استمع إلى الملخص
- تعاني تشكيلة الفريق من غيابات مؤثرة مثل تير شتيغين وأنسو فاتي، وضعف دكة البدلاء، بالإضافة إلى الأخطاء التحكيمية التي حرمت الفريق من ركلتي جزاء.
- يحتاج برشلونة إلى تدعيم صفوفه بصفقات جديدة في مراكز حيوية، ويستعد للمنافسة على لقب السوبر الإسباني في السعودية لاستعادة الهيبة واللقب.
واصل برشلونة نزيف النقاط في مباريات تعد سهلة ومضمونة، بعد افتقاده التركيز، وإهدار الفرص، وتكرار الأخطاء الدفاعية، وعدم احترام المنافس، وآخر الهزائم كانت بالأمس أمام فريق ليغانيس، الصاعد حديثاً لـ"الليغا"، وذلك في إطار الجولة الـ18 من الدوري الإسباني لكرة القدم، بنتيجة 0-1، وهي الهزيمة الرابعة هذا الموسم، والثانية بملعبه على التوالي، إذ كانت الأولى أمام لاس بالماس، وهذان الفريقان يقبعان في مؤخرة الجدول، بالمركزين الرابع عشر والخامس عشر، وأصبحت صدارة البرسا مهددة، بعد فوز أتلتيكو مدريد علي خيتافي 1-0، وحلوله ثانياً بـ38 نقطة، وهو رصيد برشلونة نفسه، إلا أن "الروخيبلانكوس" له لقاء مؤجل، ويلتقي "البلاوغرانا" في الجولة المقبلة. ولم يستفد برشلونة من تعادل حامل اللقب، ريال مدريد، الذي يحتل المركز الثالث بـ37 نقطة، أمام رايو فايكانو 3-3، وسيصطدم الملكي بأشبيلية، في الجولة المقبلة، ولديه لقاءات مؤجلة كذلك. وقدم البرسا أداءً مخيباً للآمال، إذ تقدم ليغانيس بهدف في الدقيقة الرابعة، عبر سيرخيو غونزاليس، وفشل الفريق الكتالوني في التسجيل بعد 778 تمريرة خلال اللقاء، وهي النسبة الأعلى بالدوري الموسم الحالي، وصنع 20 محاولة، بينها أربع فقط على المرمى.
ويعد برشلونة فريق المتناقضات والغرائب، فقد أسعد جماهيره بفوز مذهل على ريال مدريد برباعية نظيفة في "الليغا"، ثم انتزع انتصاراً قوياً من بايرن ميونيخ 4-1 في إسبانيا، وتغلب على بوروسيا دورتموند 3-2 في ملعبه، بدوري الأبطال، ويحتل الفريق المركز الثاني خلف ليفربول الإنكليزي في المسابقة الأوروبية، برصيد 15 نقطة جمعها بعد خمسة انتصارات متتالية، وهزيمة في الجولة الأولى أمام موناكو الفرنسي، إلا أنه في "الليغا" حقق خمس نقاط في آخر ست مباريات، إذ أحرز فوزاً وحيداً على ريال مايوركا، بينما تعادل مع سيلتا فيغو وريال بيتيس، وتعرض لخسائر متتالية أمام ريال سوسيداد (0-1)، ولاس بالماس (1-2)، وأخيراً ليغانيس (0-1).
ويواجه برشلونة، تحت قيادة المدير الفني الألماني، هانسي فليك، الكثير من التحديات هذا الموسم، إذ يثار الكثير من التساؤلات والاتهامات حول عدم قدرته على قيادة الفريق لتحقيق الانتصارات في المباريات السهلة أمام الفرق الصغيرة، والتي يعاني فيها الفريق حالة من الاسترخاء الزائد يصل أحياناً إلى حد الاستهتار، مما يؤدي إلى أخطاء قاتلة على مستوى الرقابة والتمركز، والأخطاء في التغطية الدفاعية، خاصة من كوندي وبالدي، بالإضافة لقلة خبرة كوبارسي، كما تزداد الثغرات في مصيدة التسلل، التي نجح المنافسون بكسرها والتسجيل في مرمى البرسا.
