في 2 أكتوبر/تشرين الأول 1977، شهدت مدينة بيرغن النرويجية جريمة قتل شهدت صدى واسعاً في البلاد، وقع ضحيتها رجل مسن يبلغ من العمر 64 سنة. وفي اليوم التالي، أصيب سكان المدينة بالصدمة عندما علموا أن الضحية هو أود فرانتزن، اللاعب النرويجي الدولي الذي كان جزءًا من الفريق الذي تفوق على منتخب ألمانيا في دورة ألعاب برلين بحضور هتلر وغورنغ وهيس وغوبلز وغيرهم من القادة النازيين.
نجم كرة القدم الذي ولد في 20 يناير/كانون الأول 1913، ولعب خلال مسيرته مع فريق هاردي المحلي، على الرغم من حصوله على عروض جيدة للرحيل، قتل على يد شاب وفتاة يبلغان من العمر حوالي 25 سنة، إذ ضربوه عبر الركل حتى الموت، بعد أن طرقوا باب شقته وطلبوا منه مشروبات كحولية، وهو الأمر الذي رفضه نجم الساحرة المستديرة، بحسب تقرير صحفة "ماركا" الإسبانية.
تألق أمام 55 ألف متفرج
خاض اللاعب الذي كان عامل ميناء في مدينته مباراة تاريخية ضد الألمان في ملعب "بوستستادسون"، أمام 55 ألف مشجع، في أولمبياد برلين 1936، ليرى هتلر منتخبه النازي يخسر بهدفين من دون رد ويخرج من الدور الثاني، ليعدل بعدها عن فكرة الحضور لمشاهدة أي حدث رياضي؛ وكان فرانتزن سبباً رئيسياً في ذلك.
ورغم أداء النجم النرويجي الرائع في الفوز على ألمانيا، فإن هذا لم يكن كافياً للوصول إلى المباراة النهائية ضد إيطاليا، التي فازت بنصف النهائي في الوقت الإضافي لتحصد بعدها الميدالية الذهبية، في الوقت الذي حصدت فيه النرويج الميدالية البرونزية بعد التفوق على هولندا.
وبعد ذلك بعامين، خاض فرانتزن مباراة أخرى ذات محتوى سياسي عالٍ حينها، ضد إيطاليا في مرسيليا، في الجولة الأولى من كأس العالم 1938، إذ كان ملعب "فيلودروم" مكتظًا، ولتنجح إيطاليا في الفوز، وتتوج باللقب بعدها، وبعد الحرب العالمية الثانية، تزوج فرانتزن، لكن بمرور الوقت، بدأ في إدمان الكحول، الأمر الذي سلبه أشياء كثيرة، بما في ذلك عائلته.
وفي 10 مايو/ أيار 1961، وبعد عودته للعمل في الميناء، فقد إحدى ساقيه أثناء تفريغ أكياس السكر، إذ كان يحاول تجنب سيارة كانت تسد الطريق أمام الشاحنة التي كانوا يفرغون منها الحمولة، ليُقرر نجم كرة القدم تحريكها من مكانها، لكن الشاحنة سقطت أكثر من أربعة أمتار في فراغ كان قريباً من مكان النقل، ليضطر الأطباء إلى بتر ساقه بعد ذلك.