استمع إلى الملخص
- المباراة الافتتاحية ضد الأرجنتين تعتبر مفتاح التأهل، حيث أن تحقيق الفوز أو التعادل سيعزز معنويات اللاعبين لمواجهة أوكرانيا بقوة أكبر.
- المنتخب الحالي يمتلك لاعبين محترفين من المستوى العالي، بخلاف منتخب سيدني 2000، مما يمنح الثقة في المنافسة على اللقب الأولمبي.
كشف نجم منتخب المغرب في التسعينيات من القرن الماضي، صلاح الدين بصير (52 عاماً)، عن حظوظ المنتخب الأولمبي في منافسات الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس الفرنسية في الفترة الممتدة ما بين 26 يوليو/ تموز الحالي و11 أغسطس/ آب القادم، إذ يرى أن التأهل إلى الدور التالي يبقى واردًا، بالنسبة إلى كتيبة المدرب طارق السكتيوي (46 عاماً).
وقال صلاح الدين بصير في حوار خاص مع "العربي الجديد"، الثلاثاء، إن منتخب المغرب قادر على التأهل ثانيًا، عن المجموعة الثانية على الأقل، بالنظر إلى قيمة أسمائه التي تنشط في مختلف الدوريات الأوروبية والأسيوية، واعتبر أن مباراة الأرجنتين ستكون مقياسًا حقيقيًا للأولمبي المغربي، ومفتاح تألقه، لما يمتلكه منتخب التانغو من لاعبين بارزين.
كيف يرى صلاح الدين بصير حظوظ منتخب المغرب في منافسات المجموعة الثانية لكرة القدم؟
أظن أن حظوظ المنتخب الأولمبي المغربي في التأهل عن المجموعة الثانية وافرة جداً، نظراً إلى امتلاكه قائمة مكونة من أسماء أولمبية قادرة على ترك بصمتها، معززة بثلاثة لاعبين فوق سن 23 سنة، وهم سفيان رحيمي والحارس منير المحمدي، وأشرف حكيمي، إذ يتمتع هؤلاء بتجربة كبيرة أوروبيًا وآسيويًا، فضلًا عن قيمة باقي الأسماء الصاعدة المتألقة حالياً في مختلف الدوريات الأوروبية. ورغم غياب إسماعيل صيباري، وإبراهيم دياز، وشادي رياض، لعدم السماح لهم من طرف أنديتهم بخوض أولمبياد باريس 2024، لكننا نملك أسماءً بديلة قادرة على التألق في هذه المنافسات الأولمبية.
ولذلك ستكون مواجهة منتخب الأرجنتين في غاية الصعوبة، لقوة المنافس وخبرة لاعبيه في مثل هذه المنافسات العالمية، إلا أنّ الفوز يظل متاحاً، وإذا تعذر على أسود الأطلس تحقيق ذلك، ينبغي التغلب على منتخب أوكرانيا في الجولة الثانية، ما دام مستواه نسبيًا أقل مقارنة بمنتخب الأرجنتين. كذلك فإننا الأفضل على الورق، لأن غالبية لاعبينا يلعبون في فرنسا واعتادوا اللعب في الأجواء الفرنسية والأوروبية، فضلاً عن عامل حضور الجماهير المغربية والعربية الموجودة بكثرة في فرنسا، التي ستساند منتخب المغرب من دون شك، علمًا أن جميع اللاعبين يلعبون أساسيين مع أنديتهم الأوروبية، ومستعدون لتقديم الإضافة المرجوة في أولمبياد باريس. أما المباراة الثالثة أمام منتخب العراق، فأتمنى أن يخوضها الأولمبي المغربي بارتياح كبير، أي بعد أن يكون ضمن تأهله إلى الدور التالي، لكن تبقى المفاجأة واردة في هذه المجموعة، لذا فالمنتخب الذي سيكون مركزاً ذهنياً وبدنيًا ستؤول إليه النتيجة النهائية بكل تأكيد.