أما الهجوم، فرغم أن الفريق سجل 40 هدفاً في أول 12 مباراة بمعدل 3.3 أهداف لكل مباراة، فإن الأداء الهجومي تراجع على نحو ملحوظ في آخر ست مباريات بتسجيل عشرة أهداف فقط، بمعدل 1.66 هدف، بجانب إهدار الفرص، والتعويل على عرضيات غالباً ما تصطدم بدفاعات المنافسين، مما يزيد من حدة المشكلة، كما أن سياسة التدوير غير موجودة، ما يعرض اللاعبين الأساسيين، مثل ليفاندوفسكي ورافينيا، للإجهاد المستمر، بسبب كثرة المباريات.
وكانت الغيابات من أبرز العوامل، التي أثرت سلباً على أداء الفريق، إذ افتقد برشلونة خدمات لاعبين مؤثرين، مثل الحارس تير شتيغين وأندرياس كريستنسن، وأنسو فاتي. حتى بعد عودة المصابين، يواجه اللاعبون صعوبة في استعادة مستواهم بعد التعافي، كما حدث مع جافي وفرينكي دي يونغ وداني أولمو. ورغم ذلك، تبقى دكة البدلاء بعيدة عن مستوى الأساسيين، ما يزيد من صعوبة التعامل مع المباريات. وأثر غياب النجم الشاب، لامين يامال كثيراً على الفريق، إذ فقد برشلونة نقاطاً ثمينة في ظل غيابه أمام ريال سوسيداد (0-1)، سيلتا فيغو (2-2)، وأوساسونا (2-4). كما أن الأخطاء التحكيمية حرمت الفريق من ركلتي جزاء، في مباراتي ريال سوسيداد وريال بيتيس.
ويبدو برشلونة بحاجة ملحة لتدعيم صفوفه بصفقات جديدة، في عدة مراكز حيوية، مثل الظهيرين وقلب الدفاع ومركز الارتكاز في الوسط، وأهم من ذلك، مهاجم صريح يخفف العبء عن البولندي روبرت ليفاندوفسكي (36 عاماً) ويمنح الفريق الإضافة التي يحتاجها، للمنافسة على الألقاب محلياً وقارياً. ويستعد الفريق للمنافسة على لقب السوبر الإسباني في السعودية، إذ سيواجه أتلتيك بلباو في نصف النهائي، يوم الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل بمدينة جدة، ثم يلتقي الفائز من ريال مدريد وريال مايوركا، إذا صعد للنهائي، ويسعى البرسا إلى الثأر من خسارته الثقيلة في الموسم الماضي أمام ريال مدريد (1-4) في نهائي السوبر، ويطمح لاستعادة الهيبة واللقب.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن لبرشلونة أن يواصل منافسته على "الليغا" وكأس الملك والسوبر الإسباني، ودوري الأبطال؟ والإجابة تتطلب العودة السريعة إلى طريق الانتصارات في الدوري، وعدم التفريط في النقاط أمام الفرق الصغيرة. وقد بدأت جماهير برشلونة تدخل في دائرة الشك، وفقدان الثقة بقدرات الفريق تحت قيادة المدرب الألماني، هانسي فليك، رغم أن الفريق حقق 17 فوزاً وتعادلين ومُني بست هزائم، من 25 مباراة خاضها معه، ويتطلب الموقف الحالي وقفة عاجلة من إدارة النادي بقيادة الرئيس خوان لابورتا لتدعيم الفريق واستعادة التوازن، فبرشلونة بحاجة إلى إحياء آماله في الألقاب وإسعاد جماهيره وعشاقه، الذين ينتظرون رؤية العملاق الكتالوني يعود إلى القمة.