يطمح سام شميت، ومنذ سن الخامسة، أن يكون أحد أبطال سلسلة سباقات إندي كار للسيارات، قبل أن ينجح في الوصول لذلك، عندما فاز بسباق إندي 500 في لاس فيغاس عام 1999.
لكن بعد أشهر قليلة، وتحديدا في 6 من يناير/ كانون الثاني عام 2000، تعرض شميت لحادث خطير خلال التدريب في مضمار بأورلاندو، تسبب له بإصابة بالغة في الحبل الشوكي، ليؤكد له الأطباء أنه سيظل على الأرجح على جهاز التنفس الصناعي بقية حياته.
وبعد أن استطاع تجاوز جزء من أزمته، بالاستغناء عن جهاز التنفس خلال ستة أسابيع، لكن حالة شلل رباعي التي عانى منها، جعلته عاجزا عن الحركة من العنق حتى أخمص القدمين.
ورغم تبدد إمكانية المشاركة في السباقات من جديد، أسس مؤسسة "شميت بيترسون موتورسبورتس" في 2001، وفاز فريقه المعروف باسم "أرو مكلارين إس.بي" في 12 سباقا من سباقات إندي كار.
شغف شميت الشديد للمشاركة في السباقات، دفعه لبدء مشروع، يتمثل في صنع سيارة سباق يمكنه قيادتها رغم عجزه، بدأ بها منذ عام 2013 رفقة مجموعة من المهندسين من شركة التكنولوجيا "أرو إلكترونيكس".
وقال شميت في تصريحات لوكالة (رويترز): "طرحت أرو فكرة صناعة سيارة يمكن لشخص لا يستطيع استعمال ذراعيه وساقيه أن يقودها. وكانت تجربة مذهلة".
وأضاف "ما لم أتوقعه هو هذا الشعور الطاغي بأن الأمر عادي لأنني كنت مسيطرا على الوضع. وحتى هذا المنعطف في حياتي حرفيا لم أكن مسيطرا فعلا على الكثير. كنت أحتاج المساعدة في كل شيء. ولذا فإن كوني أتولى توجيهها واستخدم المكابح ودواسة البنزين وأنطلق بالسرعة التي أريدها فهذا رائع".
وبعدها، وتحديدا في الثامن من يوليو/ تموز الماضي، خرجت النسخة المحدثة من سيارة سام، من طراز "شيفروليه كورفيت سي.8 ستينغراي" بثمانية صمامات إلى مضمار السباقات.
ويتولى شميت توجيه السيارة عن طريق قبعة ونظارة شمسية مزودتان بحساسات، تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وتتابعهما كاميرات بالأشعة تحت الحمراء مثبتة على اللوحة الرئيسية في مقدمة السيارة لرصد حركات رأسه، ولزيادة السرعة أو استخدام المكابح، يستخدم شميت أنفاسه بالشهيق والزفير من خلال حساس يعمل بالضغط.
ورغم وجود سائق مساعد بجوار شميت، لتولي السيطرة في أي حالة طارئة، فقد استطاع الأول، الانطلاق في عدد من مضامير السباق بالولايات المتحدة والآن في مضمار جودوود بإنكلترا، في إطار مهرجان السرعة السنوي.