمارسها قواته لإرهابهم وثنيهم عن الوقوف ضده. رغم كلّ تلك الممارسات رفض الكثير من الرياضيين السكوت، وحاولوا النضال من أجل الحصول على حريتهم وحرية شعبهم.

وفقدت سورية الكثير من الرياضيين منذ اندلاع الثورة عام 2011، وأولهم كان لاعب نادي الشعلة، محمود قطيش الجوابرة، الذي قضى على يد قوات الأمن في مدينة درعا يوم 18 مارس/آذار من تلك السنة، بحسب تقريرٍ نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في عام 2017.

في الحقيقة، قد يكون من الصعب أو من شبه المستحيل إحصاء الأشخاص الذين عانوا وحشية نظام بشار الأسد منذ اندلاع الثورة حتى تحرر سورية في عام 2024، لكننا سنحاول من خلال هذا التقرير الإضاءة على أبرزهم، بعد إعادة تحديث ما نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان. ونبدأ مع جهاد قصاب، لاعب كرة القدم السابق، والذي كان معروفاً على الساحة المحلية والعربية، إذ لعب مع نادي الكرامة وفي الدوري اللبناني وكذلك في فريق عجمان الإماراتي، فارق الحياة داخل سجن صيدنايا، يوم 29 سبتمبر/أيلول 2016، بعدما اعتقل أثناء مروره في إحدى نقاط التفتيش بمدينة حمص بتاريخ 19 أغسطس/آب 2014، مع العلم أنّه تعرّض لتعذيب شديد على يد سجاني النظام.

وفي الأيام الماضية، رفع علم الثورة السورية إلى جانب صور للحارس السابق، عبد الباسط ممدوح الساروت، والذي رحل عن الحياة يوم الثامن من يونيو/حزيران عام 2019، بعد إصابته في اشتباكات مع قوات نظام الأسد في شمال غرب سورية، وهو الذي يحظى بمكانة في قلوب شريحة كبيرة من السوريين، إذ أطلق عليه لقب "منشد الثورة"، وعلى أثرها تفاعل نادي الكرامة، الأحد، مع الأحداث بوضع صورة للساروت على "فيسبوك" كتب عليها: "نسر الحرية والكرامة يحلّق".

كان عام 2011 شاهداً على الكثير من المجازر، حين حاول نظام بشار الأسد قمع الاحتجاجات السلمية، ففارق يمان عدنان إبراهيم الحياة عن عمر 16 عاماً، برصاصة خلال خروجه في إحدى المظاهرات بمنطقة الحجر الأسود جنوب مدينة دمشق، أما اللاعب عبد الباسط خالد الخالد، فقد توفي مع شقيقه، أثناء عودته من حصّة تدريب كرة قدم مع نادي الكرامة، بعدما أطلق على سيارته النار في حي بابا عمرو بمدينة حمص، كما نذكر غياث مطر (لاعب فنون قتالية وكمال أجسام)، الذي تسلّمت عائلته جثمانه، بعد عمليات تعذيب واضحة (اقتلاع حنجرته)، إثر اعتقاله مع صديقه في تلك السنة، التي بالمناسبة شهدت أيضاً وفاة مدرب كرة اليد في نادي الكرامة عدنان سليمان قبجي، بعد إصابته في خاصرته أمام منزله في حي الخضر.

وخسرت الرياضة السورية عدداً من الرياضيين في عام 2012، بسبب وحشية القصف الذي كان يتعرّض له المدنيون، إذ توفي لاعب أندية الكرامة والوحدة والجزيرة، أحمد هاشم سويدان، وهو من أبناء مدينة حمص عن عمر يناهز الـ26، إثر قذيفة هاون استهدفت حي جورة الشياح، أما حمزة عرش، فقد فارق الحياة إثر إصابته برصاصة قناص لقوات النظام في حي الخالدية بحمص، وكان اسماً مميزاً في رياضة الكيك بوكسينع مع نادي شبيبة حمص (حائز على بطولة الجمهورية).

ننتقل بعدها إلى إياد قويدر، لاعب كرة نادي الوحدة، ومن أبناء حي كفرسوسة في مدينة دمشق من مواليد عام 1991، توفي على يد قوات الأمن السوري داخل الفرع 215 عام 2013، بعدما اعتقل في 16 يناير/كانون الثاني 2012، وتعرّف ذووه على صورته من خلال صور ضحايا التعذيب التي التقطت بواسطة تسريبات قيصر.

وتطول القائمة، ونذكر هنا لاعب كرة اليد في نادي الشعلة، محمد صالح الطعاني، الذي توفي عام 2014 في الأردن متأثراً بجراحه، إثر إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً أثناء تصويره القصف لحي العباسية بمدينة درعا، بعدما اتجه للعمل مصوراً تلفزيونياً، أما أحمد زكريا الحاج (لاعب نادي سراقب) فقد فارق الحياة بسبب قذيفة في ريف محافظة إدلب عام 2012، فيما قضى أحمد هيثم ريبا (لاعب سلة) في السنة نفسها في ريف دمشق بقرية الهامة إثر إصابته برصاصة، بينما فقدت رياضة رمي الكرة الحديدية بطلها فياض بدر الحامد العاقل أبازيد إثر إصابته في مظاهرة سلمية بمدينة درعا أيضاً في نفس السنة.

وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، هناك العديد من الأسماء التي فقدت أرواحها بسبب وحشية نظام الأسد. ونذكر هنا، لاعب نادي النواعير لكرة القدم، محمد فخري، وهو من أبناء حي الجلاء بمدينة حماة (1990-2015)، الذي توفي بسبب التعذيب في سجن صيدنايا بعدما اعتُقل يوم الأربعاء السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2013، لحظة مروره من نقطة تفتيش في حي المحطة، أما رياضة كرة الطاولة، فقد خسرت في عام 2016 المدرب والحكم، مخلص خريبان، من أبناء مدينة كفر تخاريم في محافظة إدلب، من جراء قصف طيران لحي المعلمين. هناك الكثير من القصص التي من الواجب أن تأخذ حقها ويُسلّط الضوء عليها مع مرور الأيام.

المساهمون