يعيش النجم الفرنسي، بول بوغبا، أصعب اللحظات في مسيرته الاحترافية، بعدما فشل في اختبار فحص المنشطات، عقب جلوسه على مقاعد البدلاء في المواجهة مع ناديه يوفنتوس ضد أودينيزي في الموسم الحالي من الدوري الإيطالي لكرة القدم، وانتهت بفوز "السيدة العجوز" بثلاثة أهداف نظيفة.
وأكد فحص المنشطات تناول بول بوغبا هرمون التستوستيرون، بعد اختياره عشوائياً مع عدد من اللاعبين، من أجل الخضوع لاختبار المنشطات، الذي كشف عن وجود مستويات مرتفعة من الهورمون لدى النجم الفرنسي. لذا، يجب عليه الآن فحص عيّنة الاختبار مرة ثانية، قبل أن يثبت أنه فشل في اختبار المنشطات، بحسب ما ذكرته الوكالة الرسمية الإيطالية "أنسا".
المنشطات، وهي بحسب تعريف اللجنة الطبية التابعة للجنة الأولمبية الدولية، المواد التي نصت عليها لائحة عام 1976، وطالبت بتحريم استخدامها في المجال الرياضي، وتحتوي على المواد الآتية: مثيرات الجهاز العصبي المركزي، مثل الكورامين والاستكرانين.
المواد المخدرة التي تساعد على عدم الإحساس بالألم مثل الكودايين، بالإضافة إلى أنابول سترويد، مثل الميثانينون. واستخدام المنشطات يؤدي إلى التأثير الإيجابي في عناصر اللياقة البدنية، وبالتالي في المستوى الرياضي للاعب إذا ما كان الاستخدام إلى جانب العملية التدريبية، لكن التأثير الإيجابي بالنواحي البدنية والوظيفية له تأثير آخر سلبي مصاحب، إذ يؤثر سلباً بصحة الرياضي، وقد ثبت بالتجربة أن هذه المضار والأعراض الجانبية وصلت في بعض الأحيان إلى حد الوفاة المفاجئة.
وترتبط المنشطات أيضاً بتأثير آخر سلبي، ويظهر في كثير من الأحيان بأمراض مثل أمراض الكبد، وتهتُّك الكلى والاضطرابات المعوية والتنفسية، وكذلك قد يؤدي هذا إلى سقوط الشعر والاضطراب الجنسي، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وزادت العقوبات المفروضة على اللاعبين في حال تعاطي المنشطات في عام 2015، من 18 شهراً إلى سنتين، وقد تصل إلى 4 سنوات في بعض الحالات، حيث يؤدي الغش المتعمد في مسألة تعاطي المنشطات إلى الحظر أربع سنوات، فإن "التعاطي غير المقصود" ستكون عقوبته عامين من الحظر، ويمكن تخفيف العقوبة إن توافر لدى الرياضيين "دليل مهم يثبت أنهم لم يقصدوا الغش، ولم يرتكبوا خطأً"، وفق ما ذكرته شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وقبل قائد خط الوسط الفرنسي، بول بوغبا، شهدت الجماهير الرياضية المُحبة لرياضة كرة القدم خلال السنوات الماضية، سلسلة من فضائح المنشطات، التي كان أبطالها نجوماً في كبرى الأندية، أو مع منتخبات بلادهم، قبل انطلاق البطولات القارية والدولية.
مارادونا ومونديال 1994
ولن تنسى الجماهير الرياضية نهائياً ما حدث في بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية عام 1994، عندما أُوقِف أسطورة منتخب الأرجنتين الراحل، دييغو مارادونا، بتهمة تعاطي المنشطات، ما جعله الحدث الأبرز في المونديال، وشكّل صدمة كبرى في عالم "الساحرة المستديرة".
مارادونا عاش أزمة مشابهة في عام 1991، بعدما ثبت تعاطيه للمخدرات، فأُوقِف عن اللعب عاماً كاملاً، لكن ما حدث عقب انتهاء مواجهة منتخب الأرجنتين ومنتخب نيجيريا في مونديال 1994، جعل أسطورة راقصي "التانغو" يتعرض لعقوبة الإيقاف عن لعب كرة القدم لمدة 15 شهراً، بالإضافة إلى استبعاده الفوري عن المونديال.
خطأ قاتل
صحيح أن العديد من نجوم كرة القدم، عند سقوطهم في اختبار المنشطات، يقول بعضهم بالتأكيد، إن هناك خطأً حدث، ولم يتناول الأدوية إلا من طريق وصفة طبية، سواء من طبيب ناديه أو منتخب بلاده، وهذا لم يحدث نهائياً مع أسطورة ساحل العاج السابق، كولو توريه، الذي يُعَدّ أبرز مدافع في تاريخ نادي أرسنال الإنكليزي.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكد كولو توريه في جلسة التحقيق، أن زوجته أعطته أدوية من أجل تنحيف خصره، لكن لسوء حظه كانت معظم المواد الفعالة في الدواء تحتوي على عناصر محظورة على اللاعبين، إلا أن لجنة التحقيق عاقبته حينها، عبر إيقافه عن اللعب لمدة 6 أشهر في أثناء احترافه مع مانشستر سيتي الإنكليزي.
فضيحة المنتخب الهولندي
وفي عام 2001 ضجت وسائل الإعلام الهولندية، بسبب الفضيحة التي ضربت نجوم "الطواحين، وهم ياب ستام، فرانك دي بور، إدغار ديفيدز، بالإضافة إلى بيرت كونتيرمان، الذين اتهموا بتعاطي المنشطات، وتناول مادة "ناندرولون".
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في شهر مايو/أيار عام 2001، إيقاف إدغار ديفيدز لمدة 4 أشهر، وياب ستام لخمسة أشهر، فيما منع دي بور من ممارسة كرة القدم لشهرين، لكن بيرت كونتيرمان تعرّض للعقوبة، رغم تناوله وجبة الأكل دون علمه بوجود المادة المحظورة بداخلها.
فسخ العقد بعد الإدمان
بدوره، يُعَدّ أدريان موتو أحد أبرز نجوم منتخب رومانيا شهرة لدى الجماهير الرياضية في بلاده، بعدما احترف في عدد من الأندية الكبرى، لكن تجربته مع تشلسي الإنكليزي في موسم 2003/2004، جعلته يخسر الكثير، بعدما قررت الإدارة فسخ عقده بسبب ما فعله.
ولم يستطع أدريان موتو الدفاع عن نفسه نهائياً، بعدما سقط في اختبار الكوكايين، وثبوت تعاطيه المخدرات، ما جعله يتعرض لعقوبة الإيقاف لمدة 7 أشهر، لتسارع إدارة نادي تشلسي الإنكليزي إلى فسخ عقده على الفور، لكنه تلقى حينها عقوبة جديدة، حيث تجدد إيقافه لمدة 9 أشهر.
أول عقوبة في "البريميرليغ"
أما البرتغالي أبيل كزافيي، فهو أول لاعب في منافسات بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز يُمنَع من لعب كرة القدم لمدة 18 شهراً، بسبب المواد المعززة للأداء وليس للعقاقير المخدرة، عندما كان محترفاً مع ناديه السابق ميدلزبره، حيث اتُّهِم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005، وتعرّض بعدها للعقاب