رفع عدد من اللاعبين شعار "وما الحب إلا للحبيب الأول"، فبعد رحيلهم عن فرقهم الأصلية التي كانت وراء بروزهم أو تكوينهم، وعرفوا عديد المحطات طوال سنوات طويلة، اختاروا أن تكون المحطة الأولى نقطة النهاية لمسيرتهم على غرار الحارس الإيطالي بوفون الذي قرر مواصلة النشاط.
فبعد أن غادر بارما منذ عديد السنوات نحو يوفنتوس، من أجل الحصول على ألقاب أوروبية جديدة، وبعد تجربة قصيرة مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، فضّل الحارس بوفون أن يكون فريقه بارما نقطة النهاية لمسيرة بطولية تميزت بشكل خاص بالحصول على كأس العالم 2006 إضافة إلى الحصول على السكوديتو في أكثر من مرة مع يوفنتوس.
وقبل بوفون فإن عددا كبيراً من اللاعبين اختاروا العودة إلى نقطة الانطلاق مثل زميله السابق الأرجنتيني كارلوس تيفيز، فبعد أن خاض تجارب لسنوات طويلة في البرازيل وإنكلترا وإيطاليا، فضل أن ينهي مسيرته مع فريق بوكا جونيور. ورغم أن يوفنتوس حاول الإبقاء عليه فإن سحر الأرجنتين دفع تيفيز إلى العودة من أجل أن ينهي مشواره الطويل بين جماهير فريقه المعروفة بعشقها الكبير لكرة القدم.
كما اختار ريكلمي قبل تيفيز، تجديد التجربة مع بوكا جونيور فسحر هذا الفريق يشدّ كل اللاعبين إليه، ولم يكن مفاجئاً أن يترك ريكلمي ملاعب أوروبا من أجل الارتماء من جديد بين أحضان عشاق البوكا، ويعود إلى هذا النادي بهدف مساعدته على تجاوز المشاكل التي عاشها، قبل أن يصبح نائب الرئيس في وقت لاحق.
ويبدو أن اللاعبين الأرجنتينيين لهم ارتباط خاص بأنديتهم الأولى، بمن فيهم فيرون الذي عرف المجد في إيطاليا مع سمبدوريا وبارما ولاتسيو والإنتر أو مع مانشستر يونايتد رفض أن تكون نهاية مسيرته بعيداً عن فريقه الأول، فاختار أن يكون عقده الأخير مع فريق أوستديانتس، والطريف أن فيرون لعب أيضاً إلى جانب بوفون في نادي بارما.
أمّا فان بيرسي الذي تربع على عرش أفضل اللاعبين في أرسنال الإنكليزي، وكان اللاعب الأهم في الفريق لعديد المواسم قبل الانتقال إلى مانشستر يونايتد بحثاً عن اللقب، فإنّه لم يتردد في رفض عديد العروض من أجل تعزيز صفوف فريقه الأول فاينورد الهولندي، رغم أنّ عديد العروض وصلت إليه من أندية في دوريات أفضل من أجل خوض آخر تجربة، ولكنّه استجاب لمنطق العاطفة وسعى إلى ردّ الجميل لفريقه.
وتمتع التشكيلي روزسكي، بفرصة إنهاء مسيرته مع نادي أرسنال الذي صبر كثيراً على إصاباته المتعددة وغيابه المتواصل عن المباريات، ومنحه شارة القيادة، ولكن متوسط الميدان التشيكي فضّل العودة إلى بلده من أجل اللعب للمرة الأخيرة بألوان فريق سبارتا براغ الذي كان وراء بروزه واكتشافه، رافضاً البقاء في أفضل دوري في العالم.
واشتهر الهولندي ديرك كويت بعيداً عن هولندا، فمروره الناجح بفريق ليفربول جعله من أهم اللاعبين في هذا النادي، وتُوج معه بعديد الألقاب قبل الانتقال إلى الدوري التركي، ولكن عندما اقتربت ساعة الحسم اختار العودة إلى هولندا بحثاً عن رد الجميل لفريقه. وكانت عودته موفقةً بما أنّه ساعد الفريق في موسم 2016ـ2017 على الحصول على اللقب الأول منذ 1999.