يفكر المدافع الأوروغواياني المخضرم دييغو غودين، في اعتزال عالم كرة القدم بشكل نهائي، بعد خوضه المواجهة مع ناديه فيليز سارسفيلد مع مُضيفه أوركان، الأحد، ضمن منافسات الأسبوع الـ17 من منافسات الدوري الأرجنتيني لكرة القدم.
وبحسب قناة "تي واي سي" الأرجنتينية، فإن دييغو غودين يريد اختتام مسيرته الاحترافية بعدما بلغ من العمر 37 سنة، وصنع اسمه بأحرف من ذهب في سماء الكرة العالمية، خاصة مع ناديه السابق أتلتيكو مدريد، الذي لعب معه تسعة مواسم، وتوج فيها بلقب الدوري الإسباني وكأس السوبر المحلي.
وصنع غودين تاريخه مع أتلتيكو مدريد، وكان أحد الأعمدة الأساسية في "الروخيبلانكوس"، بعدما قاده إلى تحقيق لقب الدوري الأوروبي لكرة القدم في مناسبتين، بالإضافة إلى صعودة على منصة التتويج في كأس السوبر الأوروبي في 3 مرات.
ولم يكتف غودين خلال مسيرته الاحترافية بصناعة التاريخ مع الأندية التي احترف فيها، بل استطاع حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ منتخب بلاده الأوروغواي، بعدما قادهم إلى تحقيق لقب كوبا أميركا في عام 2011، بالإضافة إلى أنه أحد أعضاء الجيل الذهبي، الذين وصلوا إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم 2010، التي أقيمت في جنوب أفريقيا.
وسيُحاول غودين إنهاء مسيرته الدولية بأبهى صورة، وهو الذي تجاوز عددا من الأزمات في حياته، أولاها نجاته من الموت بأعجوبة في سن الرابعة، حين كاد يغرق بعد محاولته صيد الأسماك في النهر، لكنه في النهاية سبح إلى الشاطئ دون مساعدة أي شخص.
وحول هذا، قال اللاعب في تصريح صحافي سابق: "كانت معجزة، لم يكن لدي أي تجربة سباحة. كان عمري 4 سنوات وكنت أرتدي الأحذية والملابس الشتوية. لا أتذكر كيف أنقذت حياتي".
وجعلت هذه الحادثة التي قربت نجم أوروغواي من الموت أكثر صلابة لتجاوز الظروف الصعبة التي حاولت النيل منه خلال مسيرته في عالم كرة القدم، بعد أن قرر التخصص بها، عندما كان يبلغ من العمر 15 سنة، إذ بدأ أولى خطواته في صفوف فريق ديفينسور سبورتينغ، الذي تخلى عن خدماته بحجة أنه لم يكن جيداً بما فيه الكفاية.
وأثرت الحادثة على غودين كثيراً، وجعلته يفكر في التخلي عن حلمه بلعب كرة القدم بشكل احترافي، لكنه قرر المواصلة، مقدماً الكثير من التضحيات، بما في ذلك مغادرة مسقط رأسه روزاريو إلى العاصمة مونتيفيديو، ليبدأ مشواره مهاجماً في أتلتيكو سيرو، قبل أن يلعب في خط الوسط وأخيراً مدافعاً، حيث لم يتخيل أبداً الدور الجديد، إلا أنه تكيف معه وأثبت نفسه، لتتم دعوته للاختبار مع أتلتيكو سيرو، ليظهر أفضل ما لديه ومُنح عقده الاحترافي الأول.
وجاءت خطوته الاحترافية الأولى في عام 2007، عندما انتقل إلى فياريال الإسباني، بعد قضاء موسم في نادي ناسيونال، وشكل ثنائياً متألقاً رفقة غونزالو رودريغيز، حيث ضمن له مستواه الرائع الانتقال إلى أتلتيكو مدريد.
والتحق بعدها بصفوف إنتر، بعد 9 سنوات كانت مليئة بالنجاحات والألقاب، فقد كان جزءاً مهماً في الرّوح التي أعادت أتلتيكو مدريد إلى منصة البطولات من جديد إلى جانب باقي نجوم الفريق، قبل أن يرتدي بعدها قميص كالياري.
وبعد نهاية رحلته في إيطاليا، قرر غودين العودة مرة أخرى إلى أميركا الجنوبية، بعدما لعب في صفوف نادي أتلتيكو مينيرو البرازيلي، الذي خاض معه 5 مواجهات فقط، ونجح في تسجيل هدف، قبل أن يقرر الذهاب إلى الأرجنتين، عبر تجربة جديدة مع فريق فيليز سارسفيلد.
ويبدو أن غودين بات مصراً على وضع حدٍ لمسيرته الاحترافية، من أجل خوض تجربة جديدة، وهي الدخول إلى عالم التدريب، خاصة أنه تربى على يد المدير الفني الأرجنتيني في أتلتيكو مدريد الإسباني، دييغو سيميوني، الذي يمتلك نفس صفات المدافع المخضرم، وأهمها قوة الشخصية، والقدرة على قراءة المباريات بشكل جيد، بالإضافة إلى اختيار اللاعبين بشكل جيد، خاصة أنه سبق أن طالب إدارة "الروخيبلانكوس" أثناء تواجده معهم، بضرورة التعاقد مع مهاجم قادر على صناعة الفارق، من أجل منافسة ريال مدريد وبرشلونة على الألقاب المحلية.