إنها من أجمل الصور التي تم التقاطها في بطولات كأس العالم، دييجو مارادونا يشد أنظار منتخب بلجيكا بكامله بمجرد انه تسلّم الكرة، هذا ما فعله مارادونا الذي بمجرد أن تسلّم تلك الكرة بث الرعب في قلوب البلجيكيين على أرض الملعب، الذين تبعثروا من أجل القبض على مارادونا قبل أن يتجه إلى المرمى ويحتل العالم.
حدث ذلك في مباراة جمعت الأرجنتين مع بلجيكا في اللقاء الأول في المجموعة الثالثة ضمن منافسات كأس العالم 1982، حيثُ أظهرت هذه الصورة التي التقطها أحد المصورين وكأن مارادونا مراقَباً من ستة لاعبين بلجيكيين، لكن الحقيقة وراء هذه الصورة أنها جدار دفاعي لصد الركلة الحرة التي ينفذها الأرجنتيني أوسي أرديليس.
آنذاك كان قد بقي عشر دقائق على انتهاء الشوط الأول، حيثُ حصلت الأرجنتين على ركلة حرة قريبة من المرمى البلجيكي لكن هناك صعوبة كبيرة من أجل تسديدها مباشرة على المرمى، لذلك قرر أرديليس تمريرها إلى مارادونا غير المراقب بعيداً عن الحائط البشري، وفي هذه اللحظة تم تصوير مارادونا وهو يستلم الكرة فيما لاعبو الحائط يتجهون بسرعة إليه قبل أن يدخل منطقة الجزاء ويشكل الخطورة.
وتُظهر هذه الصورة مدى صدمة لاعبي السد البلجيكي بوصول الكرة إلى مارادونا، حيثُ توجهت عيون اللاعبين الستة إلى الأسطورة الأرجنتينية في مشهد يُعبر عن مدى الخوف من تحركات مارادونا فكيف إذا كانت الكرة بين أقدامه الساحرة، وحاول مارادونا إعادة الكرة إلى أرديليس لكنه فشل بعد تدخل سريع من البلجيكي ميليكومب الذي كان متواجداً في الحائط البشري.
لكن العبرة من وراء هذه الصورة الشهيرة هي مدى الرعب الذي يبثه مارادونا على أرض الملعب بمجرد أن يتسلم الكرة، وبالطبع فإن هذا المشهد ليس غريباً في العصر الكروي الحديث والكلام هنا عن النجم الأرجنتيني ميسي الذي قد يفعل ما فعله مارادونا ويجذب انتباه كل لاعبي بلجيكا من أجل ملاحقته والقبض عليه قبل فوات الأوان.
ورغم ان بلجيكا فازت على الأرجنتين في هذه المباراة بهدفٍ نظيف، إلا أن مارادونا كان لاعباً واحداً ضد فريق كامل، وربما ميسي سيتقمص شخصية مارادونا عندما يُقابل بلجيكا في الدور الربع نهائي من كأس العالم 2014، الأمر الذي سيعيد إلى الأذهان الصورة الشهيرة التي تم تصويرها في مونديال 1982.