استمع إلى الملخص
- **أبرز الانتقالات في الأندية الأوروبية**: انتقال مبابي مجاناً إلى ريال مدريد، برشلونة ضم داني أولمو، وأتلتيكو مدريد كان الأكثر إنفاقاً. في البريمييرليغ، أرسنال ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد قاموا بصفقات محدودة.
- **توجهات الأندية الفرنسية والسعودية**: باريس سان جيرمان اعتمد على المواهب الشابة، بينما تراجع الاستقطاب في السعودية مع صفقات بسيطة وانتقالات داخلية.
لم يشهد سوق انتقالات صيف 2024 هذا العام صفقات ثقيلة ومثيرة على غرار سنوات ماضية بلغت فيها الأموال المدفوعة من أجل استقطاب النجوم والمواهب أرقاماً قياسية، وذلك لأسباب فنية وأخرى مالية، تتعلق بنقص الموارد المالية وعدم قدرة الأندية الأوروبية على مواجهة المدّ السعودي الذي استقطب عشرات النجوم على مدى الموسمين الماضيين، وتوجه باريس سان جيرمان الفرنسي نحو سياسة التشبيب واستقطاب المواهب، وكذلك تخوف بعض الأندية من التجاوزات المالية المرتبطة بقانون اللعب النظيف، ما دفع العديد منها إلى الاحتفاظ بلاعبيها.
وحتى إنّ انتقال الدولي الفرنسي كيليان مبابي، من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد الإسباني في سوق انتقالات هذا الصيف، كان مجانياً بعد نهاية عقد اللاعب، ومن ثم لن ينفق الريال في الميركاتو الحالي سوى 47 مليون يورو، من أجل استقدام مهاجم بالميراس البرازيلي إندريك، في حين اكتفى نادي برشلونة، الذي يعاني أزمة مالية، بضم الدولي الإسباني داني أولمو، لاعب لايبزيغ الألماني مقابل 55 مليون يورو، في وقت كان فيه أتلتيكو مدريد أكثر نادٍ أوروبي إنفاقاً، من خلال استقدام الأرجنتيني خوليان ألفاريز، من مانشستر سيتي مقابل 75 مليون يورو، ومدافع ريال سوسييداد الدولي الإسباني روبن لونورماند، الذي دفع من أجله 34 مليون يورو، وأنفق لأجل لاعب فياريال النرويجي ألكسندر سورلوث، 32 مليون يورو.
البريمييرليغ الذي كان في فترة سابقة، أكثر الدوريات الأوروبية استقطاباً وإنفاقاً، لم يكن كذلك هذا الصيف، فنادي ليفربول لم يسجل أي صفقة استقدام، رغم مجيء المدرب الهولندي أرني سلوت، وحاجة الفريق إلى نفس جديد، لكن يبدو أن احتفاظه بالمصري محمد صلاح، كان كافياً ولم يضطر إلى دخول السوق لأجل تعويضه، بينما اكتفى أرسنال باستقدام المدافع الإيطالي ريكاردو كالافيوري، مقابل 45 مليون يورو، واكتفى مانشستر سيتي بضم البرازيلي سافيو، في حين فضل مانشستر يونايتد تدعيم دفاعه بالثنائي الهولندي ماتياس دي ليخت والدولي المغربي نصير مزراوي، بينما اكتفت أندية إنكليزية أخرى بصفقات بيع وشراء بسيطة حافظت بها على تشكيلاتها وتوازنها المالي.
في فرنسا لم يصنع باريس سان جيرمان الحدث، كما جرت العادة على مدى عشر سنوات، استقطب فيها كبار نجوم العالم، في إطار سياسته التسويقية التي سمحت له ببسط سيطرته على الكرة الفرنسية، لكنها لم تمكنه من تحقيق الغاية الكبرى، وهي الفوز بدوري أبطال أوروبا رغم بلوغه النهائي مرة واحدة ونصف النهائي ثلاث مرات، حيث فضّل هذه المرة، الاعتماد على شبانه والموهوبين من اللاعبين الفرنسيين والأجانب، ومع ذلك أنفق 110 ملايين يورو من أجل استقدام البرتغالي جواو نيفيز من بنفيكا، والفرنسي الواعد ديزيري دوي، من نادي رين الفرنسي، أملاً في الاحتفاظ بتوازنه الفني والمالي بعد رحيل مبابي مجاناً إلى ريال مدريد.
يحدث هذا رغم تراجع الاستقطاب السعودي هذا الموسم، حيث فضّل صندوق الاستثمار الاكتفاء بصفقات بسيطة وانتقالات داخلية بين الأندية السعودية، رغم المحاولات المستمرة للتعاقد مع محمد صلاح والبلجيكي كيفن دي بروين والإنكليزي كايل واكر، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية التي تأثرت كثيراً بالأزمات المالية للعديد من الأندية، وتحفّظ أندية أخرى لأسباب فنية وأخرى تتعلق بقانون اللعب النظيف، إضافة إلى نقص المواهب والنجوم الذين يسيلون لعاب المدربين والمسيرين والجماهير على حد سواء.
عندما تنتهي فترة سوق انتقالات صيف 2024، سيكتشف العالم أرقاماً ضئيلة لم يسبق لها مثيل في مستوى الإنفاق، منذ بداية الألفية، لأسباب صارت معلومة، ما يقودنا إلى تصوّر تداعيات إيجابية وسلبية يكون لها تأثير مباشر على مستوى الأندية، تؤدي في نهاية المطاف إلى استمرار سيطرة مانشستر سيتي وريال مدريد وإنتر ميلانو وبايرن ميونخ والباريسي على الدوريات المحلية والمسابقات الأوروبية.