فوزي البنزرتي: هذه مشكلة المنتخب التونسي وهذا الثنائي كان قادراً على منافسة صلاح ومحرز
يعتبر فوزي البنزرتي المدرب التاريخي في كرة القدم التونسية، بفضل عدد الألقاب التي فاز بها مع فرق مختلفة، إذ إنه المدير الفني الأكثر تتويجاً بالألقاب والبالغ عددها 9 تتويجات بالدوري التونسي، وتتويج وحيد بكأس تونس وتتويج آخر بلقب دوري أبطال أفريقيا وتتويجان بكأس الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى فوزه بالدوري المغربي مرتين مع الوداد البيضاوي ووصوله إلى نهائي كأس العالم للأندية مع الرجاء.
وخص البنزرتي ''العربي الجديد'' بحوار تحدث فيه عن نجاحه في العام الحالي مع فريقه الاتحاد المنستيري في الدوري التونسي، إضافة إلى كأس العالم في قطر نهاية العام الحالي، وحظوظ المنتخبات العربية فيها.
كل فريق يدربه البنزرتي يجب أن يلعب من أجل التتويج، وهو ما حصل مع الاتحاد المنستير.. فما هو رأيك؟
أؤمن كثيراً بالإنسان، مهما كان ضعيفاً أو قوياً فإنه قادر على التحسن، يقولون إن فوزي البنزرتي مدرب فرق كبرى، هذا صحيح، لكن خلال تدريب الفرق الكبرى مر بي عديد من اللاعبين متوسطي الإمكانات، فطورتهم وأوصلتهم لأعلى المستويات، ومن ثمة انضموا إلى المنتخبات الوطنية وغادروا للعب في أوروبا، هذا هو ما أؤمن به في عملي، وهو تطوير المجموعة التي أدربها من جميع النواحي الفنية والبدنية.
ما هو سر نجاحك في تغيير وجه الفريق الذي تدربه كلياً؟
أؤمن كثيراً بعملية الضغط على المنافس، وهو ما يلزمه عمل جبار على المستوى البدني، وقد أتى بثماره في أي فريق مررت به، السر هو العمل والانضباط وروح العطاء، مع التنظيم المحكم على أرض الملعب، في قاموسي لا يوجد لدي أي خوف من أي فريق مهما كان مستواه، في مباراتنا ضد الترجي كنا منهزمين ثم تعادلنا، رغم أن أي فريق آخر يرضى بنتيجة التعادل ضد الترجي، إلا الفريق الذي يدربه فوزي البنزرتي، إذ يملك شخصية تجعله يلعب فقط من أجل الفوز.
هل تثق بقدرة الاتحاد على التتويج بالدوري التونسي؟
في كل المحطات التي عشتها لا أعد بالتتويج حتماً عندما أدرب الفرق الكبرى، الأهم بالنسبة لي هو القتال في الملعب من أجل الفوز بالمباريات، وحصد أكثر ما يمكن من النقاط، وحينها فقط تسير الأمور بطبيعتها لنكون متوجين في آخر الموسم.
ماذا يمثل لك تنظيم كأس العالم في بلد عربي؟
لقد كانت البطولة العربية الأخيرة خير دليل على مدى قدرة قطر على تنظيم مثل هذه البطولات الكبرى، فقد تم تسخير إمكانات مالية وبشرية ضخمة لإنجاح كأس العالم المقبلة، لذلك لا أشك لحظة واحدة في أن التنظيم سيكون محكماً جداً، زد على ذلك أنني سافرت مع الترجي التونسي إلى الدوحة، ووقفت على نجاح قطر في تنظيم التظاهرات الكبرى.
ما هي حظوظ المنتخبات العربية في المونديال؟
مثلما تحدثت عن فريقي الاتحاد المنستيري، تقريباً نفس الوضعية، فريقي مثل المنتخبات العربية لا يملك إمكانات بشرية كبيرة، لكني أؤمن بشخصية اللاعبين وقدرة الإنسان بصفة عامة على تحدي الصعاب وتجاوز المستحيل، رغم أن الفرق التي سنواجهها تعتبر أقوى منا، لكن علينا التعويل على الروح الانتصارية و''الغرينتا''، وأهم شيء هو عدم الخوف من الأسماء الكبرى، في كرة القدم ليس الفريق الأفضل هو الذي يفوز، بل الثقة في النفس هي التي تحسم نتائج المباريات، وهذه نصيحتي لجميع المنتخبات العربية، فقد سبق لي أن واجهت غوارديولا في نهائي كأس العالم للأندية مع الرجاء البيضاوي المغربي ضد بايرن ميونخ الألماني، وكانت التوصيات هي نفسها رغم أننا انهزمنا بهدفين لصفر، وكان الوارد أن تكون النتيجة أفضل.
