استمع إلى الملخص
- **مشاركة رغم المأساة:** رغم فقدانه 15 فرداً من عائلته بسبب عدوان الطيران الإسرائيلي، يرفع فادي علم فلسطين في باريس، مؤكداً على وجود فلسطين على الساحة الدولية ومواصلة الكفاح.
- **من الشجاعية إلى العالمية:** وُلد فادي في حي الشجاعية بقطاع غزة عام 1984، وبدأ مسيرته الرياضية في سن العاشرة، وشارك في بطولات محلية ودولية، ليصبح رمزاً للمقاومة والأمل.
يدخل الممثل الوحيد لدولة فلسطين في الألعاب البارالمبية باريس 2024، فادي الديب (39 عاماً)، الجمعة، في المنافسة العالمية، تخصص رمي الجلة، وعينه على رفع اسم بلده، وإيصال رسالة مفادها أن فلسطين حيّة وستبقى كذلك، وموجودة عبر ممثليها في مختلف المجالات، وهو تحدٍ رفعه الرياضي الذي أصيب برصاصة قناص من قوات الاحتلال إسرائيلي، ووعد قطعه على نفسه ليرفع اسم الفلسطينيين الذين يعانون من حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووجّه فادي الديب رسالة للجميع، عبر حوار جمعه بصحافي موقع قناة فرانس 24 الفرنسية، الخميس، وهو الذي وُلد وترعرع في غزّة التي تشهد اليوم عدواناً غير مسبوق، حيث أكد أنّه سيكون حامل صوت المستضعفين، بما أن مشاركته تحمل رمزية كبيرة، بالنظر لقصته الفريدة من نوعها، والمليئة بالعقبات التي تجاوزها مرفوع الرأس.
فادي الديب ورصاصة القناص
وتعرّض فادي الديب كغيره من المواطنين الفلسطينيين لاعتداءات سافرة، وكان ضحية رصاصة قناص إسرائيلي حاول أن ينهي حياته، عام 2001، في قطاع غزّة، وأراد أن يقتل حلم الرياضيين الفلسطينيين، لكن فادي اختار الصمود، بعدما كُتب له عُمر جديد، وواصل العمل رغم الإعاقة، واحترف رياضة رمي الجلة بعد جهد كبير وسعي متواصل.
مشاركة رغم المأساة
وكغيره من سكان قطاع غزة، فقد البطل الفلسطيني 15 فرداً من عائلته بسبب عدوان الطيران الإسرائيلي، ومن بينهم شقيقه، ومع ذلك، حرص فادي على المشاركة في الألعاب البارالمبية، رغم هول المأساة، وذلك لأنه يتحمل مسؤولية كبيرة، حيث قال: "أرفع علمي هنا في باريس، لأني أريد أن يعرف الجميع بأن فلسطين موجودة، فلسطين لا تموت، سنواصل الكفاح والدفاع عن أنفسنا، نحن على قيد الحياة".
حامل لواء الشهداء
وسيحمل الديب لواء الشهداء من الرياضيين الذين قضوا إثر تعرضهم لعدوان الجيش الإسرائيلي، إذ استشهد 400 رياضي ومدرب منذ بداية الحرب، فيما لم يقدر من بقي على قيد الحياة أن يسافر للمشاركة في الألعاب، ولم تتح له فرصة التحضير لها، حيث تفرض إسرائيل قيوداً لاإنسانية على القطاع، كما لا تتوانى في قصف جميع المناطق التي يوجد فيها المدنيون.
رياضي دون حدود
وولد فادي الديب بأحد أشهر أحياء قطاع غزة، وهو حي الشجاعية، عام 1984، وقاده مدربه محمد الشيخ خليل منذ سن العشرة أعوام إلى ولوج عالم الرياضة، فمارس كرة القدم والكرة الطائرة والتنس، كما شارك في بطولات محلية رفقة ناديه المسمى باسم حيّه، ليستقر في رياضة الكرة الطائرة ويمثل المنتخب الفلسطيني وهو في سن 16 عاماً، حينها كان سليم الجسد.
رياضي ومقاوم
واستمر فادي الديب في مساره الدراسي، وسجل نجاحاً في تخصص الإعلام الآلي، كما كان من بين أشهر المقاومين، بما أنه شارك في الانتفاضة الثانية، قبل أن يتعرض لإصابة برصاصة قناص عام 2001، تسببت له في شلل نصفي، لكنه لم يستسلم، فتلقى تكويناً في عدّة رياضات بارالمبية، مثل التنس وكرة السلة، وصولاً إلى ألعاب القوى، وبالتحديد رمي الجلة ورمي الرمح والقرص، لأنه لم يمتلك المال الكافي لتوفير أدوات العمل، عكس ألعاب القوى غير المكلفة.
"سكان غزّة يستحقون الحياة"
وختم الرياضي الفلسطيني حواره برسالة وجهها للعالم، وجاء فيها: "رسالتي للعالم هي أن سكان غزّة هم بشر يستحقون الحياة، لدينا آمال وأحلام، نريد فقط أن نستفيد من الحقوق نفسها مثل باقي البشر، وأن يعاملنا العالم كبقية الدول".