هل يرى بصير أن مباراة الأرجنتين ستكون مفتاحاً للتأهل؟
طبعًا، لأن المباراة الافتتاحية غالبًا ما تكون مفتاحًا وحافزًا لخوض المباريات المتبقية بمعنويات مرتفعة. وعليه، يتعيّن على منتخب أسود الأطلس تحقيق الفوز أو الخروج بالتعادل على الأقل، حتى يواجه أوكرانيا برغبة أقوى في انتزاع بطاقة المرور للدور الثاني، والعكس صحيح، إذا جاءت نتيجة مباراة الأرجنتين مخيبة للآمال، يمكن أن تؤثر سلباً في أداء اللاعبين فيما بعد. أتمنى أن يكون المنتخب الأولمبي المغربي في كامل جهوزيته فنياً وبدنياً، وأكثر حضوراً ذهنياً، خصوصًا أنّه سيستفيد من عامل إجراء هذه المباراة أمام أكبر عدد من أفراد الجالية المغربية والعربية المقيمة في أوروبا، وأظن أننا سنقف نداً للند أمام الأرجنتين، ولم لا الفوز عليه؟ بغضّ النظر عن قوته.
شاركت في أولمبياد سيدني 2000 مع الأولمبي المغربي، هل ثمة فرق بين المنتخبين السابق والحالي؟
أكيد هناك فرق شاسع بين المنتخب الأولمبي الذي خضنا به أولمبياد سيدني 2000، وتشرفت بالانضمام إليه، والمنتخب الحالي، الذي يشرف على تدريبه طارق السكتيوي. لقد عانينا في السابق مشاكل وتصدعات من الناحية التنظيمية أثرت بأداء اللاعبين الذين كان جميعهم ينشطون في الدوري المحلي، بخلاف المنتخب الحالي الذي يضم في صفوفه أسماءً محترفة من المستوى العالي. لم نمتلك، حينها، لاعبين موهوبين وبارزين في دورة سيدني، ومع ذلك شكل ذلك الجيل مستقبلًا للكرة المغربية. أما منتخب أولمبياد باريس 2024، فيمتلك لاعبين تركوا بصمتهم مع أنديتهم في الموسم المنقضي، ويتضح الفرق أيضًا في قدرة الجيل الحالي على مواجهة منتخبات عالمية، سواء من أميركا اللاتينية (الأرجنتين) أو أوروبا (أوكرانيا) أوآسيا (العراق)، إذ لديه امتيازات لم يمتلكها جيل نسخة 2000، لو امتلكنا آنذاك محترفين بارزين، لأمكن لنا لعب الأدوار الأولى.
هل بإمكان المحترفين الحاليين المنافسة على اللقب الأولمبي؟
أظن أن قيمة لاعبي المنتخب الأولمبي ستخلق الفارق بكل تأكيد، ويمكن أن تمنحنا الثقة في المنافسة على اللقب الأولمبي، فلاعبونا ينشطون في أقوى الدوريات الأوروبية، ويفوزون بالألقاب المحلية والقارية، تمامًا مثل لاعبي منتخب الأرجنتين، نحن محظوظون بامتلاك لاعبين يلعبون في إسبانيا، وفرنسا، وهولندا، وألمانيا، وإيطاليا، خصوصًا أنهم تألقوا في الموسم المنقضي بشكل لافت. كذلك شاركت بعض الأسماء مع المنتخب الأول في مونديال قطر 2022، وكأس أمم أفريقيا بساحل العاج 2023. ستكون منافسة قوية في أولمبياد باريس، ونحن فنيًا الأفضل، علاوة على وجود عامل الانسجام بين جميع اللاعبين، إثر خوضهم بطولة كأس أمم أفريقيا لأقل من 23 سنة، الصيف الماضي، من دون إغفال التعامل الاحترافي والمهني للمدرب طارق السكتيوي. لذا، ينبغي أن نكون متفائلين بشأن قدرة منتخبنا على المنافسة على اللقب الأولمبي، بغضّ النظر عن قوة المنافسين.