من ترشح للذهاب بعيداً في كأس العالم من بين المنتخبات العربية؟
صراحة الجميع، لو التزموا بالنصائح التي سبق أن ذكرتها، مع الاستعداد الجيد بدنياً وامتلاك الرغبة في الفوز التي تفوق رغبة المنافس، مع الركض لمسافات أطول على الميدان فاللاعب الذي تعود قطع 11 كيلومتراً مطالب بقطع 13، علاوة على أن يكون أكثر جرأة ويترك الخوف، في فلسفتي التدريبية أهاجم بأكبر عدد ممكن حتى ضد الفرق القوية، إذ إن العدد في الخط الأمامي يمكن أن يصل في بعض الأحيان لتسعة لاعبين بالتمام والكمال، رغم أن الفريق الذي أدربه قد يكون أقل قوة من المنافس.
ما الذي ينقص المنتخب التونسي لتجاوز عقدة الدور الأول؟
بالنسبة لمنتخب تونس فمشكلته هي سوء اختيار اللاعبين المناسبين، يجب على المجموعة أن تكون متكاملة، رغم أننا ممتازون على المستوى التكتيكي، ورغم أننا لا نملك لاعبين مميزين يلعبون في بطولات كبرى مثل محمد صلاح في المنتخب المصري، لكنني أؤمن بالمجموعة قبل الأفراد، لذلك يجب عليهم العمل فقط لتطوير أنفسهم.
هل يمكن القول إن عدم قيادة منتخب تونس في مسابقة كبرى مثل كأس العالم نقطة سوداء في مسيرتك؟
لا، أقسم لك لا، أكتفي بمشاركتي في كأس العالم للأندية مع فريق مغربي، ليس لدي عقدة من أي شيء، أحب كرة القدم والدليل تدريبي للاتحاد المنستيري دون أي عقد، كرة القدم هي متعتي وكفى، مهما يكون المكان الذي أعمل فيه.
ما هو رأيك في المقارنات بين محرز وصلاح؟ ومن الأفضل في اعتقادك؟
يملك اللاعبان إمكانات رهيبة، لكن صلاح في الوقت الحاضر أفضل لأنه يسجل الأهداف أكثر من محرز، فهو يسجل في الدوري الإنكليزي بمعدل 25 هدفاً في الموسم، في الوقت الذي نحن في تونس نبحث عن لاعب يسجل 10 أهداف في الموسم، مثل الموسم الحالي الذي سجل فيه أحسن هداف في البطولة التونسية فقط 8 أهداف وهو محمد علي بن حمودة مهاجم الترجي ، محرز لاعب مميز جداً، لكن تنقصه النجاعة الهجومية، لذلك يجب عليه أن يعمل على تحسينها أكثر، خاصة أنه يحصل على فرص تسجيل كثيرة لكنه يضيعها بصفة غريبة، في وقت نجح فيه صلاح في مساعدة فريقه بفضل أهدافه التي يسجلها.
يعتبر الفنيون في تونس أن يوسف المساكني له موهبة صلاح ومحرز، فلماذا لم يصل إلى مستواهما؟
اعتمدت على المساكني في الترجي في سن 17 سنة، كما أشركته أساسياً مع المنتخب التونسي في كأس أفريقيا وهو في عمر 18 سنة، وقد لامني البعض وقتها، لديه إمكانات رهيبة جداً، وكان بإمكانه الوصول لأفضل الفرق لكن كانت له اختيارات أخرى.
كذلك هناك لاعب تونسي آخر مميز جداً، وكان بإمكانه أن يصل إلى العالمية، وهو لاعب النجم الساحلي ياسين الشيخاوي لكن للأسف حطمت الإصابات المتعددة مسيرته الرياضية.
هل يمكن أن نشاهد البنزرتي مدرباً في دوري نجوم قطر؟
لم تتح لي الفرصة من قبل، ربما بسبب أن البعض يروج أنني صاحب شخصية صعبة، لكن ذلك غير صحيح، رغم أنني في الملعب أحاول أن أوصل الطاقة الكبيرة إلى اللاعبين، لكن خارجه فأنا إنسان هادئ.